اكتظاظ، وظروف قاسية ومعاملات لا انسانية لسلطات الاحتلال
12 ألف طفل تم اعتقالهم خلال الـ 15 سنة الماضية
مقدمة:
لم ولن تتوقف معاناة أسرانا في سجون الاحتلال الا اذا تحقق السلام الشامل والعادل، وحصل شعبنا على حقوقه الوطنية كافة. ومسلسل المعاناة اليومي متواصل في مختلف السجون لان السلطات المحتلة معنية بتشديد اجراءاتها القمعية، ورفضها للعديد من الطلبات والمناشدات من أجل تحسين ظروف معيشة أسرانا الاطفال منهم والمرضى.
هذا التقرير يلقي الاضواء على جزء من معاناة هؤلاء الاسرى في مختلف السجون، وهو شاهد على أن سلطات الاحتلال مستمرة في سياستها التعسفية بحقهم، وانها تضرب عرض الحائط كل القوانين والاتفاقات الدولية.
هل يتحرك الناشطون المدنيون والمدافعون عن حقوق الانسان ويجبرون اسرائيل على احترام هذه القوانين، واليس من الضروري مواصلة العمل والجهد لتحرير هؤلاء من قيود الاحتلال؟
افتتاح أقسام اعتقال جديدة
اقتحمت ظهر يوم الاحد 8/11/2015 وحدات درور، ومتسادا، واليماز الاسرائيلية الخاصة القسم 2 المخصص لاسرى فتح في سجن النقب الصحراوي بحجة التفتيش، وتم اخراج جميع الاسرى ونقلهم لقسم 10، واستمرت عملية التفتيش عدة أيام.
واعلنت ادارة السجون الاسرائيلية عن افتتاح قسم جديد في سجن شطة، وهو قسم (3)، اذ نقل اليه عشرات الاسرى من سجن نفحة، وقررت مصلحة السجون نقل 80 أسيراً آخرين اليه، كما عمدت الى افتتاح قسم جديد آخر في سجن جلبواع، ونقلت اليه قرابة 80 أسيراً.
وتعاني الاسيرات في سجن الشارون من الظروف المعيشية الصعبة، والاكتظاظ الشديد. وتم نقل ثلاث أسيرات قاصرات الى سجن عسقلان بسبب الاكتظاظ في سجن الشارون.
رفض سلطات الاحتلال
تحسين نقل المعتقلين في البوسطة
تقدمت هيئة شؤون الاسرى بالتماس الى محكمة العدل العليا الاسرائيلية حول ضرورة تحسين شروط نقل المعتقلين في "البوسطة" بعد أن رفضت مصلحة سجون الاحتلال ذلك.
وجاء في بيان للهيئة أن عملية نقل الاسرى من سجن الى آخر، والى المستشفيات، والى المحاكم العسكرية تستغرق ما بين 8 – 11 ساعات متواصلة، وهذا يسبب الارهاق والتعب الشديد للاسرى، اضافة الى سوء أوضاع سيارة "البوسطة" المغلقة وذات الكراسي الكريهة داخلها، وعدم السماح للاسرى بقضاء حاجاتهم طيلة فترة النقل، وتكبيلهم في المقاعد.
واشارت الهيئة الى ان قوات "النحشون" المسؤولة عن نقل الاسرى تتعامل معهم بشكل سيء وقبيح جداً، وتعتدي عليهم بالضرب، فيما تزداد اوضاع الاسرى المرضى المنقولين في البوسطة سوءاً خلال عملية النقل الى المستشفى، او الى أي عيادة مما دفع بهم برفض الانتقال للعلاج.
ورفضت مصلحة السجون طلب الهيئة متذرعة بمشاكل في الميزانية العامة الاسرائيلية، علما ان هناك 192 سيارة بوسطة معدة لنقل الاسرى.
ازدحام في معتقل عتصيون
يشهد معتقل عتصيون /جنوب بيت لحم، حالة ازدحام بسبب تواصل حملات الاعتقال اليومية، وان عدد المعتقلين الموقوفين يصل الى 50 معتقلاً، بعضهم يمكث فترة طويلة في ظل عدم توفر مقومات معيشية وانسانية، وعدم توفر الملابس الشتوية، مما قد يتسبب ذلك بامراض للمعتقلين. وان غالبية المعتقلين تعرضوا للضرب الشديد خلال اعتقالهم، وان وضع المعتقل نفسه سيء، وتتسرب اليه مياه الامطار، وهناك نقص في الفرشات اضافة الى سوء الطعام، وغياب رعاية طبية.
واستناداً لمركز أسرى فلسطين للدراسات، فان سلطات الاحتلال تواصل سياسة الاعتقالات اذ قامت باعتقال اكثر من 160 شخصا خلال الايام العشرة الاوائل من شهر تشرين الثاني الحالي. وكان للخليل النصيب الاكبر منها حيث بلغت حالات الاعتقال 60 مواطناً، وتلتها القدس بواقع 45 حالة اعتقال!
الاسرى الاطفال في جفعون
يعيشون ظروفاً سيئة اضافة للتعذيب
بلغ عدد الاسرى القاصرين والاطفال في سجن "جفعون" 62 اسيرا، يعيشون في ظروف التعذيب والاهانة، وان غالبيتهم تعرضوا للضرب المبرّح والشتائم البذيئة وغيرها من الاساليب التعسفية.
وهذا السجن الذي افتتح خلال شهر تشرين الاول المنصرم بسبب ازدياد حالات الاعتقالات بين صفوف الاطفال والقاصرين لا يزال غير مهيء لاستقبال واعتقال الاسرى الآمنين، وتتعامل معهم ادارة السجن وكأنهم سجناء جنائيون.
واضافة الى الوضع غير المناسب لهذا السجن، فان ادارته تقتحم القسم بين فترة واخرى، وتفتش اغراض الاسرى، وتنهال عليهم بالضرب والصراخ، وتفرض عليهم عقوبات كالعزل والتقييد بالاسرة، ودفع غرامات مالية عالية.
ويشكو الاسرى من سوء الطعام المقدم لهم كماً ونوعاً، اضافة الى عدم توفر الملابس الشتوية، والماء الساخن، ورفض ادارة السجن تحويل المرضى منهم الى العيادة لاجراء الفحوصات الطبية وتقديم العلاج لهم، وكذلك من حرمان بعضهم من زيارة اهاليهم والتواصل معهم.
ويذكر أن سلطات الاحتلال تعتقل في سجونها اكثر من 330 اسيراً من الاطفال والقاصرين بين اعمار 13 و18 عاماً، وقد تعرّض قرابة 600 قاصر وطفل للاعتقال منذ بداية شهر تشرين الاول وحتى العاشر من تشرين الثاني، اي خلال 40 يوماً من بداية الهبة الفلسطينية ضد الاحتلال.
12 ألف حالة اعتقال
للاطفال الفلسطينيين
استناداً لتقرير احصائي صادر عن رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الاسرى والمحررين، الاسير المحرر عبد الناصر فروانة، فقد سجل منذ عام 2000 وحتى اواخر شهر تشرين الاول المنصرم حوالي 12 الف حالة اعتقال لاطفال فلسطينيين ذكورا واناثا.
واكد فروانة ان هذه الارقام خطيرة، والسجون والمعتقلات الاسرائيلية لم تخل يوما من الاطفال الفلسطينيين، اذ لا حصانة لهم في السياسة الاسرائيلية، وسلطات الاحتلال تمعن في انتهاكاتها وجرائمها في تعاملها معهم. وان كافة الشهادات تؤكد أن جميع هؤلاء الاطفال المعتقلين تعرضوا لشكل أو أكثر من اشكال التعذيب الجسدي أو النفسي، والايذاء المعنوي، أو المعاملة القاسية والمهينة، والزج بهم في سجون ومعتقلات واماكن احتجاز تفتقر الى الحد الادنى من الشروط الانسانية.
وأوضح أن الاطفال الاسرى يدفعون ثمنا باهظاً جراء استهدافهم واعتقالهم في مراحل مبكرة من اعمارهم، وجراء ما يتعرضون له من تعذيب ومعاملة قاسية، ما يؤثر سلبا على طموحاتهم وتطلعاتهم وآمالهم، فيخرجون من السجون وهم يشعرون بكثير من الغضب والكراهية، والرغبة في الانتقام من الاحتلال.
187 شبلاً في عوفر
أعلن نادي الاسير الفلسطيني أن عدد الأشبال في سجن "عوفر" ارتفع الى 187 شبلاً بين أطفال قاصرين تقل أعمارهم عن 18 عاماً. وبيّن ممثل الأسرى في السجن الأسير عبد الفتاح دولة لمحامي النادي أن 151 شبلاً اعتقلوا خلال شهر تشرين الاول الماضي، علاوة على 36 اعتقلوا منذ بداية تشرين الثاني وحتى أواسطه.
واكد دولة انه تم توثيق 58 حالة اعتقال بين صفوف الاشبال تعرضوا للتنكيل بواسطة الضرب، علاوة على أربعة منهم يعانون من اصابات بالرصاص الحي. وان الاعتقالات في صفوف الاطفال والقاصرين ارتفعت بصورة ملحوظة، وهذا ادى الى اكتظاظ كبير في الاقسام. ومما زاد المعاناة في السجن وجود حالات تستدعي العناية الصحية الخاصة.
وفي شهادة للطفل الاسير امير محمد شتات (15 عاماً) من بلدة العيزرية، قال انه تعرض للضرب المبرح على يد المحققين، مستخدمين ايديهم وارجلهم، كما تعمدوا شد الاصفاد الموضوعة في يديه، وسببت له آلاماً شديدة جداً.
اعتقالات بـ "الجملة"
المصادر الاسرائيلية، ونقلاً عن الشرطة قالت وانه مع بداية الاحداث (الهبة الجماهيرية) تم اعتقال نحو 1553 مشتبهاً، وتقديم 437 لائحة اتهام ضد ضالعين في رشق الحجارة والقاء زجاجات حارقة ومفرقعات.
وبحسب هذه المعلومات فانه منذ عملية رشق الحجارة ليلة رأس السنة العبرية، والتي قتل جراءها المستوطن الكسندر ليفلوفيتش، تم التحقيق مع 1632 مشتبهاً بضلوعه في الاحداث اعتقل من بينهم 1553 شخصاً، علما ان نسبة المعتقلين الاعلى سجلت في مدينة القدس، والتي اعتقل فيها 797 مشتبهاً غالبيتهم من القدس، واعتقل 177 مشتبهاً في شمال اسرائيل.
وحسب المصادر تم تقديم 120 لائحة اتهام بالمس بالنظام في القدس، و237 في منطقة الضفة، وان العدد الاجمالي للوائح الاتهام في هذه الفترة بلغ 437 لائحة.
أما مؤسسة الضمير لرعاية الاسير وحقوق الانسان فقالت ان عدد الاعتقالات التي نفذتها سلطات الاحتلال منذ 1/10/2015 وحتى نهاية شهر تشرين اول 2015، اي خلال شهر واحد، بلغ 1195 معتقلاً منها 177 حالة اعتقال لاطفال، و16 حالة اعتقال لنساء فلسطينيات، و23 حالة اعتقال جرحى.
وتوزعت الاعتقالات جغرافياً على النحو التالي: 314 حالة اعتقال من القدس، و156 من الارض الفلسطينية المحتلة عام 1948، و111 حالة اعتقال من رام الله، و245 حالة اعتقال من الخليل، و66 حالة اعتقال من جنين، و35 حالة من طولكرم، و98 حالة من نابلس، و29 حالة من اريحا، و87 حالة من بيت لحم، و27 حالة من قلقيلية، و18 حالة من سلفيت، و9 حالات من طوباس.
واصدرت قوات الاحتلال خلال شهر تشرين الاول الماضي 128 امر اعتقال اداري جديد، حوالي 31 منهم بسبب النشاط في وسائل التواصل الاجتماعي، وكانت هناك 3 اوامر بحق اطفال من القدس.
حول وضع الاسيرات
ممثلة الاسيرات في سجن "هشارون" الاسيرة لينا الجربوني قالت ان اوضاعا حياتية صعبة تعاني منها الاسيرات بعد ارتفاع عددهن، وهذا الارتفاع ادى الى اكتظاظ شديد داخل اقسام السجن جراء حملات الاعتقالات التي نفذتها سلطات الاحتلال. واضافت ان ما زاد من معاناتهم الامطار التي هطلت مؤخراً، والتي اغرقت الاقسام بالمياه، وتسببت بانقطاع التيار الكهربائي، وحدوث اضرار كبيرة في السجن.
وافادت الجربوني ان الاسيرة جورين قدح من رام الله تعرضت للضرب المبرح اثناء الاعتقال، حيث وصلت الى السجن وهي تعاني من كدمات في انحاء جسدها، مؤكدة ان غالبية الاسيرات تعرضن للتنكيل بطرق مختلفة، ويذكر ان عدد الاسيرات في "هشارون" وصل الى 31 اسيرة اضافة الى تسع اخريات متواجدات في المستشفيات ومراكز التحقيق والتوقيف ومن بينهن: الاسيرة اسراء الجعابيص (31 عاماً) من القدس، تقبع في مستشفى "هداسا عين كارم"، تعاني من حروق في جسدها لدى اعتقالها يوم 11/10/2015 على حاجز الزعيم العسكري.
الاسيرة الطفلة استبراق نور (15 عاماً) من نابلس المصابة بالرصاص في قدمها منذ 21/10/2015 تقبع في مستشفى "شنايدر" في كفار سابا.
الاسيرة الطفلة مرح بكير (14 عاماً) من القدس تقبع في مستشفى "هداسا عين كارم" وما زالت تعاني من اصابة بالرصاص في الجزء العلوي من جسده،ا اذ انها اصيبت باليد برصاصتين مما ادى تهتك العظام، وزراعة بلاتين واصيبت بشظايا رصاص في وجهها وساقها!
مئات هُم معتقلون ادارياً
ذكر نادي الاسير ان عدد الاسرى الاداريين في سجون الاحتلال ارتفع الى 500 اسير اداري، وهذه هي المرة الاولى التي يصل فيها الى هذا العدد منذ عام 2009.
وحسب نادي الاسير، فقد صدر 23 امر اعتقال اداري بحق شبان وقاصرين وعائلات شهداء من القدس، وامراً ادارياً صدر بحق الفتاة اسماء حمدان من مدينة الناصرة، علما ان سلطات الاحتلال نادرا ما تطبق سياسة الاعتقال الاداري بحق حملة الهوية الاسرائيلية من ابناء فلسطين 1948، والمقدسيين حملة الهوية الزرقاء.
واشار النادي الى ان سلطات الاحتلال اصدرت خلال شهر اكتوبر/ تشرين الاول المنصرم 181 امر اعتقال اداري، بينها 129 امراً بحق اسرى جدد.
سجن النقب الصحراوي
افتتاح قسمين وشكوى من البرد والاهمال
أفاد تقرير صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين بتذمر وشكوى الأسرى في سجن "النقب" من نقص الأغطية، ويتفاقم شعورهم بالبرد بازدياد برودة الطقس، حيث لا تسمح ادارة السجون لذوي الاسرى بادخال الملابس الشتوية الدافئة، وتعمد لبيعهم اغطية خفيفة بجودة رديئة واسعار مرتفعة يصل سعرها الى "120" شيكلاً. وافاد محامو الهيئة، بأن عشرات الاسرى المرضى في سجن النقب، من بينهم من يعاني امراضا صعبة تنتهج بحقهم سياسة الحرمان الطبي المتعمدة من قبل الادارة، بعد نقلهم الى العيادات الطبية او تشخيص حالاتهم الصحية أو تقديم العلاجات اللازمة لهم.
وأكد المحامون ان المعتقل يحتجز فيه اكثر من 1300 اسير، ولا يوجد فيه سوى ممرض واحد، لافتين الى ان عدد حالات الاعتقال تتزايد باستمرار منذ مطلع شهر تشرين الاول الماضي.
وافاد مركز اسرى فلسطين للدراسات ان ادارة مصلحة السجون افتتحت قسمين جديدين من الخيام في سجن النقب، وذلك لاستيعاب الاعداد الكبيرة من المواطنين الذين يتم اعتقالهم من الضفة الغربية والقدس، وسيضم الاسرى الموقوفين الذين سينقلهم من مراكز التوقيف.
واوضحت الناطقة الاعلامية للمركز امينة طويل، ان ادارة سجن النقب ابلغت الاسرى فتح قسم 9 للموقوفين من اسرى فتح، وقسم 10 للموقوفين من اسرى حماس، كل منهما يستوعب 120 اسيرا جديدا، حيث باشرت الادارة بنقل 60 اسيرا لكل من الاقسام الجديدة، فيما سيتم نقل الآخرين خلال الايام القادمة.
واضافت الطويل، ان الاقسام الجديدة تفتقر الى مستلزمات الاسرى الاساسية من الاغطية والملابس، بسبب اعتقالهم الحديث، وكذلك منع ادخال الملابس والاغطية لهم عبر زيارات ذويهم، حيث ان غالبيتهم من سجن مجدو وعوفر ومراكز توقيف وتحقيق اخرى.
واشارت الطويل الى ان افتتاح اقسام للموقوفين في سجن النقب، ونقل الاسرى اليها، يعتبر اجراء انتقامياً لفرض مزيد من المعاناة على الاسرى وذويهم، حيث ان موقع السجن الجغرافي بعيد جدا عن موقع المحاكم التي يعرضون عليها، وبالتالي سيضطر الاسرى للسفر لعدة ايام قد تصل الى اسبوع للعرض على المحكمة، علما بأن الموقوفين يعرضون على المحاكم كل شهر تقريبا مما يضاعف معاناة الاسرى الصحية والنفسية.
الخلاصة
ان المتابع لقضية اسرانا في سجون الاحتلال يجد أن هناك خللاً ما في اثارة هذه القضية أو الاهتمام بها من خلال وجود العديد من المؤسسات التي ترعى شؤونهم، ولكنها لا تنسق تماما فيما بينها في اصدار البيانات والمعلومات، اذ ان هناك اختلافاً في موضوع عدد اسرانا في سجون الاحتلال، وحول عدد الذين اعتقلوا.. ويجب أن تقوم هيئة شؤون الاسرى بدور في تشبيك هذه المؤسسات حتى لا يكون الجهد مكررا، بل مركّزاً عبر عملية تنسيق وتعاون قوية.
في الختام، فان هذه القضية حيوية، ولا بد من ايجاد حل لها.. وعلى اسرائيل ان تدرك ان تعرّض اسرانا لمعاملة قاسية وظروف صعبة له انعكاس سلبي على شعبنا، وان الضغط المستمر عليهم قد يولد انفجارا ليس في السجون وحدها، بل داخل المجتمع الفلسطيني.