15/5/2011-الجولان- لبنان- غزة- البيادر السياسي:ـ
يوم دام.. هل ينذر ببدء الانتفاضة الثالثة ؟.. منذ ساعات صباح اليوم الخامس عشر من مايو خرجت الملايين من الجماهير الفلسطينية والعربية داخل فلسطين المحتلة وفي دول الشتات إلى الشوارع والميادين رافعة أعلام فلسطين إحياءً لذكرى النكبة لتي حلت بشعبنا قبل نحو 63 عاماً، حيث زحفت الجماهير من الجولان السوري المحتل وجنوب لبنان وقطاع غزة محاولة اجتياز الحدود وصولاً إلى قراهم ومدنهم التي هجرهم لمغتصبون منها، فما كان من جنود الاحتلال إلا إطلاق قذائف دباباتهم، ونيران أسلحتهم لرشاشة صوب الصدور العارية والأجساد الملتهبة، فامتزج الدم العربي بالدم الفلسطيني ليؤكد على وحدة الهدف والمصير، فاستشهد عشرة متظاهرين على الأقل وأصيب العشرات بجراح عندما أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على مئات المتظاهرين الذين اجتازوا السياج الحدودي من الجهة السورية القريبة من قرية مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، وحاول آخرون اجتياز السلك الحدودي قرب قرية مارون الراس في جنوب لبنان .
حول ألغام
وقالت مصادر إعلامية: إن العشرات من المتظاهرين وصلوا إلى قرية مجدل شمس، مرورا بحقول ألغام مخاطرين بحياتهم وما آن وصلوا إلى الحدود حتى بادرت قوات الاحتلال بإطلاق النار عليهم، حيث استطاع بعضهم العبور إلى الجولان السوري المحتل وكان في استقبالهم أهالي الجولان الذين تظاهروا من الجهة الأخرى محاولين تقديم المساعدات الطبية للجرحى والمصابين، وحماية الزاحفين.
وأفاد شهود من الجولان بأن من بين الجرحى الأسير المحرر مدحت الصالح مدير مكتب شؤون الجولان في رئاسة مجلس الوزراء السوري الذي أصيب بجراح بالغة .
ووفقا لمصادر الإسعاف في نجمة داوود الحمراء الإسرائيلية، فقد بلغ عدد الإصابات عشرين إصابة على الأقل، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي عن إغلاق منطقة مجدل شمس وإعلانها منطقة عسكرية مغلقة وسط حالة من الاستنفار والانتشار العسكري المكثف.
وقال التلفزيون الإسرائيلي إن مئات السوريين دخلوا هضبة الجولان المحتلة دون خوف.
وفي جنوب لبنان استشهد ستة متظاهرين وأصيب 60 آخرون عندما أطلق الجيش الإسرائيلي النار على عشرات المتظاهرين القادمين من المخيمات اللبنانية وناشطون لبنانيون وعرب حاولوا اجتياز الحدود اللبنانية – الفلسطينية المحتلة.
ويتظاهر الآلاف في بلدة مارون الراس بجنوب لبنان في الاحتفال المركزي لإحياء ذكرى النكبة، ويقوم العشرات من الشبان بإلقاء الحجارة على الجنود الإسرائيليين خلف السلك الحدودي، بينما يرد الجنود بإطلاق النار صوب المتظاهرين.
شهيد و82 إصابة
وفي غزة استشهد شاب يبلغ من العمر "18 عاما" وأصيب أكثر من 82 بجراح بنيران جيش الاحتلال الذي استهدف متظاهرين بذكرى النكبة الـ 63 شرق وشمال قطاع غزة.
وأكد أدهم أبو سلمية الناطق باسم الإسعاف والطوارئ لـ "معا" أن عدد الإصابات ارتفعت لتصل 82 إصابة بينهم صحفي في منطقة معبر بيت حانون ايرز شمال قطاع غزة، فيما أعلنت نقابة الصحفيين الفلسطينيين عن إصابة الصحفي محمد عثمان، معربة عن استنكارها لاستهداف الطواقم الصحفية من قبل الاحتلال.
وقالت المصادر الطبية إن سيارات إسعاف نقلت الجرحى إلى مستشفيات في شمال القطاع، مبينة أن عددا من المصابين وصفت جراحهم بالخطيرة، من بينهم المصور الصحافي محمد عثمان الذي أصيب برصاصة في الرأس.
وقال شهود عيان إن مجموعة من الفتية يحملون أعلاما فلسطينية اقتربوا من الجانب الفلسطيني على معبر بيت حانون، إلا أن قوات الاحتلال أطلقت نحوهم أربع قذائف مدفيعة وأطلقت النار عليهم من نقاط المراقبة العسكرية المنتشرة في محيط المعبر ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوفهم.
وأضاف الشهود أن قوات الاحتلال استخدمت أسلحة كاتمة للصوت بإطلاق النار على المتظاهرين وأن غالبية الجرحى أصيبوا في رؤوسهم وبطونهم، وأن عددا منهم بقوا على الأرض ينزفون دون أن تتمكن سيارات الإسعاف من بلوغهم لخطورة المنطقة بسبب إطلاق النار الإسرائيلي.
وشارك العشرات من المتظاهرين من مختلف الفصائل الفلسطينية ومتضامنين أجانب في "مسيرة العودة" التي انطلقت في شمال قطاع غزة إحياء لذكرى النكبة، وتأكيدا على حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم التي هجروا منها بالقوة.
ومن جهته عبر مركز الميزان عن استنكاره الشديد استهداف مدنيين عزل خلال مسيرات سلمية لإحياء ذكرى نكبة فلسطين الثالثة والستين، مجدداً مطالبه المتكررة للمجتمع الدولي بالتحرك الفاعل لحماية المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة ووقف انتهاكات قواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان التي تواصلها قوات الاحتلال.
مواجهات عنيفة في رام الله ومناطق اخرى من الوطن و150 إصابة في رام الله
أكد مصدر طبي فلسطيني أن حصيلة الاصابات في المواجهات التي شهدتها عدة مناطق في محافظة رام الله والبيرة اليوم الأحد (15-5) ارتفعت الى 150 مصابا، إضافة إلى اعتقال عشرات الشبان من قبل وحدات خاصة صهيونية.
واشار المصدر في مستشفى رام الله المركزي وصول 150 اصابة الى مستشفى رام الله بعد ظهر اليوم، منها سبع إصابات خطيرة، واكثر من 30 مصابا بالرصاص المعدني، الى جانب العشرات اصيبوا بحالات اختناق شديد جراء قنابل الغاز المسيل للدموع.
وتشهد هذه الاثناء عدة محاور في مدينة رام الله وميحطها مواجهات كبيرة من مئات الشبان الذين شاركوا في مسيرات احياء الذكرى ال63 عاما على النكبه مع سلطات الاحتلال الصهيوني، الذي هاجم هذه المسيرات بالرصاص المعدني والحي الى جانب مئات قنابل الغاز السام.
وقال شهود عيان إن المواجهات الأكبر كانت على حاجز قلنديا العسكري جنوب رام الله وهو المدخل الرئيسي المؤدي الى مدينة القدس المحتلة، حيث اندلعت مواجهات عنيفة مع جنود الاحتلال الذين اطلقوا النار باتجاه المواطنين.
كما شهد حاجز عطاره شمال رام الله مواجهات عنيفة بين المئات من طلبة المدارس في المنطقة مع جنود الاحتلال المتمركزين على الحاجز الذي يفصل مدينة رام الله عن مدن وقرى شمال الضفة الغربية.
كما شهدد حاجز بدو شمال غرب القدس المحتلة مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال عقب مسيرة كبيرة لاحياء ذكرى النكبة شهدتها المنطقة، حيث دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية كبيرة جدا في المنطقة القريبة من المستوطنات الصهيونية المحيطة بمدينة القدس.
وذكرت مصادر فلسطينية أن مواجهات عنيفة شهدتها بلدة عناتا شمال شرق القدس المحتلة مواجهات مع سلطات الاحتلال في الذكرى ال63 للنكبة الفلسطينية.
ومن الجدير ذكره ان عدة مناطق ملتهبة في الضفة الغربية شهدت مسيرات كبيرة لاحياء ذكرى النكبة الفلسطينية وتحولت الى مواجهات مع قوات الاحتلال الصهيوني التي عززت من انتشارها في الضفة الغربية بأكثر من 10 آلاف جندي صهيوني، الى جانب فرض طوق عسكري محكم على الضفة الغربية
حالة تأهب
ومن جهتها أعلنت قوات الاحتلال صباح اليوم الأحد رفع حالة التأهب القصوى، حيث شددت من إجراءاتها العسكرية في محيط وقلب مدينة القدس المحتلة وأغلقت كافة مداخلها، وفرضت قيوداً على دخول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى المبارك، حيث انتشر المئات من شرطة وجنود الاحتلال وما يسمى بـ' حرس الحدود' في المدينة وعلى مداخل أحياء البلدة القديمة و نصبوا الحواجز العسكرية فيها، وفقاً لإفادات مصادر محلية في المدنية.
وتأتي هذه الإجراءات بمناسبة يوم النكبة الفلسطينية والتي يحيها الفلسطينيون اليوم في الوطن و الشتات، وخاصة في ظل دعوات الزحف إلى حدود فلسطين في أكثر من بلد عربي، فيما أغلقت سلطات الاحتلال صباح اليوم أيضا كافة مداخل بلدات العيسوية وسلوان ومخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين بالكامل ومنعت المقدسيين من الدخول والخروج منها، وعطلت كافة نشاطهم الصباحي.
وكانت قد نشرت سلطات الاحتلال أكثر من عشرة آلاف جنود في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وحذرت من تحركات فلسطينية وإمكانية اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة في هذا اليوم، و خاصة مع دعوات فلسطينية لثورة لتطبيق حق العودة في هذا اليوم.