حذرت مراراً وتكراراً في مقالاتي السابقة من ظواهر وأخطار تداهم مجتمعنا المقدسي والتي تعيث فساداً في قدسنا وبين مواطنيها.. ورغم علمي بخطورة هذه الظواهر والأخطار، الا انني – وبكل صراحة أقولها - لم أكن أعلم مدى فداحة ما يجري، والى اننا وصلنا الى هذا الحد في أقدس مدينة في العالم..
قبل أيام ركبت في سيارة أجرة لتوصلني الى البيت، وجرى حديث بيننا وبين السائق الذي كان متألماً لدرجة انه عندما علم انني صحفية استرسل في الحديث حول ظواهر رهيبة رآها بأم عينيه، بل ويراها كل يوم كونه يعمل سائقاً، بالإضافة الى عمل آخر داخل القدس الغربية..
كانت بداية الحديث بعد أن شاهدنا فتاة عربية مع شاب يتسكعان في القدس الغربية، قال "شو صار لبنات اليوم".
قالت ابنتي : ان الشبان يضحكون على عقول البنات ويجروهن نحو الخطأ.
قال بعصبية : بعض بنات اليوم هن من يجرين وراء الشبان، لقد ولّى زمن أول، يوم كانت قدما الشاب تحفيان وراء الفتاة لتتحنن عليه بنظرة أو ابتسامة أو كلمة، أما اليوم فالحال تغير وقد رأيت بعيني فتاة تجري وراء شاب تطلب منه أن يعمل الفاحشة معها.. شيء لم يصدقه عقلي ولم تصدقه أذناي ، حاولنا أنا وبعض زملائي ردعها عما تريد فعله، ولكنها لم تكترث بل وصرخت فينا بأن لا نتدخل في شؤونها .
لم نصدق أنا وابنتي ما يقوله وأبدينا له استغرابنا واستهجاننا لكلامه.
قال السائق .. أنا أعلم أنكما تستغربان ما تسمعانه ولا تصدقانه، وأنا نفسي لم أصدق في البداية ما كان يقوله لي زملائي، وكنت أظنهم يهولون الأمور ، ولكنني عندما رأيت ما رأيت بعيني، وسمعت ما سمعته بأذني، ارتعبت وقلت حسبي الله ونعم الوكيل ، هل إلى هذا الحال وصلنا.. فما يجري لأبنائنا وبناتنا شيء خطير جداً..
قال محدثي : في القدس الغربية تحدث بلاوي ، بنات مقدسيات مع شبان يتسكعون في الشوارع، لقاءات في حدائقها ومقاهيها، بناتنا قبل أبنائنا يتعاطون المخدرات وحبوب الهلوسة ، البنت تجري وراء الشاب و"تتحركش" به ، طالبات مدارس يتغيبن عن مدارسهن ليلتقين مع شبان ، وبعض ادارات المدارس لا تسأل لماذا تغيبت، ولا تكلف نفسها عناء سؤال أهلها عن سبب تغيبها، والأهل يعيشون في واد وبناتهم في واد آخر.. مآسِ خطيرة تحدث ، بناتنا وشباننا في خطر .. لقد لفت البعض النظر الى من يعنيهم الأمر الى هذه الظاهرة الخطيرة.. ولكن للأسف لم يستطع أحد أن يوقف هذه الظاهرة، بل لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث والتقصي حول مدى صحة هذه الظاهرة.. لدينا وثائق وإثباتات حول هذه القضية ومن يريدها سنعرضها عليه.. يا عالم اذهبوا الى حدائق القدس الغربية لتشاهدوا بأم أعينكم ما يحصل هناك ..
بناتنا وشباننا في خطر.. نحن نعلم انه ليس من حقنا أن نطالب البنت بألا تخرج مع الشاب اذا كان ذلك بعلم أهلها، وأكرر هنا ان كان بعلم أهلها، ولكن من حقنا أن نقرع ناقوس الخطر للأهل ليسارعوا الى درء خطر المخدرات وحبوب الهلوسة عن بناتهم وأبنائهم، وعدم ترك بناتهن من غير مراقب أو متسائل الى أين يذهبن ومع من؟! الوحوش الكاسرة تملأ قدسنا ممن يعملون جاهدين من أجل افساد مجتمعنا ليسهل عليهم السيطرة علينا .. فاذا فسد جيل الشباب فعلى مجتمعنا السلام.. فهناك محاولات لنشر المخدرات وحبوب الهلوسة بين أبنائنا وبناتنا حتى في بعض المدارس .. ومن تتعاطى هذه المخدرات لن تعي ما يحصل معها وما ترتكبه من أعمال مشينة .. ستنساق بكل سهولة وراء الشهوات والملذات وستفعل المستحيل للحصول على "الدوز اليومي" من هذه المخدرات، وستفرط بكل شيء في سبيل الحصول عليه .. وكذلك الأمر بالنسبة للشاب، سيفعل المستحيل من أجل جرعة من المخدرات .. وثورة التكنولوجيا العصرية التي أدت الى انفتاح كبير وسهلت العلاقات الموبوءة والمشبوهة، وأقراص الأفلام الخليعة التي انتشرت وأصبح من السهل الحصول عليها ..
يا أهل القدس .. بناتنا وأبناؤنا في خطر وخطر شديد.. وهذا الخطر سيطال كل بيت في حال لم نسارع وبكل جهودنا وما أوتينا من قوة الى درء هذا الخطر وايقاف هذه الظواهر الشاذة عن مجتمعنا.. اذهبوا وتقصوا ما يحدث ولا تدعوا فلذات أكبادكم فريسة سهلة .. لأنه بعد أن تقع الفأس في الرأس حينها لن ينفع الندم.
اللهم اني قد بلغت ، اللهم فاشهد..