الاجتماع التشاوري السابع لرؤساء دول آسيا الوسطى في طشقند، حققت أوزبكستان نتيجة تاريخية: وافق الزعماء بالإجماع على انضمام أذربيجان كعضو كامل العضوية في المنظومة.
وأشاد زعماء أوزبكستان وأذربيجان وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان بالقرار ووصفه بأنه تاريخي، وأكدوا أنه يدخل جنوب القوقاز رسميًا في إطار التعاون في آسيا الوسطى، ويضع الأساس لمساحة أوسع من الاتصال من بحر قزوين إلى الأسواق العالمية.
إن مشاركة أذربيجان، كما تم وصفها، ستعطي زخما جديدا للصيغة، وتوسيع التجارة والاستثمار والعلاقات الثقافية والتنمية المنسقة في المنطقتين المهمتين استراتيجيا.
سبعة مقترحات لرئيس أوزبكستان
كما ركز اجتماع طشقند على تعزيز الأسس المؤسسية للتعاون الإقليمي.
وقد تم اقتراح تحويل نظام التشاور الحالي إلى منتدى استراتيجي طويل الأمد – “مجتمع آسيا الوسطى” – مع أمانة دورية، ومجلس للحكماء، وأدوار معززة للمنسقين الوطنيين.
وظل التكامل الاقتصادي موضوعا رئيسيا حيث قدم الرئيس الأوزبكستاني شوكت ميرزيوييف 7 مقترحات رئيسية في الاجتماع:
1**. التكامل الإقليمي:** أعيد فتح الحدود وحل النزاعات، وبلغت التجارة الإقليمية 10.7 مليار دولار (أكثر من 9.20 مليار يورو)، مع زيادة قدرها 17% في الاستثمار.
2. المؤسسات القوية: إنشاء جماعة آسيا الوسطى ذات أمانة ومجلس للحكماء.
3. الاقتصاد والاستثمار: خطط 2035 لبرامج التجارة الإقليمية ومساحة استثمارية مشتركة والتعاون في مجال التجارة الإلكترونية.
4. اتصال النقل: العمل المشترك على الممرات الرئيسية بما في ذلك خط السكة الحديد بين الصين وقيرغيزستان وأوزبكستان والطريق العابر لأفغانستان.
5. الأمن وأفغانستان: اعتماد مفهوم الأمن الإقليمي ودعم مشاركة أفغانستان في مشاريع الطاقة والنقل.
6. المناخ والمياه: عقد مقترح للاستخدام الرشيد للمياه (2026-2036) ومركز إقليمي للتميز في المياه.
7. التبادل البشري: المؤتمر السنوي حول التراث الروحي والمبادرات العلمية الجديدة.
واختتم الرئيس ميرزيوييف كلمته بالتأكيد على الوحدة كأساس للنجاح الإقليمي وهنأ تركمانستان على تولي رئاسة التنسيق الجديد لآسيا الوسطى وأذربيجان.
الشراكة الاستراتيجية
وأكد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أن هذه العلاقات تطورت إلى شراكة استراتيجية، تعززها الحوار السياسي النشط والتعاون الاقتصادي والثقافي والإنساني المتنامي.
وأشار علييف إلى دور أذربيجان المتنامي في الاتصال الإقليمي، مستشهدا بمشاريع البنية التحتية الكبرى والنمو السريع للعبور عبر الممر المركزي والمبادرات الجديدة مثل طريق الحرير الرقمي ووصلة طاقة قزوين.
وأشاد بدول آسيا الوسطى لدعمها “في إعادة إعمار الأراضي الأذربيجانية المحررة” وشدد على أن المصالح الجيوسياسية والجغرافية الاقتصادية المشتركة توحد المنطقة الآن.
ورحب علييف بانضمام أذربيجان كشريك كامل في صيغة آسيا الوسطى، ووصفها بأنها خطوة تاريخية من شأنها أن تزيد من تعميق التعاون والتضامن.
التنسيق الإقليمي القوي
ودعا الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف إلى تنسيق إقليمي أقوى بشأن القضايا الرئيسية، وسلط الضوء على الأمن المائي واتصال النقل والتكامل الاقتصادي.
واقترح اتفاقية إطارية لآسيا الوسطى بشأن استخدام المياه، ونظام متكامل لتتبع البضائع، واستراتيجية نقل شاملة لفتح إمكانات النقل في المنطقة.
وشدد توكاييف أيضًا على التعاون في مجالات المعادن الأرضية النادرة والذكاء الاصطناعي والسياحة، بينما رحب بانضمام أذربيجان إلى التنسيق وأشاد بالوحدة والانفتاح المتزايدين في المنطقة.
توقيع الاتفاقيات الكبرى
اختتمت قمة طشقند بتوقيع القادة على مجموعة من الوثائق الرئيسية التي تزيد من تعزيز التعاون الإقليمي.
اعتمد رؤساء الدول بيانًا مشتركًا يحدد الأولويات المشتركة، ودعموا إدراج أذربيجان كشريك كامل في شكل المشاورات، ودعموا ترشيح قيرغيزستان لعضوية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة 2027-2028.
كما وافقوا على قائمة المخاطر الأمنية والتدابير الوقائية للأعوام 2026-2028، فضلا عن مفهوم الأمن الإقليمي والاستقرار والتنمية المستدامة في آسيا الوسطى.
زيارة مركز الحضارة الإسلامية
بعد ظهر يوم السبت، قام رؤساء دول آسيا الوسطى وأذربيجان، الذين وصلوا إلى أوزبكستان، بزيارة مركز الحضارة الإسلامية الجديد، الذي يجمع بين القطع الأثرية الفريدة والجوانب العلمية والتعليمية والبحثية المخصصة للحفاظ على التراث الغني للحضارة الإسلامية ونشره.
وزار قاعة القرآن الكريم، حيث يتم حفظ أحد أعظم الآثار الروحية للعالم الإسلامي، وهو مصحف عثمان، بالإضافة إلى أقسام “حضارات ما قبل الإسلام”، و”عصر النهضة الأولى”، و”عصر النهضة الثانية”، و”أوزبكستان الجديدة-النهضة الجديدة”.











