لازم نحكي من غير خوف، مستوطنات ما بدنا نشوف
في القدس وضواحيها، وفي الضفة وأراضيها
المستوطنات حوطتنا، من كل جهة ومن كل صوب
مش مستحيين على حالهم، ومكملين واحنا يا دوب
كلمتين بس بنحكي، وعمل جدي ما بنشوف
كل يوم وحدات جديدة، عشرات ومئات وألوف
وقرارات كل يوم بتزيد، وإحنا ساكتين عل مكشوف
ويا ليت ساكتين وبس، بإيدينا نحنا بنبنيها
ونخرب بيوتنا من غير خجل او كسوف
كل يوم تعلن اسرائيل عن اقامة وحدات استيطانية جديدة، ليست واحدة أو عشرة أو مئة بل آلاف الوحدات، وازدادت وتيرة الاستيطان بشكل متسارع وبخاصة بعد الانجاز الذي حققه الفلسطينيون بالاعتراف بفلسطين دولة مراقب في الأمم المتحدة، كرد سافر من قبلها على هذا القرار الذي جاء ولأول مرة وبهذه الصورة شبه الجماعية رغماً عن أنفها وأنف أمريكا..
فقد ذكرت وسائل الاعلام العبرية بأن اجتماعات مارثوانية بين وزارة الإسكان الإسرائيلية واللجنة اللوائية للتنظيم التابعة لمدينة القدس المحتلة أقرت إجراءات تسريع الموافقة على بناء 6500 وحدة استيطانية في القدس الشرقية فيما يعتبر اكبر مشروع استيطاني منذ العام 1967 . وقالت: إن عملية الاستيطان تشمل مناطق "بسجات زئيف وجيلو وجفعات همتوس" وكلها تقع في المناطق التي احتلت عام 1967. وبحسب الصحف أيضاً فإن اللجنة اللوائية اجتمعت مؤخراً لمناقشة المرحلة "B" و "C" من الحي الاستيطاني "جفعات همتوس" بالقرب من بيت صفافا، حيث تبلغ عدد الوحدات السكنية 1363 وحدة استيطانية، فجاءت قرارات اسرائيل المتواصلة والمتسارعة كرد فعل سريع على تحقيق هذا الانجاز الذي انتظره الفلسطينيون طويلاً.. اسرائيل لا تريد لنا أن نصبح دولة أو كيان، بل تريد أن نظل نعيش تحت رحمتها وتحت جناحها ، على كافة الصعد، وبخاصة الاقتصادية منها، تريد أن تستولي على كل شيء، وعلى كل شبر من أراضينا ، تريد أن يخضع كل شيء لإمرتها حتى أنفاسنا فانها تحصيها..
اسرائيل لا تهمها قرارات مجلس الأمن، ولا الانتقادات الكثيرة لقرارات الاستيطان المتواصلة التي تتحفنا بها اسرائيل كل يوم، والتي صدرت عن معظم دول العالم حتى الاوروبية منها ، فتستمر بكل صلافة بتحديها لكل القرارات والاعتراضات.. وقد جاء تصريح نتياهو صريحا ليؤكد بأنه لا تهمه قرارات الأمم المتحدة ولا ما تقوله، وسيمضي في الاستيطان وفي تهويد القدس، حيث ذكرت جريدة هآرتس أن نتنياهو أجرى مقابلة مع القناة الثانية رفض فيها الانتقادات الموجهة إلى مخططات البناء في الضفة الغربية والقدس، وقال: "لا يهمني ما تقوله الأمم المتحدة. إن قرار البناء لا علاقة له بالانتخابات أو للنصائح التي أتلقاها من مستشاري السياسي آرثر فينكلشتين. واضافت الصحيفة أن نتنياهو تطرق إلى تصريحات رئيس حزب البيت اليهودي نفتالي بنط التي قال فيها: إنه ما كان ليخلي مستوطن من منزله، وقال: "من يتمسك برفض الأوامر لن يكون ضمن حكومتي. نحن نعيش في دولة ديمقراطية يهودية والقدس هي عاصمة إسرائيل، فحائط البراق ليس منطقة محتلة، سنبني في القدس لأن هذا حقنا، ولا يهمنا ما تقوله الأمم المتحدة".
هذه هي اسرائيل وقادتها .. مستمرون في سياستهم الاستيطانية من غير وجل أو خوف من أحد، ونحن ومن غير خجل أو كسوف نستمر في بناء المستوطنات لهم رغم النداءات الكثيرة التي وجهناها لقادتنا لتوفير فرص عمل لعمالنا من أجل أن لا يجبروا على العمل في بناء المستوطنات ولكن لا حياة لمن تنادي، ولا أحد تجاوب مع هذه النداءات، ولا فرص عمل توفرت للعمال، فماذا يفعلون وهم يسعون من أجل لقمة العيش، ولماذا نجبرهم على أن تكون لقمة عيشهم مغمسة بالألم والتناقض وهم يشاهدون، بل ويساهمون في الاستيلاء على المزيد من أراضينا، وببناء مزيد من المستوطنات والوحدات السكنية لأعدائنا وعلى أرضنا وعلى أنقاض بيوتنا التي يهدمها الاحتلال بحجة أو بأخرى.
يا قادتنا، يا زعماء شعبنا، استيقظوا واصحوا من سباتكم.. أراضينا لم يتبق منها شيء يذكر، فسرطان الاحتلال يستشري فيها بسرعة كبيرة، غير مسبوقة، الاستيطان يسلب منا كل شيء، أرضنا وبيوتنا وحتى كرامتنا.. يحيط بنا من كل جهة، بل ويتغلغل بين بيوتنا ومناطقنا، فهل نظل صامتين على هذا السرطان، أم نستعمل كل وسائل الحماية منه والعلاج له، وعلاج الاستيطان في الدرجة الأولى هو بأيدينا ، فلنوفر العمل لعمالنا ، فهذا هو العلاج الأول والأساسي، لن نقول لاستشراء الاستيطان، بل على الأقل لإبطائه، والأهم من ذلك بأن لا نكون اليد التـي تبنـي تلك المستوطنات، وهو عمل يناقض كل مبادئنا، بل ومصالح وطننا.. لنتحرك قبل فوات الأوان، وقبل أن لا يتبق لنا أرض نقيم عليها دولتنا التي حققنا أولى خطوات تثبيتها على أرض الواقع من خلال تضحيات كبيرة لشباننا وشاباتنا، فهل نجعل تضحياتهم تضيع هباء ؟!
r.a.d.
1.7.2 trial version. Copyright telerik © 2002-2007. To remove this message, please
.