أريحا-البيادر السياسي:
إستضاف مؤتمر السبيل الثالث لرعاة الكنائس في يومه الثاني بمدينة أريحا مفتي القدس والديار الفلسطينية ولفيف من الشيوخ ورجال الإفتاء ببرنامج الحوار المسيحي الاسلامي بمحاضرات وحلقات نقاش مختلفة.
إفتتح اليوم بإستقبال وترحيب من القس د. نعيم عتيق وشكر الله الذي فتح باب التعارف والأخوّة والمحبة.
وأشار إلى الهدف الرئيس من البرنامج وهو " أن نلتقي ونتعارف، فالتعارف يقودنا إلى التفاهم، والتفاهم يقودنا إلى الإحترام- احترام الآخر. والإحترام يقودنا إلى قبول الآخر. وقبول الآخر يقودنا إلى الخدمة معاًُ. إذن الهدف هو الخدمة- خدمة شعبنا وبلدنا – خدمة إخوتنا الفقراء والمعوزين- خدمة إخوتنا المظلومين- خدمة العدل والحق، البِر والإستقامة، الأمانة والصدق، خدمة السلام والأمان".
تلاها كلمة ترحيب من مفتي الديار الفلسطينية سماحة الشيخ د. محمد حسين الذي شدد على أن مشكلتنا ليست دينية بل الاحتلال بحد ذاته، بالإضافة لذلك رحب كل من غبطة البطريرك ميشيل صباح وسماحة قاضي القضاة الشيخ تيسير التميمي مؤكدين على واجب رؤساء الدين المسيحيين والمسلمين بتحويل الأرض إلى أرض مودة، لإزالة أي توتر في الشارع الفلسطيني.
وتحت عنوان " مسؤوليتنا كفلسطينيين نحو العيش المشترك المسيحي الإسلامي " إبتدأ الأب د. رفيق خوري راعي كنيسة اللاتين في بيرزيت كلمته بالإشارة إلى أهمية العيش المشترك في المجتمع الفلسطيني فهو تراث الشعب الفلسطيني ويشكل جانب ثقافي أساسي لوجوده. وبالتالي لا يجب ان نتغنى بهذا التراث إنما علينا المحافظة عليه وتطويره وتعزيزه كي يصبح ثقافة فلسطينية راسخة.
فمسؤولية راعي الكنيسة التشديد على العيش المشترك عبر إيصال الرسالة الإنسانية والإجتماعية والمحبة، وبتعليم ذلك في كلياتنا ومعاهدنا ومدارسنا.
وتم متابعة المحاضرة مع الداعية الشيخ زهير الدبعي، وتحدث عن ضرورة المقاومة اللاعنفية السلمية مُشيراً إلى ان التعددية سُنة من سُنن الله سبحانه وتعالى، ومهما إختلفت معتقدات الإنسان الفلسطيني فهو مواطن له كافة الحقوق، وعليه كل الواجبات
وإستمرت الجلسات ما بعد الظهر مع كل من الأساتذة د. جريس سعد خوري مدير مركز اللقاء والبروفسور ذياب عيوش نائب رئيس مجلس مركز اللقاء، وجاءت الجلسة تحت عنوان " الإنسان الفلسطيني في المجتمع الواحد " ووضح د. خوري الأمور التي تؤدي إلى التوتر في العلاقات بدءاً من التربية في المنازل والمدارس والخطابات الدينية المغلوطة، وصولاً إلى التحريض الذي تتبعه بعض وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وغياب سلطة القانون في أخذ الإجراءات اللازمة.
وأشاد البروفسور عيوش بضرورة توحيد وتوطيد الروابط المسيحية الإسلامية لما تحمله من صبغة قومية وإيمانية ووطنية، دون المساس بإيمان وعقيدة الآخر وإحترامها.
وأختتم اللقاء بتحية من رئيس بلدية أريحا حسن صالح وسيادة المطران عطاالله حنا شاكرين المركز على تلك المبادرة الطيبة.
أما بالنسبة لبرنامج الغد الأربعاء سيتم مناقشة وثيقة " وقفة حق " مع البطريرك ميشيل صباح ، وما نتج عنها من ردود عالمية ومحلية.