
غيّب الموت صباح السبت الموافق 17 حزيران 2017 في العاصمة الأردنية عمان الزميل والأخ والصديق غازي السعدي (أبو ايهاب) اثر وعكة صحية ألمت به، والزمته الفراش دون أن تمهله طويلا.
يُعد الأخ غازي السعدي من أبرز الكتاب الصحفيين الأردنيين المتخصصين في القضية الفلسطينية، وهو مؤسس دار الجليل للترجمة والنشر والدراسات عام 1978، المتخصصة بالصراع العربي الاسرائيلي والقضية الفلسطينية بهدف التعريف بوجهات النظر الاسرائيلية المختلفة، وبالفكر الصهيوني، والكشف عن البرامج والمخططات الاسرائيلية العدوانية.
وقد أصدر 250 كتاباً بما يخص الصراع العربي الاسرائيلي، منها أكثر من 50 كتاباً تم ترجمتها من العبرية الى العربية. واعتاد السعدي من خلال الدار رصد الصحافة العبرية، وترجمة أهم ما تتضمنه من أخبار وتحليلات مهمة بشكل يومي لتوزيعها على المشتركين في الأردن والعالم العربي لشرح وضع المواطنين العرب في اسرائيل، وتسليط الأضواء على ما يجري في فلسطين التاريخية.
ابو ايهاب هو من مواليد 7 تشرين الثاني 1937. اعتقل من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي بتهمة مقاومة الاحتلال، وحكم عليه بالسجن 12 عاماً قبل أن يبعد الى الأردن، وبعد أن أمضى سبع سنوات ونصف من حياته في سجون الاحتلال الاسرائيلي.
يُذكر أن السعدي (رحمه الله) هو عضو في المجلس الوطني الفلسطيني، وعضو مشارك في وفد فلسطين في الشراكة الاوروبية المتوسطة، وكذلك شارك في العديد من المؤتمرات، كما ان دار الجليل شاركت في العديد من معارض الكتب في العديد من العواصم العربية.
وقد نعى الرئيس محمود عباس الراحل غازي السعدي، كما نعاه رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون قائلا: "ان رحيل الفقيد غازي السعدي يعد خسارة كبيرة لشعبنا، فقد كان مدافعا صلباً ومخلصاً لقضيته، وكانت له اسهامات كبيرة في مسيرة الحركة الفلسطينية، خاصة في مجال الابحاث والدراسات والتلخيص المتخصص في الشؤون الاسرائيلية، من خلال دار الجليل، وكرس كل تلك الاعمال في خدمة القضية الفلسطينية".
"مجلة البيادر تتقدم من أرملة الفقيد السيدة الفاضلة كلثوم الفاهوم (ام ايهاب)، ونجليه ايهاب، وكامل وعائلته، ومن عموم آل السعدي الكرام في الوطن والخارج بأحر التعازي واصدق مشاعر المواساة، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد فقيدنا الكبير "أبا ايهاب"، بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم آله وذويه وأصدقاءه وأحباءه بالصبر والسلوان.