وتسلط زيارة ميرزيوييف لطوكيو الضوء على العلاقات المتنامية بين أوزبكستان واليابان

تعمل أوزبكستان واليابان على تعزيز إحدى الشراكات الأكثر ديناميكية في آسيا الوسطى، حيث زار الرئيس الأوزبكي شوكت ميرزيوييف طوكيو يوم الجمعة قبل قمة مجموعة الدول الخمس + اليابان يوم السبت.

وتسلط الزيارة الضوء على العلاقات الاقتصادية المتنامية، حيث تجاوزت الاستثمارات اليابانية في أوزبكستان 18 مليار يورو، كما زاد عدد الشركات اليابانية في البلاد بمقدار عشرة أضعاف.

كما أنه يعزز العلاقات الثقافية والتعليمية الممتدة لعقود من الزمن، بما في ذلك تدريب الآلاف من الخبراء الأوزبكيين في اليابان ومئات الطلاب الذين يتم دعمهم من خلال برامج المنح الدراسية اليابانية.

بدأ الرئيس ميرزيوييف الزيارة بالاجتماع مع الإمبراطور ناروهيتو في القصر الإمبراطوري. وفي ترحيبه بالزعيم الأوزبكي، وصف الإمبراطور الزيارة بأنها خطوة مهمة نحو تعزيز علاقات الصداقة والشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

وخلال المحادثات، أكد الجانبان على العلاقات الثقافية والشخصية العميقة بين البلدين، ودعا ميرزيوييف الإمبراطور ناروهيتو للقيام بزيارة رسمية لأوزبكستان.

وقد أكمل أكثر من 3000 خبير أوزبكي تدريبًا داخليًا في اليابان، بينما تابع أكثر من 440 طالبًا أوزبكيًا تعليمهم العالي من خلال برامج المنح الدراسية اليابانية. يتم تدريس دورات اللغة اليابانية حاليًا في سبع جامعات في أوزبكستان.

الحوار البرلماني والتعاون الشبابي

كما أجرى الرئيس الأوزبكي محادثات مع ماساكازو سيكيجوتشي رئيس مجلس المستشارين الياباني.

وركزت المناقشة على دور الدبلوماسية البرلمانية في دفع العلاقات الثنائية ودعم تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها على مستوى العمل.

كما تمت مناقشة المبادرات البرلمانية الشبابية، بما في ذلك خطط إنشاء منتدى للبرلمانيين الشباب من أوزبكستان واليابان، بالإضافة إلى مشاركة اليابان في المؤتمر العالمي للبرلمانيين الشباب المقرر عقده في سمرقند عام 2026.

ويشارك البرلمانيون اليابانيون بشكل متزايد في الأنشطة الثنائية، بما في ذلك المشاركة في دورة الذكرى السنوية الخمسين بعد المائة للاتحاد البرلماني الدولي في طشقند في وقت سابق من هذا العام.

المنتدى البرلماني الدولي المخطط له في عام 2026

كما التقى الرئيس ميرزيوييف مع تارو آسو، نائب رئيس الحزب الديمقراطي الليبرالي الياباني ورئيس رابطة الصداقة البرلمانية مع أوزبكستان.

وأعرب الجانبان عن تقديرهما لدور “مجموعات الصداقة” البرلمانية في تعزيز التعاون، واتفقا على عقد المنتدى البرلماني المقبل في أوزبكستان في عام 2026.

تأسست رابطة الصداقة مع أوزبكستان في عام 2002، وتضم حاليًا أكثر من 40 شخصية سياسية وبرلمانية ودبلوماسية يابانية.

وكانت القضايا الاقتصادية على رأس جدول الأعمال خلال محادثات طوكيو. وفي اجتماعه مع وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني ريوشي أكازاوا، أشار الرئيس ميرزيوييف إلى الزيادة الحادة في الاستثمار الياباني المباشر في أوزبكستان.

وتناولت المناقشات التوسع التجاري والتعاون الصناعي والمشاريع المشتركة الجديدة، مع التركيز على الطاقة المتجددة وإزالة الكربون والمواد الخام الحيوية والتصنيع المتقدم.

كما اتفق الجانبان على العمل على إنشاء لجنة حكومية دولية للتعاون التجاري والاقتصادي على المستوى الوزاري، فضلاً عن وضع برنامج عمل مشترك بمشاركة منظمة التجارة الخارجية اليابانية (JETRO) والرابطة اليابانية للتجارة مع روسيا و NIS (ROTOBO).

الشركات اليابانية توسع وجودها في أوزبكستان

ألقى الرئيس ميرزيوييف كلمة أمام اجتماع عمل رفيع المستوى حضره مسؤولون من الشركات والبنوك والمؤسسات المالية الرائدة في اليابان، بما في ذلك تويوتا وميتسوبيشي وسوميتومو وماروبيني وإن إي سي وهيتاشي وميتسوي وJBIC وجايكا.

وقال الزعيم الأوزبكستاني إن حجم الشراكة يعكس الثقة المتزايدة بين الشركات اليابانية، مشيراً إلى أن التعاون انتقل إلى ما هو أبعد من المشاريع القائمة على العقود إلى الاستثمار المباشر ونقل التكنولوجيا وتدريب القوى العاملة.

وعلى مدى السنوات الثماني الماضية، تضاعفت التجارة الثنائية، في حين زاد عدد الشركات اليابانية العاملة في أوزبكستان عشرة أضعاف.

واليوم، تنشط 117 شركة برأس مال ياباني في قطاعات تتراوح بين الطاقة وتكنولوجيا المعلومات إلى الرعاية الصحية والتعليم والسياحة.

وفي عام 2024، سيصل حجم التجارة إلى 365 مليون يورو، بزيادة 64.1٪ على أساس سنوي. وتشمل الصادرات الرئيسية لأوزبكستان إلى اليابان الخدمات والمنتجات الكيماوية والسلع الصناعية، في حين تهيمن السيارات ومعدات النقل على الواردات.

وحدد ميرزيوييف أولويات التنمية في أوزبكستان، مشيراً إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد تضاعف خلال السنوات الثماني الماضية. وبحلول عام 2030، تهدف أوزبكستان إلى الوصول إلى فئة الدخل المتوسط ​​الأعلى.

تمت دعوة الشركات اليابانية للمشاركة في جهود التحديث واسعة النطاق بما في ذلك الطاقة المتجددة وتخزين الطاقة، والحد من كثافة الكربون، والمعالجة العميقة للمعادن الحيوية، والتصنيع عالي التقنية، والذكاء الاصطناعي والرقمنة.

وبدعم من البنك الياباني للتعاون الدولي (جايكا)، تجري الاستعدادات لإنشاء منطقة اقتصادية خاصة في أوزبكستان على أساس المعايير اليابانية ونماذج الإدارة.

واستمر الحدث التجاري بعقد اجتماعات مع محافظ جايكا نوبوميتسو هاياشي ورئيس وكالة التعاون الدولي اليابانية (JBIC) أكيهيكو تاناكا.

وتتجاوز محفظة مشاريع بنك اليابان للتعاون الدولي في أوزبكستان 4.5 مليار يورو، وتغطي الطاقة والبتروكيماويات والاتصالات والبنية التحتية والرعاية الصحية، بالإضافة إلى مشاريع إضافية بقيمة تزيد عن 9 مليار يورو قيد التنفيذ.

وفي الوقت نفسه، ارتفع التعاون مع جايكا إلى أكثر من 7 مليارات يورو، مع مبادرات جديدة في مجالات الرعاية الصحية والتعليم والنقل والزراعة والتنمية الصناعية. وأكد الجانبان الاستعداد لإطلاق مشاريع تدعم ريادة الأعمال لدى الشباب والنساء والتوظيف والحد من الفقر.

والتقى ميرزيوييف مع شينغو أوينو، رئيس شركة سوميتومو، وإيتشيرو تاكاهارا وجون إينوماتا، رئيسي المنظمتين اليابانيتين JOGMEC وITOCHU.

وركزت المحادثات على تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والموارد الطبيعية والصناعة والاستثمار، بالإضافة إلى متابعة المشاريع المشتركة في القطاعات ذات الأولوية في الاقتصاد الأوزبكي.

حفل استقبال رسمي في قصر أكاساكا

وفي إطار الزيارة، حضر ميرزيوييف حفل استقبال رسمي أقامه رئيس وزراء اليابان في قصر أكاساكا، والذي أقيم على شرف رؤساء دول دول آسيا الوسطى.

وقد وفر هذا الحدث منصة إضافية للحوار غير الرسمي وأظهر اهتمام اليابان بتعزيز مشاركتها مع آسيا الوسطى قبل تنسيق الحوار القادم بين آسيا الوسطى واليابان.

أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين أوزبكستان واليابان في يناير عام 1992. ومنذ ذلك الحين، توسع التعاون بشكل مطرد ليشمل تنمية رأس المال البشري والتعليم والاستثمار والتنمية الصناعية.

وقد أرست الزيارة الرسمية الأخيرة التي قام بها ميرزيوييف إلى اليابان في ديسمبر 2019 الأساس للشراكة الاستراتيجية الحالية، مع توقيع أكثر من 10 اتفاقيات بشأن الاقتصاد والابتكار وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتعليم والتعاون الإقليمي.

رابط المصدر