غادر هذا العالم الفاني ابن القدس البار والمناضل العربي الفلسطيني الكبير المهندس ابراهيم جميل سعيد الدقاق (أبو عزام) عن عمر ناهز 87 عاماً من العطاء والتضحيات والنضالات المميزة. وذلك يوم الخميس الموافق 2 حزيران. وشيع جثمانه الى مثواه الاخير بعد الصلاة عليه في المسجد الاقصى بحضور جمع كبير من أحباء واصدقاء وانسباء واهل الراحل الكبير.
ولد أبو عزام في القدس عام 1929. تخرج من الجامعة الاميركية في القاهرة حيث حصل على درجة البكالوريوس في الرياضيات والعلوم عام 1952.
عمل مدرسا/ معلما في الكويت حتى عام 1959 حيث التحق بجامعة روبرت كوليج في استانبول اذ تخرج منها مهندساً عام 1963. وعاد الى القدس ليعمل في مجالس الهندسة.
كان أول مدير اداري لمستشفى المقاصد الخيرية في الفترة 1967-1069. وبعد حريق المسجد الاقصى عام 1969، كـُلـّف ابو عزام بادارة المكتب الهندسي في المسجد الاقصى الذي أنيط به اعادة اعمار ما تلف نتيجة الحريق.
انتخب نقيبا للمهندسين الفلسطينيين للفترة 1978-1986. كان من المبادرين لتأسيس الجبهة الوطنية عام 1973. وفي العام 1976 تم تشكيل لجنة التوجيه الوطني، وكان الدقاق امين سرها.
في عام 1978، وبمبادرة من رؤساء النقابات المهنية بالقدس تم تأسيس مجلس التعليم العالي. والدقاق احد الاعضاء المؤسسين واول رئيس له، كما كان عضوا في مجلس أمناء كلية العلوم والتكنولوجيا/ جامعة القدس.
تولى رئاسة مجلس أمناء جامعة بير زيت بين الاعوام 2004 و2009 وهو من مؤسسي الملتقى الفكري العربي عام 1976.
عام 2003 كان الدقاق احد المؤسسين للمبادرة الوطنية مع الدكتورين حيدر عبد الشافي ومصطفى البرغوثي. ومما قاله د. مصطفى البرغوثي عن ابراهيم الدقاق بعد وفاته:
"ناضل بتفانٍ واتقان، وكافح بشرف ومبدئية لا تلين، وعاش متواضعا، لم يركض وراء المال، ولم يسعَ لمناصب أو وجاهة، ولم يكن بحاجة لها. يكفيه فخراً ان ما صنعه من مآثر، وما بناه من مؤسسات ستبقى معمرة بعد رحيله. لقد مثل الدقاق مدرسة فكرية ستستمر لانها خدمت قوة المثال والقدوة لاجيال قادمة"
و"البيادر" تنعى هذا الرجل الكبير الصديق والانسان والمناضل، وتتقدم من ابنه المهندس عزام وشقيقته ومن آل الدقاق الكرام بأحر وأصدق مشاعر المواساة سائلين العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ويلهم آله وذويه جميل الصبر وحسن العزاء.
يا ابا عزام، رحلت جسداً، ولكن روحك ستبقى ترفرف في سماء فلسطين وعاصمتها القدس خاصة لأنك أحببت الوطن والوطن أحبك وسيبقى يحبك ويذكرك الى الأبد.