* على الجهات المسؤولية الوقوف عند مسؤولياتها تجاه شعبنا
* حاولنا تقريب وجهات النظر ونقف على مسافة واحدة من جميع الفرقاء
* نسعى لتشكيل لوبي دولي لكسب التأييد لقضيتنا على المستوى الدولي
* مرشحا الرئاسة الأمريكية يتسابقان لخدمة إسرائيل
غزة- خاص بـ"البيادر السياسي":ـ حاوره/ محمد المدهون
يواصل الاحتلال الإسرائيلي حصاره على قطاع غزة بالرغم من الأحاديث الكثيرة عن تسهيلات ليس لها وجود على أرض الواقع، مما يزيد من معاناة المواطنين، ويفاقم من الكوارث التي يعانون منها، في ظل انقسام مرير يكاد يقضي على الأخضر واليابس، وحالة من اللا مبالاة تسود المواطنين الذين ينشغلون في همومهم اليومية ومعاناتهم المتزايدة.. واحتلال يتربص بشعبنا ويلوح بحرب بين الحين والآخر قد تدمر ما لم تدمره الحروب السابقة.. "البيادر السياسي" استضافت الدكتور ياسر الوادية عضو الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة، وأجرت معه الحوار التالي الذي تناول آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية.
أوضاع معقدة
غزة لا تزال تعاني الحصار، وضيق الحال، وبطء شديد في إعادة الإعمار، وتلويحات إسرائيلية بحروب جديدة بين الفينة والأخرى.. ما هي قراءتكم لمجمل الأوضاع في قطاع غزة؟
- قيادة تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة في قطاع غزة تؤكد أن الأوضاع المعقدة في القطاع تزداد سوءاً يوماً بعد يوم بسبب استمرار الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس، والمواطن في كل محافظات قطاع غزة تأثر سلباً بسبب الانقسام في كل نواحي الحياة الخدماتية من الصحة والكهرباء والمعابر والحصار والتعليم....إلخ، وهذا ينذر بكارثة كبيرة في حال استمرار الوضع على حاله، خاصة مع تفشي الفقر المدقع نتيجة استمرار البطالة وارتفاع معدلاتها، وتدني الوضع الاقتصادي، وازدياد معاناة المواطنين في شتى مجالات الحياة، وهذا يتطلب من الجهات المسؤولة الوقوف عند مسؤولياتها بأمانة، والكف عن المناكفات السياسية، والعمل الجاد من أجل إنهاء معاناة شعبنا التي تتفاقم يوماً بعد يوم نتيجة هذا الانقسام المرير، والذي استغله الاحتلال بشكل بشع، وأحكم قبضته على شعبنا وأرضنا، ومارس عدوانه على شعبنا.. أما على صعيد التلويح بحرب جديدة على القطاع، فلا أعتقد أنها في الوقت القريب، رغم أننا لا نستبعد شيئاً على الاحتلال.
الانقسام
• بالرغم من الجهود الكبيرة التي بذلت من أجل إنهاء الانقسام إلا أن الوضع على حاله.. بماذا تعزون استمرار الانقسام طوال هذه السنين؟ ومن المستفيد؟
-نحن في قيادة تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة في قطاع غزة والضفة الغربية والشتات نحمل المسؤولية الكاملة لاستمرار الانقسام الفلسطيني لكل من حركتي فتح وحماس منذ 2007، والخاسر الأكبر هو الشعب الفلسطيني، وإسرائيل مستفيدة من استمرار الانقسام الفلسطيني.. نحن في حالة تواصل دائم مع كافة أصحاب القرار الفلسطيني، ونقف على نفس المسافة من الجميع لأننا ننادي دائماً بضرورة توحيد القرار الفلسطيني في السلم والحرب، ولا يهمنا سوى رفع المعاناة عن الفلسطينيين، خصوصاً في قطاع غزة لتحقيق المصالحة وإنهاء الاحتلال، وتطوير منظمة التحرير كحاضنة للكل الفلسطيني، ودائماً ما نؤكد على دعمنا لمسيرة الوحدة الوطنية وإنهاء المصالحة.
المصالحة مجمدة..!
* أنتم في تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة كان لكم نشاط بارز ولقاءات متعددة مع كل الأطراف لوأد هذا الانقسام.. هل هناك اتصالات جديدة من أجل استئناف عملية المصالحة؟
-للأسف الشديد المصالحة مجمدة بين حركتي فتح وحماس، ولا يوجد أي جديد حتى اللحظة.. حاولنا مراراً تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف، وعقدنا لقاءات عديدة مع الكل الفلسطيني في مقر قيادة تجمع الشخصيات المستقلة، واستضفنا قيادات فتح وحماس، واستمعنا لهم، وضغطنا باتجاه وأد صفحة الانقسام المظلمة، وتوحيد الصف الفلسطيني، ونادينا دوماً من أجل ترتيب البيت الفلسطيني، من أجل التفرغ والانطلاق لمعركتنا الحقيقية نحو التحرير من الاحتلال، وسنواصل جهودنا حتى يتحقق حلم شعبنا بالوحدة وإنها الانقسام، وصولاً إلى تحرير أرضنا، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس.
إرادة حقيقية
* نسمع عن لقاءات ستعقد قريباً في الدوحة وحماس تنفي.. هل لديكم معلومات حول هذا الموضوع؟
- لم يتم تحديد موعد لاجتماعات الدوحة حتى الآن.. نأمل أن تكون هناك جهود حقيقية تتكلل بالنجاح، ولكن يجب أولاً أن تتوفر إرادة حقيقية لدى طرفي الانقسام بإنهاء هذا الانقسام.
خدمة إسرائيل
* على الصعيد السياسي.. يتسابق كل من ترامب وكلينتون لإبداء الولاء لإسرائيل ويطلقان التعهدات بحمايتها ودعهما.. ما الرسالة التي ممكن أن نفهمهما نحن كفلسطينيين من ذلك؟
- الرسالة أن من يقدم الدعم لإسرائيل أكثر سيكون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، لأن القيادة الفلسطينية لا تبذل جهوداً علي الساحة الدولية وفي أمريكا تحديداً.. يجب ألا نعول كثيراً على أي من مرشحي الرئاسة الأمريكية، فهما لن يفعلا أي شي من أجل القضية الفلسطينية أو إنهاء الاحتلال، الكل يتسابق من أجل خدمة إسرائيل.. لذلك رهاننا يجب أن يبقي على أنفسنا وعلى وحدتنا.
تحالف عربي
* هل من جهود تبذلونها على الصعيد الدولي لكسب التأييد والدعم للقضية الفلسطينية؟
- قيادة تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة في فلسطين والشتات تعمل على استكمال الطرق الدبلوماسية والدولية لنيل حقوق الفلسطينيين وإنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان. وجاءت الجهود المبذولة حالياً تواصلاً للاختراق الدبلوماسي الذي تبذله الشخصيات المستقلة في قارات العالم لكسب التأييد الدولي، ومواجهة ممارسات إسرائيل في كل المحافل.. إن الزخم العربي والدولي يعبر عن رؤية سياسية، فنحن نبحث دائماً دعم في الأمم المتحدة ودول عدم الانحياز أو المؤتمرات والقمم الدولية لتشكيل تحالف عربي مع التركيز على الدور المصري والأردني لتوحيد كافة الجهود العربية نحو حماية التوجه الفلسطيني، وهذا يصنع تحالفاً يفيد القضية الفلسطينية، ويجعل الأشقاء العرب مدافعين عن فلسطين، وكان لافتاً للنظر ثقة الكثير في أهمية الدور الدولي، وخصوصاً تأكيده على الدور الفرنسي من خلال مؤتمر السلام دون أي شروط، لأننا دائماً ما نؤكد على احترام القوانين الدولية، وضرورة حل القضية الفلسطينية وفق القرارات الأممية السابقة.
لوبي دولي
* هناك حديث عن تشكيل لوبي دولي داعم لشعبنا.. هل لك أن تضعنا في صورة هذا الموضع؟
- الجهود التي تبذلها قيادة تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة تأتي ضمن لقاءاتنا المكثفة لتشكيل لوبي دولي، وخصوصاً أن الانقسام الفلسطيني أشغلنا عن مواجهة المخاطر في تلك المحافل، وهو ما يتطلب توحيد جهود جميع المؤسسات الدولية والمنظمات والجاليات والسفارات لرفع المعاناة عن الفلسطينيين. نحن دائماً نعتبر أنفسنا في حالة حراك عربي ودولي دائم لتحقيق المصالحة من خلال تواجد ممثلين لتجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة في كل أنحاء العالم، بالإضافة إلى تحفيز المؤسسات الدولية والحكومة الأمريكية لتقديم كل ما يلزم لدعم القطاعات المدنية والتجارية والزراعية والصناعية والتعليمية والصحية في الوطن، والوقوف أمام ما يسوقه الإسرائيليون من أن الأموال لا تذهب في طريقها الصحيح وضرورة استمرار الحصار على قطاع غزة، وهو ما نرفضه لأن قطاع غزة يدفع ثمناً كبيراً من قوت يومه بسبب الإجراءات الإسرائيلية المعقدة، ووقوع أكثر من نصف سكان القطاع تحت خط الفقر، وانتشار البطالة ونقص الغذاء والدواء.