وقد ضربت التلال والوديان بينما يواصل الجيش الإسرائيلي الضغط لإجبار حزب الله على نزع سلاحه.
نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية ما لا يقل عن اثنتي عشرة غارة في جنوب لبنان، مستهدفة ما يدعي الجيش أنها مراكز تدريب تابعة لحزب الله، في أحدث الانتهاكات شبه اليومية التي أدت إلى تقويض وقف إطلاق النار المستمر منذ عام.
وبحسب وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، فقد طالت الغارات الجبال والأودية في منطقتي ججين والزهراني، بما في ذلك المنطقة الواقعة بين العيشية والجارية وأنصار، ومحيط جبل الرافي وأطراف عدة بلدات.
قصص مقترحة
قائمة من 3 عناصرنهاية القائمة
قال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب مجمعا تستخدمه قوة الرضوان التابعة لحزب الله للتدريب على الأسلحة، زاعما أن المرافق كانت تستخدم للتخطيط لهجمات ضد القوات الإسرائيلية والمدنيين.
وقالت زينة خضر مراسلة الجزيرة من بيروت إن الهجمات تجنبت المناطق المكتظة بالسكان. وأضاف أن “المواقع كانت في التلال والوديان، وليس في المراكز السكانية”، مشيراً إلى وجود نمط متكرر.
“في الواقع، قبل بضعة أيام فقط، في منتصف الليل، فعلوا الشيء نفسه.”
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب ما قال إنه موقع لإطلاق الصواريخ وبنية تحتية أخرى، ووصف العمليات بأنها ضرورية لمعالجة ما اعتبره انتهاكا للتفاهم بين إسرائيل ولبنان.
ومع ذلك، أثار القصف المستمر انتقادات حادة من الأمم المتحدة، التي ذكرت في نوفمبر أن ما لا يقل عن 127 مدنيا، بينهم أطفال، قتلوا في لبنان منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في أواخر عام 2024. وحذر مسؤولو الأمم المتحدة من أن الهجوم هو “جريمة حرب”.
وأوضح خضر أن الهجمات كانت جزءاً من حملة مستمرة من الضغط العسكري.
وأضاف أن “هذا جزء من الضغط العسكري لإجبار حزب الله على نزع سلاحه”. وتريد إسرائيل من الجماعة أن تتخلى عن “أسلحتها التكتيكية، وأسلحتها بعيدة المدى، وصواريخها الموجهة بدقة، وطائراتها بدون طيار” التي يعتقد الجيش الإسرائيلي أنها مخزنة في وادي البقاع وداخل البلاد.
لكن حزب الله رفض بإصرار التخلي عن ترسانته حتى تقصف إسرائيل وتحتل أجزاء من لبنان. وأضاف خضر أن الجماعة “لا تريد التخلي عن أسلحتها لأنه سيعتبر ذلك استسلاما”، لافتا إلى أن “حزب الله ولبنان ليس لهما اليد العليا. فإسرائيل تتمتع بتفوق جوي”.
وتصاعدت التوترات قبل أسبوعين عندما قصفت إسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت، مما أسفر عن مقتل هيثم علي الطباطبائي، القائد العسكري الأعلى لحزب الله. ولم ترد المجموعة بعد، لكنها قالت إنها ستفعل ذلك في الوقت المناسب.
ويأتي الهجوم في الوقت الذي أرسل فيه لبنان وإسرائيل مؤخرا مبعوثين مدنيين إلى لجنة مراقبة وقف إطلاق النار لأول مرة منذ عقود، وهي خطوة تهدف إلى توسيع المشاركة الدبلوماسية.
لكن زعيم حزب الله نعيم قاسم انتقد قرار لبنان إرسال السفير السابق سيمون كرم إلى المحادثات، ووصفه بأنه “تنازل مجاني” لإسرائيل.
وأعرب المسؤولون اللبنانيون عن استيائهم من الهجمات الإسرائيلية شبه اليومية.
وقال خضر “هذا أحد أسباب موافقة لبنان على الجلوس لإجراء محادثات مباشرة مع الإسرائيليين والانخراط في مفاوضات دبلوماسية تعتبر حساسة للغاية في لبنان على أمل تجنب الحرب”.
وقال الرئيس جوزيف عون الأسبوع الماضي إن لبنان “اتخذ خيار التفاوض مع إسرائيل” في محاولة لإنهاء الهجمات المستمرة، بينما دعا رئيس الوزراء نواف سلام إلى نظام تحقق أقوى لرصد الانتهاكات الإسرائيلية وجهود الجيش اللبناني لتفكيك البنية التحتية لحزب الله.
وقال خضر “لكن السفير الأميركي في لبنان ميشال عيسى أوضح قبل أيام أنه على الرغم من أن لبنان يجلس في غرفة مع عدو قديم، فإن ذلك لا يعني أن الهجمات الإسرائيلية ستتوقف”.











