أهداف الهجوم الارهابي المدعوم تركيا على الساحل السوري
شنت قوات ما يسمى بجبهة النصرة مدعومة من الجبهة الاسلامية وقوات داعش، وهي كلها قوات مرتزقة ارهابية هجوما على الساحل الشمالي لسورية، شمال ريف اللاذقية، وعلى مدينة كسب التاريخية الجميلة، وذلك ابتداء من يوم 20 آذار 2014، أي بعد حوالي اسبوع من انتصار الجيش العربي السوري في بلدة يبرود، وسيطرته الكاملة على جبال القلمون.
هذا الهجوم الارهابي الواسع الذي ضم الآلاف من المقاتلين انطلق من الحدود التركية إذ وفرّت لهم تركيا كل ما يمكن من تسهيلات، حتى أن البحرية التركية ساعدت في انزال أكثر من ألفي مقاتل على شاطىء بلدة سمرا الساحلية. أي أن الدور التركي المتورط في هذا الهجوم أصبح مكشوفاً للجميع.. ولا يستطيع أحد أن ينفي دور تركيا القذر في كل ما تتعرض له سورية منذ ثلاث سنوات.
تسجيل لتأكيد الادانة
تسجيل تم تسريبه مدته 12 دقيقة من أصل ساعتين كاملتين. ويتحدث التسجيل عن اجتماع عقد في مكتب وزير الخارجية أحمد داود اوغلو شارك فيه رئيس المخابرات العامة، ونائب رئيس هيئة الاركان، ونائب وزير الخارجية. وتركز الحديث عن شن هجوم واسع على الشمال السوري لاقامة منطقة معزولة، وتم تبرير ذلك بأن ترسل المخابرات أربعة رجال الى الداخل السوري، ويطلقون 8 صواريخ على الاراضي التركية، وتكون هذه الصواريخ المبررة لهجوم تركي واسع.
وحسب التسجيل، فإن اوغلو تلقى اتصالات من رئيس الوزراء رجب أردوغان يؤكد فيه تبنيه لأي قرار بهذا الشأن.
هناك معلومات اضافية وخطيرة لم تنشر. وجاء التسريب عشية الانتخابات البلدية في تركيا.
وقد جاءت ردود الفعل في تركيا سلبية وغاضبة، وقد أعرب كثيرون عن استيائهم من هذه السياسة لاردوغان وشلته، حتى وصفها أحد النواب بانها خيانة عظمى.
لماذا الهجوم على كسب
في البداية لا بدّ من القول أن غالبية المقاتلين الارهابيين الذين جاءوا الى منطقة كسب هم من أصول شيشانية ومن داخل الاراضي التركية.
بالنسبة لهؤلاء الارهابيين، فإنهم يريدون اشعال نار الفتنة الطائفية، وخاصة غالبية سكان الساحل الشمالي السوري هم من الاخوة العلويين، لكن هذا الهدف لن يتحقق لأن الشعب السوري واعٍ إلى حد كبير، ويعرف أخطار المؤامرة، وهدفها الأول والأخير ضرب الوحدة الوطنية السورية.
وأما أسباب الهجوم المدعوم لوجستياً وعتاداً ومالاً واستخباراتياً من تركيا فيمكن حصرها بالآتي، وهي رغبة تركيا تأكيد دورها في الصراع في سورية بعد أن أصبحت اليد الطولى للصراع هي للسعودية الآن التي هي ضد الاخوان المسلمين، أي ضد الحزب التركي الحاكم، وتقول مصادر عديدة أن السعودية تسيطر على الشق السياسي من خلال السيطرة على أحمد الجربا رئيس الائتلاف السوري، ولكن هذا الائتلاف ليس له وجود الآن على ارض الواقع، إذ أن تركيا هي صاحبة السيطرة والدور الفعال على أرض الواقع من خلال هيمنتها على المسلحين. وخير مثال على ذلك هو هذا الهجوم الواسع الذي تصدت له قوات الدفاع الوطني والجيش العربي السوري.
وهناك من يقول أن هذا الهجوم جاء للتغطية على هجوم متوقع في الجنوب السوري، اي في منطقة درعا، أي خداع الجيش السوري، ولكن الجيش السوري واع لكل التحركات للارهابيين ويلاحقهم ويسيطر على الوضع عندما يريد ذلك في اية منطقة من المناطق.
وغالبية الارهابيين هم شيشانيون الذين كانوا يتلقون الدعم في تركيا في بلاد القوقاز، وهم العوبة بيد تركيا.. وان تركيا قامت بهذا الهجوم لاثبات أنها لم تفشل في سورية، أو لربما لتثأر من السعودية التي انتزعت دفة قيادة "المعارضة" لاسقاط الدولة السورية، والثأر جاء لأن كل شيء سُحب من تركيا، فهي التي وفرّت وقدمت مساعدة دخول المسلحين الى سورية، و"المجلس الوطني" تم صنعه في استانبول/ تركيا، وكذلك مجموعة أصدقاء سورية، كما أن سفير اميركا في دمشق روبرت فورد اقام في تركيا لمتابعة الأحداث داخل سورية.
فضائح آتية
لقد قال مسّرب التسجيل أن لديه تسجيلات للقاءات واجتماعات اوغلو على مدى 18 شهرا، وانه في المستقبل لا بدّ أن يكشفها للشعب التركي حتى يعرف أن حكومته، بقيادة هذا الحزب الحاكم، متورطة في النزيف السوري، وان هذا الحزب تقع على عاتقه كامل المسؤولية في سفك الدم السوري الطاهر. ولولا هذا الدور التركي لما عانت سورية من هذا الارهاب.
سيفشل الهجوم
هذا الهجوم الواسع على كسب، سيفشل عسكرياً، كما سيفشل سياسياً.. وستلحق به الهزائم. وستتم تصفية هؤلاء الارهابيين، وبعضهم مطلوبون للعدالة الروسية نتيجة ارتكابهم جرائم في منطقة الشيشان، وقد فروا من وجه العدالة واختبأوا لربما في تركيا حتى تستغلهم وتستخدمهم في تحقيق أهداف لها سواء في سورية أو في اية منطقة أخرى من العالم العربي.
الهجوم الواسع على شمال اللاذقية، وعلى كسب بالتحديد، ليؤكد مجدداً أن تركيا تتحمل مسؤولية ما يجري في سورية، وهي رأس الحربة في المؤامرة الكونية.. ولكن حتماً الشعب التركي لن يقبل بفضائح اوغلو واطماعه في سورية، وفضائح وزراء المتعلقة بالفساد، أي أن الوقت قد حان لتدفع تركيا/ السلطة الحاكمة ثمن دورها القذر في سورية، والشعب التركي هو الذي سيحاسب قيادته على هذا الدور القذر المسيء لتركيا، والذي يساند ويتماشى مع أهداف اسرائيل في تفتيت العالم العربي، وخاصة قلبه النابض سورية!