18/5/2011- مخيم اليرموك - البيادر السياسي:
ألقى الرفيق فهد سليمان عضو المكتب السياسي للجبهة؛ كلمة في مهرجان التهنئة والتبريك بمخيم اليرموك، يوم الشهداء الأبطال من أبناء مخيم اليرموك: عبادة زغموت، بشار الشهابي، قيس أبو الهيجا، وسائر الشهداء الميامين الذين سقطوا برصاص الإرهاب الصهيوني يوم 15 أيار في الذكرى الثالثة والستين للنكبة. وفيما يلي أبرز ما جاء فيها: "أبى هؤلاء الفتية الأغر؛ الاكتفاء بالعودة شعاراً وحقاً يُشهر في المناسبات، بل أصرّوا على أن يمارسوا هذا الحق بأنفسهم ... فاقتحموا الأرض غير مكتفين بمشاهدتها وإن على مسافة قريبة، فالوطن قد دعاهم فلبوا النداء مؤكدين قناعة الشعب الفلسطيني بأسره؛ بأن (لا سلام ولا استقرار في المنطقة)، ما لم يُستجب للمطالب الوطنية للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق العودة إلى الديار والممتلكات ...
إن وقائع 15 أيار على خطوط الهدنة الممتدة من مارون الراس في لبنان، فمجدل شمس في سوريا وصولاً إلى غزة، وعلى أرض فلسطين في مناطق الـ 1948، والضفة الفلسطينية والقدس، هو نقلة نوعية لها ما بعدها؛ إيذاناً بمرحلة جديدة. وإذا كانت الانتفاضات الفلسطينية التي عشناها، قد احتضنتها أرض فلسطين؛ فما شهدناه في الذكرى الثالثة والستين للنكبة، هو انتفاضة عابرة لحدود فلسطين، فحركة الشتات لم تعد تكتفي بالتضامن مع انتفاضة شعبنا على أرض فلسطين، بل باتت تتوثب إلى المشاركة مباشرة في الانتفاضة ... وما نحن بصدده اليوم هو انتفاضة عابرة للحدود ...".
وأكد الرفيق سليمان بالقول: "إن روافد النضال الفلسطيني في الداخل والشتات، تلاقت فيما بينها بهذه المناسبة، تلاقت بما سوف ينجم عنها، على خلفية الانتفاضات الشعبية الظافرة في العمق العربي، ما سيتكفل بوضع الصراع العربي ـ الإسرائيلي، والفلسطيني ـ الإسرائيلي؛ على طريق الانحكام بموازين قوى لا تقررها الدول في المقام الأول، بل الحركة الجماهيرية في مواقع التكافؤ مع العوامل الأخرى" ...
وقال: "إن ما جرى في ذكرى النكبة هو رسالة لأكثر من طرف، بما في ذلك الجانب الرسمي الفلسطيني الذي يتعامل حتى اللحظة مع حق العودة، باعتباره شأناً تفاوضياً ينفتح على احتمال تغيير مضمونه، فيحوله من "حق عودة إلى الديار والممتلكات"، إلى مسعى "لانتزاع حق الدولة الفلسطينية المقبلة باستقبال اللاجئين"؛ وهي أيضاً رسالة للحكومة الإسرائيلية بأن مسعاها لن يمر لانتزاع اعتراف فلسطيني بـ "إسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي" من أجل فرض قطع الطريق نهائياً على "حق العودة" والمساس بالمكانة القانونية لأبناء شعبنا في مناطق الـ 1948. كما أنها رسالة إلى الدول العربية التي اتفقت فيما بينها على مبادرة تنص على "السعي لحل عادل لقضية اللاجئين"، بأن الحل العادل الوحيد لقضية اللاجئين لن يكون إلا بالعودة إلى الديار والممتلكات".
وشدد سليمان بالقول: "إن النقطة الانعطافية التي سجلتها المواجهات الشاملة في ذكرى النكبة، والتي تحولت إلى انتفاضة عابرة للحدود، قد أتت أيضاً على خلفية الاتفاق الذي تمّ التوقيع عليه قبل فترة وجيزة في القاهرة؛ والذي وضع العلاقات الفلسطينية الداخلية المتخالفة على سكة المصالحة. ونحن نأمل ونسعى بكل تأكيد من موقعنا في الجبهة الديمقراطية؛ لأن تتحول هذه المصالحة إلى وحدة وطنية على أسس راسخة، ديمقراطية وائتلافية تعددية؛ نقيض التجارب السابقة الاحتكارية التحاصصية، التي فشلت بسبب من طابعهـا هذا، المنافي لأصول التحالف في الإطار الرحب للوحدة الوطنية ...". واختتم بالقول: "هذه هي أيضاً رسالة الشهداء الذين نمضي إليهم بأفكارنا، هم ومن سبقهم على طريق إنجاز الحقوق الوطنية الفلسطينية ... دولة ... عودة ... قدس ... وعاشت فلسطين". الإعلام المركزي