انتصرت الارادة ، وانتصر العدل، انتصرت العزيمة التي لا تلين فانتصرت المطالب الشرعية.. انتصر الأسير محمد علان ليكسر شوكة سجانيه الذين لم يعرفوا الرحمة والانسانية، فلقنهم علان وقبله معتقلون آخرون كثر درساً لن ينسوه أبداً...
علان الذي اختار الكرامة على الخنوع والذل.. اختار الحياة الكريمة رغم ألمها ومعاناته على العيش تحت رحمة السجان بأن يمدد اعتقاله الاداري، حتى وان كان لفترة قصيرة.. اختار أن يمضي في اضرابه المفتوح عن الطعام حتى وان أدى اضرابه الى أن يسقط شهيداً.. ورفض الابعاد ليؤكد للاحتلال أن الحرية خارج الوطن ليست بحرية.. فانتصر علان وانتصاره هو انتصار لكل المعتقلين الاداريين الذين يحتجزهم الاحتلال من دون محاكمة، وهم 379 معتقل ، عدا عن نحو 5700 معتقل فلسطيني يعانون الأمرين في سجونه..
انتصر علان ونال الحرية بعد اضراب عن الطعام لمدة 65 يوماً ، وبعد ان اجبرت المحكمة العليا الاسرائيلية على تعليق الاعتقال الاداري بحقه والغائه رغم كل المحاولات الحثيثة من قبل سجانيه لأن يتوصلوا معه الى حل وسط بعرض يؤدي الى حل "لا يظهر أي تنازل من قبل الطرفين".. فكان الاصرار منه اما الغاء الاعتقال الاداري بحقه أو الاستشهاد فباءت كل محاولاتهم بالفشل..
صمود اسطوري لعلان .. وهذا الصمود هو الذي أفشل مخططات العدو ومنها محاولات فرض التغذية القسرية عليه خوفاً من استشهاده، وبالتالي حدوث انتفاضة يخشون منها.
وكانت رسالة علان واضحة للمعتقلين بأن في الاتحاد قوة، وفي العزيمة نصر، وفي الارادة حرية وكرامة.. وكسر لشوكة السجان، فلا مكان للهزيمة والخنوع والاذلال.. فزمن الهزائم قد ولى الى غير رجعة..
فيا ليت قادتنا يتعلمون العبر والدروس من صمود علان ورفاقه فيسعون الى وحدة وطنية هي الوحيدة التي تكفل انتصارنا على العدو وعلى ما يقوم به من مؤامرات واعتداءات ضد شعبنا الفلسطيني.. نعم يا ليت قادتنا يسعون نحو هذه الوحدة وينبذون الانقسام والشرذمة التي أضعفت شعبنا وكسرت شوكته أمام الاحتلال..
فها هي الخلافات ما زالت تدق اسفيناً في الجسد الواحد، جسدنا الفلسطيني.. كل يوم نسمع عن مزيد من هذه الخلافات، فلا حكومة وحدة وطنية رأت النور، ولا اتفاقات طبقت على أرض الواقع.. فحتى بين الفصيل الواحد هناك اختلافات وخلافات.. حول من يكون ومن لا يكون .. اقالات واستقالات نسمع عنها مؤخراً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير .. ومن سيخلف الرئيس عباس ومن؟! ... ولا نعلم الى أين سيقودنا هذا الوضع الذي يثير تساؤلات كثيرة!
وكلنا أمل في أن يتحقق الهدف من الاستقالة الذي أعلن عنه الرئيس عباس وهو "السعي الى عقد جلسة استثنائية للمجلس الوطني تجنباً لعقد دورة عادية تتطلب اعادة تشكيل المجلس، لضمان الحفاظ على اتفاقات المصالحة التي تنص على اعادة تشكيل المجلس الوطني على نحو يكفل مشاركة حركتي حماس والجهاد الإسلامي".. وأكد أن الجلسة الاستثنائية ستعقد في غضون شهر. وعلل ذلك بأن "منظمة التحرير، وبخاصة لجنتها التنفيذية، تراجعت فعاليتها ودورها، ونريد التجديد ليكون اعضاء اللجنة فاعلين ومؤثرين ونشيطين"،
نعم نأمل أن يتحقق هذا الهدف وأن يضم المجلس الوطني واللجنة التنفيذية للمنظمة أعضاء من جميع الفصائل من أجل رأب الصدع وعودة اللحمة والتلاحم الى أبناء شعبنا، ليعود جسداً واحداً قوياً لا تهزه ريح ولا حتى عواصف.. جبل قوي تغنى به القائد الشهيد الرمز أبو عمار دوماً بمقولته الشهيرة "يا جبل ما يهزك ريح" ..
فهل نعود فعلاً الى تلك الوحدة الوطنية.. أم ستخرج علينا أصوات وأفعال، كما حدث في كل مرة تم التوصل فيها الى اتفاق، فتدمر كل آمالنا بتحقيق هذا الهدف السامي، فنشهد مزيداً من الشرذمة والفرقة لتصبح الوحدة الوطنية في خبر كان، لا قدّر الله، فنخسر كل انجازاتنا التي حققت بدماء الشهداء ومعاناة المعتقلين؟!
سؤال برسم الاجابة!!