بين فينة وأخرى تُنشر أخبار عن تكريم هذا الشخص أو تلك المرأة لما قدمته من خدمات أو قدمه من عطاء لهذه المدينة أو للوطن.. وفي التكريم يتم تمجيد "المكرم" ومدحه ونفخه إلى أبعد ما يكون.
لا اعتراض على التكريم، فهو تَصرف أو أسلوب حضاري من أجل تشجيع التميّز والابداع في أي وطن.. ولكننا نعترض وبشدة على اختيار المكرم، لأننا نصدم بأن من تم تكريمه لم يفعل شيئاً مميزاً، ولم يقم بتقديم العطاء اللازم، فهناك العشرات الذين يستحقون هذا التكريم أو هذه الجوائز، ولكنهم لم يحصلوا عليها. وقد يتساءل المرء لماذا؟ والسبب لأن هناك ظلماً! ولأن هناك محسوبيات! ولأن هناك وساطات وتدخلات ومصالح عديدة!
والمشكلة الأكبر في موضوع التكريم أن الجهة المكرمة هي جهة "غريبة" جدا، ليس لها دور في المجتمع، وكذلك ليس من حقها القيام بمثل هذه الحفلات من التكريم، وغالباً تكون هذه الجهة أو المؤسسة "وهمية"، وعلى "الورق" فقط وفي الاعلام، لكن لا وجود لها على أرض الواقع.. والأكثر غرابة أن المكرم يقبل بهذا التكريم أو الجائزة، والأكثر غرابة أيضاً أن مسؤولين كبار يرعون الاحتفال بالتكريم لسبب واحد، وذلك للظهور أمام الكاميرات وفي وسائل الاعلام!
لا بدّ من وضع معايير للتكريم، ولا بدّ من وضع أسس للمؤسسات التي تختص بهذا التكريم.. ولا بدّ من أن نضع حداً لظاهرة "تكريم" عديمة الأسس والمقاييس، وكذلك على الانسان أن يعرف من يكرمه لا أن يلهث وراء تكريم لا يخدمه بل في بعض الأحيان يسيء اليه ويحاسبه على عدم عطائه، ويُسائله على تقصيره تجاه شعبه ووطنه!
التكريم الحقيقي يأتي عبر التاريخ الذي يُسجل أنصع الصفحات المشرفة لما يقدمه كثيرون وتبقى أسماؤهم خالدة. أما التكريم "الصوري" و"الاحتفالي" فهو لا قيمة له.. وهذا ما يجب أن يعرفه المكّرمون وكذلك من يكرمهم!!
(أبو نكد)