تتواصل حملات المداهمات والاقتحامات للمدن والبلدات الفلسطينية من اجل اعتقال المزيد من "المطلوبين" حسب المقاييس والمعايير الاسرائيلية. وهذه العمليات يومية مما تؤدي الى زيادة اعداد اسرى في سجون الاعتقال ومراكز التوقيف.
وقضية الاسرى هي قضية حيوية ومهمة جدا، ويتابعها أبناء شعبنا الفلسطيني لانها تمس كل واحد منهم.
واستنادا الى احصائية صادرة عن لجنة اهالي الاسرى المقدسيين، فان سلطات الاحتلال الاسرائيلي اعتقلت 262 مقدسيا ومقدسية خلال شهر تشرين الاول الماضي. وتركزت الاعتقالات في البلدة القديمة من القدس وسلوان والعيسوية، اذ نفذت 86 اعتقالا ميدانيا، و176 اعتقالا من المنازل بعد اقتحامها وتفتيش معظمها. ويعتبر شهر تشرين الاول هو الاعلى في عدد الاعتقالات منذ بداية عام 2016.
اضراب عن الطعام
عدد من الاسرى ما زالوا متمسكين باضرابهم المفتوح عن الطعام احتجاجا على اعتقالهم اداريا. ويبلغ عدد هؤلاء حوالي 10 أسرى، وقد تتغير اعداد هؤلاء المضربين عن الطعام اذ ان هناك من يحصل على اتفاق بعدم تجديد اعتقاله الاداري، وبعدئذ ينضم آخرون اليه. أي ان عدد المضربين عن الطعام ليس ثابتا. وهؤلاء مضطرون للاضراب عن الطعام، أي استخدام سلاح الامعاء الخاوية لمواجهة سياسة واستفزازات وقرارات سلطات الاحتلال.
اصابات بامراض خبيثة
كشف رئيس هيئة شؤون الاسرى والمحررين عيسى قراقع النقاب عن ان 30 حالة مرضية في صفوف الاسرى مصابة بامراض خبيثة حياتها مهددة بالخطر الشديد. واشار الى ان سياسة الاهمال الطبي اصبحت سياسة موت بطيء، وقتل متعمد، بحق الاسرى المرضى نتيجة عدم تقديم العلاجات الطبية اللازمة لهم، وعدم اجراء الفحوصات الدورية للمعتقلين.
ودعا قراقع الى تحرك دولي وقانوني لوضع حد لجرائم الاحتلال الطبية المنظمة في سجون الاحتلال التي تم تحويلها الى امكنة للموت.
ويقبع في مستشفى الرملة الاسرائيلي عدد من الاسرى المرضى من الحالات الصعبة وهم: احمد ابو مطاوع خالد الشاويش، قتيبة الشاويش، مؤمن شماسنة، منصور موقدة، امجد السايح، امير اسعد، اشرف ابو الهوى، يوسف نواجعة، جلال شراونة، معتصم رداد، بسام السايح، حسن القاضي، ممدوح عمرو، خليل شوامرة، سعد جبر، بهاء عودة، محمود ومحمد البلبول، وقدمت هيئة الاسرى طلبا بالافراح المبكر عنه لاسباب صحية الى اللجنة الطبية الاسرائيلية نظرا لتدهور حالته المتسارعة.
الاحتلال يمنع ادخال الملابس الشتوية
قال مدير مركز احرار لدراسات الاسرى فؤاد الخفش، ان الاحتلال يتعمد منع ادخال الملابس والاغطية الشتوية للاسرى كل عام لكسر أرواحهم المعنوية داخل اجسادهم. ويتعمد التنغيص على الاسرى لاشغالهم في امورهم المعيشية عن القضية الاساسية.
وكانت سلطات الاحتلال رفضت ادخال ملابس شتوية للاسرى والاسيرات في سجون الجلمة ومجدو والنقب، بذريعة الاجراءات الامنية.
واوضح ان الاحتلال يسمح بادخال مستلزمات الاسرى فقط مرتين كل عام، منوهاً الى ان الاحتياجات التي تدخل لا تفي حاجة الاسرى المطلوبة. واعتبر، ان الاحتلال يتعمد استخدام الممارسات القمعية والعقاب الجماعي بحق الاسرى، بسبب احتجاجاتهم المتواصلة ضد الادارة. ولفت، الى ان سجن مجدو هو عبارى عن مركز توقيف لسجون الشمال واكبر معتقل حاليا، ويعاني فيه الاسرى من نقص كامل في الاحتياجات.
معاناة القاصرين في "مجدو"
قالت هيئة شؤون الاسرى والمحررين ان القاصرين في قسم (4) في سجن "مجدو"، والبالغ عددهم 54 قاصرا، يعانون البرد، ومشاق البوسطة، والمعاملة السيئة.
ونقلت محامية الهيئة هبة مصالحة، رسالة ممثل الاسرى القاصرين في القسم بشار الخطيب، مفادها بأن القاصرين يعانون اشد المعاناة خلال نقلهم في سيارة "البوسطة"، من السجن للمحكمة وبالعكس، حيث يستغرق سفر اسرى القدس والجنوب من والى المحكمة 3 ايام، اذ يخرجون من ساعات الفجر، ويقضون ليلة في "معبار" الرملة، وفي اليوم التالي يسافرون الى المحكمة، وفي العودة ينقلون مجددا الى "المعبار"، ويقضون ليلتهم الثانية هناك، وفي اليوم الثالث يعودون للسجن، ويصلون في ساعات الليل المتأخرة.
وقالت الخطيب، "إن هناك وضعا مأساويا في "معبار" الرملة، حيث الغرف قذرة جدا، وذات روائح كريهة، وغير مناسبة للنوم فيها، بالاضافة الى انها غرف ضيقة جدا، ومتسخة ومليئة بالحشرات، والبقاء ليلة واحدة فيها، هو اشد ما يكون من "أنواع العذاب".
وجاء في رسالتهم: ان السفر الطويل في البوسطة متعب جدا، والجلوس لساعات طويلة على كرسي من الحديد داخل قفص صغير، والاسير مقيد اليدين والقدمين. وفي اجواء حارة في الصيف، او البرد القارس في الشتاء، ودون طعام ولا ماء، ومع الشتائم من قبل قوات "النحشون" المشرفة على نقل الاسرى، والمضايقات المستمرة بحقهم، بما لا يستطيع تحمله أي انسان، فكيف الامر لاطفال صغار بأعمار 13، 14، و15 عاماً.
جرائم بحق اسرى
في عيادة الرملة
صرحت أمينة الطويل، الناطقة باسم مركز الاسرى للدراسات، ان سلطات الاحتلال ترتكب جرائم بحق الاسرى القابعين في ما يسمى بعيادة سجن الرملة. وان الاسرى يرفضون اطلاق مسمى مستشفى على عيادة سجن الرملة التي تعتبر مسلخا سافكا لدماء وارواح الاسرى، مشيرة الى انها تتكون من ثلاث غرف ضيقة لا يوجد فيها حمام أو اية مرافق تلائم الاسرى وحاجاتهم. واوضحت ان 23 اسيرا مريضا يقبعون داخل العيادة غالبيتهم لديهم اعاقات بالحركة جزئية او كلية، وسرطانات مركبة، اضافة الى ان بعضهم يعاني من ضمور في العضلات وبعضهم يعانون من امراض لم تعرف حتى الآن.
واشارت الى ان سلطات الاحتلال تقوم بنقل حالات جديدة من المصابين باصابات خطيرة دون مرافق معهم من الاسرى، لافتة الى سياسة الاهمال الطبي القائمة بحق الاسرى ومنع لجان طبية خارجية من دخول العيادة لمعرفة اوضاع هؤلاء المرضى. وبأن بعض الاسرى يتعرضون للتهديد بالقتل خاصة ممن شاركوا باحداث انتفاضة القدس، وغالبيتهم يتم الاستهزاء بهم باعطائهم فقط المسكنات.
واعتبرت الطويل ان سلطات الاحتلال تستخدم سياسات عقابية بحق الاسرى نتيجة عدم وجود رادع لها.
الجذير بالذكر ان اخطر حالة مرضية قابعة في العيادة هي الاسير بسام السايح الذي يعاني من سرطان في العظام والدم والتهاب رئوي حاد، علاوة على عدم قدرته على الحركة.
صورة مصغرة عن معاناة متواصلة
ما تم ذكره هو صورة مصغرة عما يعانيه اسرانا، فهناك ايضا انواع اخرى من المعاناة يعرفها الداني والقاصي.
ولكن السؤال: ماذا نعمل حقا لدعم قضية الاسرى؟ لا شيء سوى اصدار بيانات وتقارير.. وتضامن، وهذا لا يكفي، اذ ان قضية الاسرى تحتاج الى عمل كبير ومستمر ودائم!