
أهداف هذا الاجراء السياسية والأمنية
على العالم كله أن يتصدى لهذه الاجراءات عبر
قرارات فعالة وقوية
رفض الأردن قيام سلطات الاحتلال الاسرائيلي بتركيب كاميرات مراقبة على سطح إحدى غرف المسجد الأقصى المبارك بهدف مراقبة عمل موظفي الأوقاف، والاعمار الهاشمي والمصلين المسلمين خصوصاً النساء اللواتي يتخذن من جامع فيه، وهو قبة الصخرة المشرفة، مصلى رئيسياً لهن.
وقال وزير الدولة لشؤون الاعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني في بيان صحفي أصدره يوم الأربعاء 18/12/2013، أن الأردن يرفض بشدة وجود مخفر للشرطة الاسرائيلية داخل المسجد الأقصى المبارك، ويعتبره تعدياً عسكرياً صارخاً، ودعا الى ايقاف السياحة العسكرية الاسرائيلية التي بدأت في كانون الثاني من عام 2012، أي قبل حوالي السنتين، وجميع هذه القرارات والاجراءات تمثل انتهاكات صارخة لحرية العبادة يرفضها الاردن ومنظمة اليونيسكو، وهذه الانتهاكات تشكل استفزازاً لمشاعر حوالي 1,7 مليار مسلم في كافة أنحاء العالم.
وأكدت الحكومة الأردنية "رفضها المتواصل لكل محاولات الاحتلال فرض أمر واقع جديد خلافاً لمعاهدة السلام الأردنية الاسرائيلية، وخلافاً للقوانين والأعراف الدولية والانسانية".
هذا التصريح أثار من جديد الاعتداءات المتكررة على الحرم القدسي الشريف، والتي أدانها الأردن، وأدان كل الاجراءات الاسرائيلية التي تستفز مشاعر المسلمين وتكون سبباً لاضطرابات ومشاكل في هذا المكان المقدس.
من أهداف تركيب كاميرات المراقبة
قد تكون من أهداف اسرائيل المعلنة من وضع هذه الكاميرات هي لمراقبة الوضع، و"الحفاظ على الأمن"، ومنع أي نشاط داخلي سواء أكان عمرانياً أو سياسياً أو دينياً. كما يهدف من ناحية أمنية مراقبة النشطاء الذين يؤدون الصلاة في الحرم، وكذلك تحركاتهم واتصالاتهم كي تكون هذه دليلا لاعتقالهم أو منعهم من دخول الحرم القدسي الشريف.
وهناك هدف آخر وهو تعزيز السيطرة على الحرم القدسي الشريف ومراقبة كل كبيرة وصغيرة فيه، حتى أنها ستراقب عمل كبار العاملين في الأوقاف الاسلامية.
والواقع يقول أن وضع هذه الكاميرات هو اجراء استفزازي إذ أن اسرائيل تطلق منطاداً كل أيام الجمع بالقرب من الحرم يتم من خلاله مراقبة ما يجري داخله، ولكن الكاميرات تأتي لتعزيز السيطرة على الحرم، ولاثبات وجودها فيه.
وهذه الكاميرات المراقبة هي خطوة أولى نحو تقسيم الحرم في المستقبل، إذ أن اسرائيل تضع المخططات وتطبقها تدريجياً، وهذه الخطوة للمراقبة الشاملة هي ضمن مخططات تقسيم الحرم مستقبلاً، ووضع حدود فيه بين اليهود والمسلمين، ومعرفة المخالف للاوامر الاسرائيلية، تماماً كما هو الحال في مناطق أخرى، وهذه الكاميرات تساعد في مراقبة التحركات للاحزاب والفئات الدينية المتواجدة أيضاً داخل الحرم.
خطر الانهيار
لا شك أن الحفريات المستمرة تحت الحرم مستمرة، وهي تشكل خطراً كبيراً على الحرم، وخاصة على المسجد الأقصى. وهناك تخوف من أية هزة أرضية، أو امطار غزيرة وتساقط الثلوج قد تؤدي الى انهيار جزء من الحرم. ويبدو أن الاسرائيليين اليهود يسعون الى هذا الانهيار لاستغلاله، لفرض المزيد من السيطرة عليه، والمساومة على تقسيمه قبل السماح بترميمه أو اعادة البناء المنهار.
من مرحلة الاقوال الى الافعال
قد يتساءل أحدهم: ما هو المطلوب لحماية الحرم من أي خطر يداهمه ويحدق به؟ وهل تكفي بيانات الشجب والاستنكار؟ وهل تكفي المناشدات الموجهة لاسرائيل في وقف اعتداءاتها على الحرم؟
لا شك أن البيانات مهمة، وتعيد تسليط الأضواء على ما تتعرض له القدس من تهويد، واجراءات تعزيز لسياسة التهويد المتواصلة، ولكن هذه هي مرحلة الاقوال، إذ أن اسرائيل لا تكترث بها، ولا تعيرها أي اعتبار أو اهتمام. ومن هنا لا بدّ من الانتقال من مرحلة الاقوال، الى مرحلة الافعال ومن أهمها:-
· تعزيز التواجد الدائم داخل الحرم.
· اتخاذ قرارات صارمة ضد اسرائيل ومن أهمها وقف أي اتصال من الدول الاسلامية معها، وقطع العلاقات مهما كانت طبيعتها ودرجاتها احتجاجاً على اجراءاتها ضد الحرم القدسي الشريف.
· ضرورة اثارة ما يتعرض له الحرم الشريف بشكل خاص أمام جميع المنتديات والساحات الدولية والعالمية والاسلامية، لتعرية الموقف الاسرائيلي المستفز للمسلمين، والذي يهدف الى اشعال نار فتنة دينية قاتلة ومدمرة.
· ضرورة مراقبة وتسجيل كل ما تقوم به اسرائيل من اجراءات، وفضحها أمام العالم كله، أي ضرورة توثيق ما كان، وما جرى من تجديد وتغيير للامر الواقع.
لقد انتهت مرحلة الاقوال التي لا تهتم بها اسرائيل. وها هي لا تحترم اتفاقيات السلام، وتنكثها.. ولذلك فإن العالم الاسلامي مطالب باجراءات سياسية ضد اسرائيل، لأن ابقاء العلاقات الدبلوماسية والتجارية والاقتصادية معها، وكذلك السماح لمسؤولين اسرائيليين بزيارة عواصم الدول الاسلامية، هذه كلها عوامل تشجع على الانتهاكات الاسرائيلية، وتساهم بصورة مباشرة في زيادة درجة الخطر المحدق بالحرم القدسي الشريف.
قد يكون أهل القدس هم المرابطون، والمدافعون عن الحرم، ويقفون في الخط الدفاعي الأول عنه، ولكن هم بحاجة إلى دعم فعلي اضافة إلى الدعم المعنوي!