ـ لا بد من انجاح المصالحة وتعزيز الوحدة الوطنية
اكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية الدكتور واصل ابو يوسف إن القضية الفلسطينية بدأت تستعيد دورها الاقليمي والدولي ، وخاصة بعد خطاب الرئيس محمود عباس في الامم المتحدة ، ووصول مسار المفاوضات الى طريق مسدود ، واشار ان وتيرة سياسة التهويد وقضم الأراضي مستمرة ، وهذا يتطلب تحقيق المصالحة وتعزيز الوحدة الوطنية والتمسك بخيار المقاومة الشعبية جاء ذلك في مقابلة مع قناة فلسطين الفضائية.
* د. واصل الموقف الاوروبي منذ ان تقدمت فلسطين بطلب العضوية نرى هناك تباين في الموقف الفرنسي ، كيف يصف الموقف الاوروبي ؟
ـ بالطبع الموقف الاوروبي منقسم ، وهالك معارضة من قبل بعض الدول الاوروبية ، ويوجد طرح من قبل فرنسا كحل وسط لهذا الامر ، ولكن لم يتم حسم الموقف الاوروبي حتى الان ،حيث بقي الامر ضبابيا ، ولكن الاغلبية تؤيد الموقف الفلسطيني حول عدم شرعية الاستيطان ، وكان موقف اللجنة التنفيذية في اجتماعها الاخير اكد على وقف الاستيطان وعدم العودة الى المفاوضات دون تحديد مرجعية دولية ، لأن الاحتلال كان مستفيد على مدار سنوات طويلة من المفاوضات .
* د.واصل : يبدو ان موقف ايطاليا كان واضحا هل هذا الموقف متقدم فعلا ؟
ـ اعتقد ان معظم الدول اقرت بأن الاستيطان غير شرعي وغير قانوني ، ونحن نعتبر بان الموقف الايطالي كان متقدم جدا ، ولكن بعد صدور موقف الرباعية والتي دعا الى العودة الى المفاوضات دون شروط وهي تدرك موقف نتنياهو الاخير الذي وضع عراقيل كثيرة امام عملية السلام من خلال مواقفه وطروحاته يؤكد بما لا يدعي الشك بان موقفها وبيانها عجز عن إدانة إسرائيل وعدم قدرتها على تطبيق القانون الدولى، وأن توقيت صدور بيان الرباعية فى فترة تقديم الرئيس الفلسطينى محمود عباس لطلب العضوية إلى الأمم المتحدة هو محاولة من الرباعية التى يرأسها تونى بلير للتأثير على أعضاء مجلس الأمن ، والرأى العام للالتفاف على الموقفين الرسمى والشعبى ولتضليل وخداع العالم بأن هناك مفاوضات يمكن أن تجرى فى ظل الاستيطان، وهذا يتطلب إعادة النظر فى بيانها الأخير الذى لا ينسجم مع الشرعية الدولية ، والامر ايضا يتطلب العودة للامم المتحدة لتكريس الحق الفلسطيني في انهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على الأرض التى احتلتها إسرائيل عام 1967، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وفي مقدمتها القرار الاممي 194 الذي يقضي بحق العودة للاجئين من ابناء شعبنا الى ديارهم التي هجروا منها .
* د. واصل : اذا تبعنا موقف الدول الاوروبية كيف تصنف الموقف الالماني الان ؟
ـ الموقف الالماني كان معارضا ولكن اليوم تغير عندما تحدثت ميركل مع نتيناهو كانت واضحة حول الاستيطان الذي يشكل عقبة امام السلام ، ولكن هنالك تصريحات لم يتم تطبيقها ، ونحن نعتقد انه لا بد من تظافر الجهود في الامم المتحدة بعد خطاب الرئيس لان الخطاب مثل بداية لمرحلة جديدة من كفاح شعبنا الفلسطيني على طريق استعادة حقوقه، وهنا على المانيا والدول الاوروبية الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني والاعتراف بالدولة الفلسطينية
الولايات المتحدة تمارس ضغوط لا سقاط العضوية بالتصويت ، هل تعتقد ان الموقف الاوروبي يتعرض لضغوط ؟
طبعا الولايات المتحدة تمارس كل انواع الضغوط على الدول وعمليتها اصبحت مكشوفة ، والطلب الفلسطيني الان يحظى على ثمانية اصوات وربما اكثر ، ولا يمكن التراجع عن هذا الطلب ، وموقف البرلمان الاوروبي الذي عقد في ستراسبورغ يمثل في هذا الوقت الحساس حيث تجري مناقشة الطلب الفلسطيني في اروقة مجلس الامن رسالة هامة تؤكد دعم ومساندة المطلب الفلسطيني وحقوق الشعب الفلسطيني، كما ويمثل ردا هاما على مسعى الولايات المتحدة الامريكية لاحباط الطلب الفلسطيني في مجلس الامن، ونحن نرى ان قرار البرلمان الاوروبي يعكس رأي الشعوب الاوروبية ووقوفها الى جانب حقوق شعبنا.
* د. واصل الولايات المتحدة تمارس الابتزاز السياسي ، ونحن كفلسطنين ما هو الرد على هذه السيناريوهات؟
ـ اولا ان ابتزاز الادارة الامريكية هو بمثابة تبني معلن لسياسات الاحتلال العدوانية والعنصرية وجولة جديدة من الخداع والتضليل ، وعلى هذه الارضية نؤكد ان يكون هنالك مساعي لانجاح المسعى الفلسطيني ، واستمرار التحرك الدبلوماسي ومزيد من الاتصالات لمواجهة هذه السيناريوهات ، ثانيا العمل بكل السبل على انجاز المصالحة وعقد لقاء لتنفيذ الاليات التي تم التوافق عليها في القاهرة لانهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية وتجسيدها من خلال رسم استراتيجية وطنية موحدة لمواجهة المخاطر الجدية التي تواجه القضية الفلسطينية وتعزيز المقاومة الشعبية ضد الاحتلال والاستيطان ، والمزيد من القيام بفعاليات لمواجهة كل المحاولات التي تقوم بها حكومة الاحتلال .
* د. واصل ما هي الرؤية في المرحلة القادمة ؟وكيف ترى موقف القيادة من ممارسات الادارة الامريكية؟
ـ ليست المرة الاولى التي تحاول الادراة الامريكية ممارسة الضغوط على القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني ، وهذه المواقف لن تثني القيادة الفلسطينية عن معركتها الاستراتيجية السياسية ، والتي لا بد ان تثمر عن تحقيق اماني وتطلعات شعبنا الفلسطيني ، وما سمعناه من اجراءات بقطع المساعدات التي اقدم عليها الكونغرس الامريكي يكشف بوضوح صورة الادارة الامريكية في انحيازها السافر لاسرائيل ،مما يفقدها المسؤولية الاخلاقية تجاه قضايا الشعوب والقضايا الانسانية، وفي كل الاحوال يكشف هذا الموقف ايضا عن مسؤولية حكومة الاحتلال التي تدعم جرائم المستوطنين الذين باتوا يشكلون خطرا حقيقياً على الاستقرار والأمن في المنطقة، وخاصة باستهدافهم لدور العبادة من مساجد وكنائس محاولة ممنهجة لتأجيج نار الصراعات الدينية في المنطقة، ويعبر عن انسجام وتلاقي في الأهداف بين جماعات المتطرفين المدفوعين بتعاميم ومفاهيم عنصرية.
وامام هذه الاوضاع نؤكد على اهمية رص الصفوف وتوحيد شعبنا في كافة مناطق تواجد ه وبناء استراتيجية متكاملة ركائزها الاساسية تتمثل في تعميق المقاومة الشعبية للاحتلال ، ووقف المفاوضات الثنائية ونقلها الى الامم المتحدة ، ونرى ان ما جاء في خطاب الرئيس يوفر المضمون السياسي لوحدة الموقف الفلسطيني .
*د. واصل كبف ترون التحرك لدعم الحركة الاسيرة وهي تقود اضرابها عن الطعام ؟
ـ أن الحركة الأسيرة شكلت منذ اليوم الأول للاحتلال ركنا أساسيا من أركان الحركة الوطنية الفلسطينية، وما زال عطاؤها متدفقاً وتاريخها حافلاً بالنضالات والتضحيات الجسام ضد المحتلين، وساهمت بدور مميز في النضال لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، لذا فهي تستحق منا وهي تخوض معركة الأمعاء الخاوية للدفاع عن كرامة وحقوق كل الاسرى ان نعمل بكل جهد لاثارة هذه القضية على المحافل الدولية ولجان حقوق الانسان ومطالبة البرلمانات العربية بدعم نضال الاسرى والعمل على القيام في أوسع تحرك جماهيري لإثارة قضيتهم وإبقائها حية كمعركة وطنية لكل شعبنا الفلسطيني.
4 / 10 / 2011