بيان صادر عن جبهة التحرير الفلسطينية في الذكرى الحادية عشرة لانتفاضة الاقصى
المجتمع الدولي شاهداً اليوم على عدالة قضية شعب اقتلع من ارضه وشرد في المنافي
ليعيد اثبات وجوده على خارطة الامم
من عمق الجرح النازف منذ عقود على مساحة وطننا السليب، من عبق ذكرى كل الذين قدموا أرواحهم فداءا للحرية والاستقلال الوطني، من الإصرار على الحق، والتمسك به، والاستعداد الغالي للتضحية من اجل تحقيقه، انطلق شعبنا بانتفاضته ومقاومته العنيدة، مقدما التضحيات الجسام على مذبح الحرية والاستقلال ، هاديه في ذلك أن الحرية لا تستجدى وإنما تنتزع انتزاعا، وان الأهداف الوطنية بالعودة والحرية والاستقلال الناجز لن تتحقق إلا بالكفاح والتضحية.
واكدت دائرة الاعلام والثقافة في جبهة التحرير الفلسطينية في بيان صحفي في الذكرى الحاية عشرة لانتفاضة الاقصى لها بان شعبنا الفلسطيني يسطر اليوم بصموده وتضحياته أروع الملاحم بعزيمة لا تلين و إرادة لا تستكين دفاعا عن الارض والمقدسات الاسلامية والمسيحية ، ويثبت للعالم اجمع إصراره على انتزاع كامل حقوقه الوطنية والحفاظ على الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني مهما عظمت التضحيات و لن يفلح بطش الاحتلال و عدوانه في ثني شعبنا عن مواصلة نضاله حتى انتزاع كامل حقوقه الوطنية الثابتة و المشروعة .
ورأت جبهة التحرير الفلسطينية ان خطاب الرئيس محمود عباس في الامم المتحدة شكل نقطة تحول على مستوى القضية الفلسطينية برزت من خلال التصفيق المتواصل لشعبنا الفلسطيني داخل أروقة الأمم المتحدة ، وهذا يتطلب استثمار حالة التضامن العالمي ، وتعزيز العلاقات مع حركات التضامن العالمية ومع الشعوب العربية التي توفر حاضنة الآن لنضال وحقوق الشعب الفلسطيني و مغادرة نهج المفاوضات الثنائية او المباشرة ونقل الملف الى اروقة الامم المتحدة من اجل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة .
واشارت أن نضال الشعب الفلسطيني وكفاحه المستمر ووقوف الشعوب العربية واحرار العالم، هو وحده الكفيل بفرض الانسحاب من الاراضي العربية المحتلة ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه غير القابلة للتصرف في انهاء الاحتلال والاستيطان وتحرير الاسرى وتحقيق الحرية والاستقلال والعودة.
ودعت الجبهة الى حشد التأييد الدولي لجانب شعبنا وقضيته الوطنية العادلة من أجل التصويت لصالح عضوية كاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، والذي سيكون المجتمع الدولي شاهداً اليوم على عدالة قضية شعب اقتلع من ارضه وشرد في المنافي ووقع عليه الظلم منذ ما يقارب الـ63 عاماً من التشريد والقتل والترهيب، ليعيد اثبات وجوده على خارطة الامم بفعل تضحيات كواكب من الشهداء الابرار والجرحى والاسرى .
وقالت الجبهة لقد أطلق شعبنا شرارة انتفاضته الاقصى الباسلة ، عندما دنس مجرم الحرب شارون محاطاً بالألاف من جيش الاحتلال واجهزته الأمنية، ساحات الاقصى في تحد صارخ للامة العربية والإسلامية وللقانون الدولي والانساني إثر عودة الرئيس الشهيد الرمز ابو عمار من "كمب ديفيد 2" رافضاً التوقيع على الحلول الامريكية الصهيونية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي ادى إلى حصاره واغتياله في المقاطعة على يد جيش دولة الاحتلال وقادتها وفي مقدمتهم مجرم الحرب الارهابي شارون.
وأشارت الجبهة ان انتفاضة الاقصى عبرت بشموليتها الجغرافية والسياسية والاجتماعية للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ولابناء شعبنا في مناطق 48، من خلال الوحدة الشعبية التي تجلت وانخراط كافة القوى الوطنية والإسلامية في يومياتها حيث وجدت كل دعم وتأييد الشارع العربي والاسلامي واحرار وشرفاء العالم، ومساندة ابناء شعبنا وقيادته في سبيل تجقيق اهدافه وتطلعاته الوطنية .
واعتبرت جبهة التحرير ، إن تصاعد الأعمال والأنشطة الاستيطانية فى الضفة يدلل على نوايا الإحتلال "الخبيثة" وأنه يستخدم المفاوضات كغطاء لتهويد الأرض والمقدسات، مؤكدة أن الصمت العربي والدولي، يشجع دولة الاحتلال على اقتراف المزيد من الممارسات العدوانية والانتهاكات الجسيمة المخالفة لمعايير القانون الدولي والإنساني، من خلال تهويد الارض وتدمير الممتلكات واستمرار سياسة التطهير العرقي في القدس ونظام الابارتهايد في الأراضي المحتلة وعربدة المستوطنين الذين يتبادلون الأدوار مع جيش الاحتلال جميعها تندرج في اطار منظومة الفصل العنصري الاسرائيلي،وفرض المزيد من العقوبات على شعبنا ، في إطار سياسة العقاب الجماعي المخالفة لكل الشرائع الدولية، مشددة على أن استمرار المفاوضات منحة للإحتلال فى ظل المطالبات الدولية بإنهاء الإستيطان غير الشرعى.
ودعت جبهة التحرير الفلسطينية إلى تغيير ميزان القوى من خلال تصعيد المقاومة الشعبية بمواجهة الاحتلال والاستيطان ، بما في ذلك مقاطعة البضائع الإسرائيلية وليس فقط منتجات المستوطنات واستنهاض أوسع حملة دولية لفرض المقاطعة والعقوبات على إسرائيل ودعم الصمود الوطني .
واضافت إن التحديات والمخاطر الجسيمة التي تتهدد الشعب الفلسطيني وقضيته و المشروع الوطني برمته تتطلب وقف المفاوضات الدائرة والدعوة الي عقد مؤتمر دولي للسلام برعاية الأمم المتحدة من أجل إنقاذ وتطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالحقوق الوطنية المشروعة ، خاصة حقه بتقرير المصير في اطار الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلي الديار التي هجروا منها .
ودعت الجبهة الى العمل السريع في تنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية واشتقاق رؤية سياسية موحدة تنهي سطوة وتسلط الاحتلال الأمني والاقتصادي وتنهض بنضال شعبنا تحت رايات منظمة التحرير باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا في شتى أماكن تواجده ، وتشكيل حكومة فلسطينية تؤكد على احترام وتطبيق القانون الفلسطيني والالتزام بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية ، وتعزز في الوقت نفسه أواصر الكفاح العربي والإنساني التقدمي ضد الامبريالية والاستعمار من اجل التحرير والاستقلال والعودة، والديمقراطية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية.
واشادت الجبهة في بيانها بأن ذكرى انتفاضة الاقصى تتزامن مع الذكرى الواحدة والاربعين لرحيل الزعيم عبد الناصر الذي مثل بشخصيته بصفته قائدا قوميا سعى دائما من أجل وحدة الأمة العربية وكان يعتبر قضية فلسطين قضيته الاولى وحتى اللحظات الاخيرة من حياته كان يدافع عن هذه القضية،والذي علم أبناءه الانتماء للامة والدفاع عن قضاياها.
ووجهت في ختام بيانها التحية لجماهير شعبنا الصامد و للأسرى البواسل في سجون الاحتلال و استذكرت الشهداء العظام الرئيس ياسر عرفات وابو العباس وابو علي مصطفى والشيخ احمد ياسين وسمير غوشه وفتحي الشقاقي وكل شهداء شعبنا وامتنا الذين سطروا بدمائهم تاريخ فلسطين، وعاهدت شعبنا على مواصلة النضال و المقاومة حتى تحقيق الأهداف الوطنية لشعبنا و في مقدمتها حق العودة و إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة و عاصمتها القدس .
في 28 / 9 / 2011