تم النشر بتاريخ
وقعت جمهورية الكونغو الديمقراطية وجماعة إم23 المسلحة اتفاقا إطاريا في الدوحة يوم السبت، مما يضع إطارا للمحادثات الرامية إلى إنهاء القتال في شرق البلاد المضطرب.
ويأتي إطار الدوحة بعد أشهر من القتال العنيف في مقاطعتي شمال وجنوب كيفو، والذي تصاعد في وقت سابق من هذا العام مع سيطرة جماعة إم23 على العاصمة الإقليمية غوما وأجزاء كبيرة من المنطقة الغنية بالمعادن.
وقالت وفود من الجانبين إن الوثيقة تنص على ثمانية بروتوكولات سيتم التفاوض عليها بشكل فردي في الأسابيع المقبلة. ووفقا لكبير مفاوضي حركة 23 مارس، بنجامين مبونيمبا، فإن البروتوكولات تعالج الأسباب الجذرية للصراع ويجب استكمال كل منها قبل التوقيع على اتفاق سلام نهائي.
وقالت قطر، التي استضافت عدة جولات من المحادثات منذ أبريل/نيسان، إن الإطار يعد خطوة نحو تحقيق الاستقرار في شرق الكونغو، لكنها شددت على أن العملية انتقلت الآن إلى مرحلة أكثر تفصيلا.
وبحسب مسؤول قطري كبير مشارك في الوساطة، فإن الاتفاق يفتح الباب لمزيد من المفاوضات حول قضايا تشمل استعادة سلطة الدولة وإصلاحات الحكم وعودة المواطنين النازحين.
وقال المسؤول إن الإطار في حد ذاته “ليس نهاية الطريق” وسيكون الجانبان مسؤولين عن تنفيذ أحكامه مع استمرار المفاوضات.
الوثيقة لا تغير الوضع على الأرض في الوقت الحاضر؛ ومع ذلك، قال مبونيمبا إن التقدم سيعتمد على الإكمال التدريجي لكل بروتوكول.
الإدارة المشتركة للمناطق المتنازع عليها مطروحة على الطاولة
وقال لورانس كانيوكا، المتحدث باسم حركة 23 مارس، إن أحد الموضوعات الرئيسية في المحادثات هو الإدارة المشتركة للمناطق التي يسيطر عليها المتمردون حاليًا، وهي فكرة ناقشها الجانبان سابقًا ولكن لم يتم وضع اللمسات النهائية عليها.
وحركة إم23، التي تعمل في شرق الكونغو بدعم من رواندا المجاورة، هي واحدة من أكثر من 100 جماعة مسلحة تنشط في المنطقة. وأدى القتال إلى نزوح نحو سبعة ملايين شخص، وتصف الأمم المتحدة الوضع الإنساني بأنه الأكثر خطورة على مستوى العالم.
وتدهور الوضع الأمني بسرعة في وقت سابق من هذا العام عندما استولت حركة 23 آذار/مارس على غوما وبوكافو، وهما مركزان حضريان رئيسيان في شمال وجنوب كيفو. وعززت هذه التطورات الموقف التفاوضي للجماعة مع زيادة الضغط على الوسطاء الإقليميين والدوليين.
وفي يوليو/تموز، أقرت كينشاسا و”حركة 23 مارس” “إعلان المبادئ” الذي يلتزم بالتوصل إلى اتفاق سلام شامل. ودعت الوثيقة إلى استعادة سلطة الدولة في المدن التي يسيطر عليها المتمردون وتبادل الأسرى.
لكن الجانبين فوتا الموعد النهائي في أغسطس لوضع اللمسات النهائية على اتفاق كامل. وفي أكتوبر/تشرين الأول، أنشأوا هيئة رقابية للتحضير لوقف إطلاق نار دائم محتمل، لكن الخلافات حول التنفيذ استمرت.
وأشادت أمريكا بإطار محادثات السلام في الدوحة
وقال المستشار الأمريكي الكبير مسعد بولس، الذي حضر التوقيع في الدوحة، إن الإطار يبدأ عملية أطول ويمنح الجانبين “فرصة للتحرك نحو حل دائم”، مع الاعتراف بأن المفاوضات الجوهرية لا تزال أمامنا.
وعلى الرغم من التقدم نحو السلام، فإن التوترات الإقليمية بين الكونغو ورواندا لا تزال تلقي بظلالها على المحادثات.
وتنفي كيجالي المتهمة بإثارة الصراع دعم حركة 23 مارس بينما تقول كينشاسا إن رواندا تدعم المتمردين. وكثفت واشنطن وساطتها بين البلدين، مما أدى إلى اتفاق ثنائي منفصل في وقت سابق من هذا العام.
ويحدد الإطار الجديد طريقا نحو الحد من التوترات، ولكن تأثيره سيعتمد على ما إذا كان الجانبان سيتابعان المرحلة التالية من المفاوضات وما إذا كان القتال سيهدأ في المناطق التي لا يزال المدنيون يفرون منها.
وأدى الصراع إلى مقتل آلاف الأشخاص وتشريد مئات الآلاف الآخرين، مما خلق أسوأ أزمة إنسانية في العالم.












