قال فريق بحثي بجامعة ييل إن قوات الدعم السريع شبه العسكرية السودانية تحاول التغطية على مذبحة وقعت في مدينة الفشار عن طريق حرق الجثث.
وأثارت منظمة مراسلون بلا حدود إدانة دولية وسط تقارير عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وعمليات إعدام عندما استولى مقاتلوها على المدينة في أكتوبر/تشرين الأول.
والآن، يُظهر تحليل صور الأقمار الصناعية التي أجراها مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل أن قوات الدعم السريع ربما تخلصت من عشرات الآلاف من الجثث بعد الاستيلاء على الفاشر.
لكن مراسلون بلا حدود لم ترد على التقرير وسبق أن اعترف زعيمها بارتكاب مقاتليه بعض الخروقات في المدينة.
وذكر تقرير حقوق الإنسان أن قوات الدعم السريع “شاركت في حملة منهجية استمرت لعدة أسابيع لتدمير الأدلة على عمليات القتل الجماعي” وأن “هذا النمط من التخلص من الجثث وتدميرها مستمر”.
وتقاتل الجماعة شبه العسكرية الجيش النظامي السوداني منذ أبريل 2023، عندما تحول الصراع على السلطة بين الجانبين إلى حرب أهلية وحشية.
ووصفت الأمم المتحدة الصراع بأنه أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
وبعد محاصرة الفاشا لمدة 18 شهرا، استولت قوات الدعم السريع على المدينة – وهو انتصار كبير دفع الجيش من آخر معقل له في منطقة دارفور الشاسعة.
وكانت الأمم المتحدة من بين العديد من الأصوات العالمية التي اتهمت قوات الدعم السريع بقتل المدنيين مع سقوط الفشار.
ظلت منظمة حقوق الإنسان تراقب الوضع في المدينة منذ أشهر، ويعد تقريرها الأخير جزءًا من محاولة لفهم مدى العنف بين سكان المدينة.
ويظهر تحليل جديد لصور الأقمار الصناعية أن حجم المجموعة قد تغير في مواقع متعددة في الأسابيع التي أعقبت سقوط الفاشر، حسبما تقول حقوق الإنسان، مما يدل على استمرار جهود قوات الدعم السريع لإزالة الأدلة على المذبحة.
وتظهر الصور أكثر من 80 مجموعة تقع خارج المدينة، والتي تقول منظمة حقوق الإنسان، إنها تظهر قوات الدعم السريع وهي تقتل الناس أثناء محاولتهم الهروب.
ويقول باحثون إن أدلة الأقمار الصناعية التي تم جمعها في شهر تشرين الثاني/نوفمبر تشير إلى نشاط مدني محدود في المدينة منذ الاستيلاء عليها.
وبعد رد فعل دولي عنيف، أعلن قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو عن إجراء تحقيق في الانتهاكات التي ارتكبتها قواته أثناء الاستيلاء على الفاشر.
ومع ذلك، تنفي المجموعة المزاعم المنتشرة على نطاق واسع بأن عمليات القتل في المدينة لها دوافع عنصرية وأن القوات شبه العسكرية العربية تتبع نمطًا من استهداف السكان غير العرب.
ويأتي أحدث تقرير لحقوق الإنسان في أعقاب تحذيرات وكالات الإغاثة بشأن انخفاض عدد المدنيين الذين نجحوا في الفرار من مدينة الفشار بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 250 ألف شخص ما زالوا محاصرين في المدينة، ويعتقد أن أقل من نصف هذا العدد وصلوا إلى مخيمات خارجية للنازحين.
واستخدمت قوات الدعم السريع الاستيلاء على الفاشر لتعزيز سلطتها في غرب السودان وأنشأت حكومة موازية في مدينة نيالا في دارفور.
ولا يزال الجيش السوداني يسيطر على معظم أنحاء البلاد، مع استمرار القتال بين المجموعتين.
ويُعتقد أن أكثر من 13 مليون شخص قد نزحوا منذ بدء القتال في أبريل 2023.











