بعد أن تم رفض تعيين المفتش العام للشرطة الاسرائيلية المؤقت الجنرال بنتسي ساو في منصب قائد الشرطة اثر الاعتراض عليه، وبعد أن تم ترشيح غال هيرش لهذا المنصب من قبل وزير الامن الداخلي غلعاد إردان الا ان اللجنة الخاصة بالتعيين رفضت الترشيح. قام اردان بتزكية ترشيح روني الشيخ، (52 عاماً)، نائب رئيس جهاز الشاباك، ليتولى المنصب، وذلك يوم 27/ايلول/ 2015. وقد وافق رئيس وزراء اسرائيل على هذه التزكية، كما ان لجنة "تيركل" وافقت على هذا التعيين، وبالتالي فان الشيخ سيتولى منصب القائد العام لشرطة اسرائيل خلفاً ليورام كوهين. أي أن البحث عن مفتش عام جديد للشرطة واجه بعض الصعاب اذ ان المرشحين لتبوأ المنصب لم يخطوا بالنظافة في سلوكهم عبر السنوات الماضية، واخيراً تم الاتفاق على روني الشيخ.
من هو "الشيخ"
روني الشيخ هو من مواليد اليمن عام 1963، هاجر مع عائلته الى اسرائيل عام 1981 عندما كان يبلغ من العمر18 عاماً. ويعتبر من المتدينين المتشددين اذ أنهى تعليمه الثانوي في معاهد دينية، وحصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير في جامعة تل أبيب، وعلى شهادة في علم الاجرام من الجامعة العبرية في القدس، ويتحدث اللغة العربية بطلاقة.
تولى روني قيادة لواء المظليين في الجيش الاسرائيلي، وعين نائباً لرئيس اللواء 50. وفي العام 1987، انضم الى جهاز المخابرات الداخلية الاسرائيلي المعروف باسم "الشاباك" (أو الشين بيت كوف) مع بداية الانتفاضة الفلسطينية الاولى، فاسندت اليه مسؤوليات أمنية قيادية عديدة منها قيادة منطقة الضفة الغربية لثلاث سنوات من عام 2005 الى عام 2008، ومسؤولاً عن القدس ومنطقة جنوب اسرائيل. وهو يشغل منذ تموز 2014 منصب القائم بأعمال المدير العام للشاباك (أو النائب الاول لمدير الجهاز)، اذ شارك في جلسات سرية ومناقشات أمنية عالية المستوى في مؤسسات الدولة المهمة.
وقد سكن الشيخ في احدى مستوطنات الضفة المعروفة باسم "كوخاف هشاحر" القريبة من رام الله، والمتطرفة والمقامة على اراضٍ فلسطينية. وقبل سنتين فقط عاد للسكن داخل اسرائيل، وهو أب لسبعة أولاد وجد لأربعة أحفاد.
أسباب ودوافع اختياره
هناك عدة أسباب وعوامل ودوافع ساهمت في اختيار كابتن "بيني" (روني الشيخ) لهذا المنصب الرفيع ومن أهمها:-
· بعد أن اختير "ساو" للمنصب من داخل جهاز الشرطة نفسه، قامت الدنيا ولم تقعد ضد ترشيحه، لانه ارتكب العديد من الاخطاء، ووجدت القيادة السياسية انه لا بدّ من اختيار شخص من خارج جهاز الشرطة، ولكن بكفاءة أمنية عالية، ونظيف السلوك عبر مسيرته الامنية، فتم اختيار "الشيخ" الذي هو من القادة الأمنيين المخلصين للدولة.
· قائد الشرطة يتعامل مع 20 بالمائة من سكان اسرائيل الذين هم عرب، ولذلك فمن يجيد اللغة العربية يكون اكثر كفاءة في التحدث اليهم، أو في فهمهم!
· تريد السلطة السياسية أن تعيد الاعتبار لجهاز الشرطة بعد ان تم الكشف عن فضائح عديدة للعديد من الضباط الكبار في تلقي الرشوة، وفي ادارة الامور بفساد! وان الشيخ قادر على ذلك لانه شديد في التعامل مع العاملين في الجهاز.
· المرحلة الحالية صعبة، والشيخ تعامل مع معتقلين عرب كثيرين وخاصة انه كان مسؤولاً عن قسم التحقيق معهم، واستخدم الشدة والتعذيب للحصول على اعترافات، ولذلك فان الشيخ سيكون حازماً وحاسماً وقاسياً في التعامل مع أي مخالف للقانون!
· عاش بين المستوطنين معظم أيام حياته، ولذلك فهو يتفهم لغة المستوطنين، وقادر على التعامل معهم!
· يمتاز الشيخ بانه قد يجمع ما بين الشاباك والشرطة في التعامل مع الاحداث المتنوعة، فبالتالي يكون جهاز الشرطة اقوى واكثر فاعلية!
· هناك من يقول ان تعيين الشيخ لهذا المنصب اتاح الفرصة للنائب الثاني في جهاز الشاباك من تولي المنصب بعد ان ينهي مدير الشاباك ولايته ومسؤولياته، وبالتالي الغاء المنافسة بينهما حول المنصب!
ردود الفعل
كانت هناك ردود فعل على تعيينه، فهناك من رحب به، وهناك من انتقده انتقاداً لاذعاً.
ومن الذين انتقدوا التعيين الكاتب جدعون ليفي في صحيفة هآرتس يوم 1/10/2015 عندما وصفه بانه "منتهك للقانون وعاش في مستوطنة يتولى قيادة الشرطة".
ويتفق معترضوه ومؤيدوه على انه عملاق الشاباك وهو ذكي، وثعلب، ويمتاز بكفاءة عالية. أما مؤيدوه فهم من غلاة المستوطنين اذ رحّبوا بالتعيين وصفقوا له.
مهام صعبة
مهام الشيخ صعبة جداً، اذ عليه تفعيل وتحديث جهاز الشرطة، هو جديد على هذا الجهاز، فيحتاج الى فترة دراسة لوضع الجهاز قبل أن يقدم على أي اجراء لتحسين ادائه، ولتفعيل دوره، ولمحاربة الفساد داخله!
الامر الايجابي له، انه ليس على علاقة مع احد من كبار الضباط، ولذلك سيتعامل معهم حسب القانون، وبمقياس واحد، وهذا سيساعده على اتخاذ القرار المناسب من دون أي تأثير داخلي عليه.
ومن المتوقع أن يضع مخططات لتحسين الجهاز، وكذلك لمواجهة "الخارجين" عن القانون والتصدي للنضال الفلسطيني ضد الاحتلال بقوة كبيرة، أي أن مهاماً كبيرة وثقيلة في انتظاره؟