25 صحفياً في سجون الاحتلال
ظروف سيئة، وغرامات على اطفال وعشرات الاسيرات
خلال شهر واحد الاحتلال يعتقل 516 فلسطينيا
"الى جماهير شعبنا البطل.. الى كل الاحرار
اتقدم لكم بوافر الشكر والتقدير على كل ما قدمتموه من تضحيات من اجل فلسطين، وقضاياها التي تاهت في أروقة السياسة، وعلى رفوف التأجيل، واخص بالذكر ملف الاسرى الذي اهمل وتاه هنا وهناك، واليوم يعود هذا الملف الى الطاولة الوطنية بجهودكم ونصرتكم وحراككم في الوطن والشتات، فالاسرى مناضلو الامس وقادة الغد، لا بد أن ننتصر لهم، واذكركم بان هناك ما زال في الاسر من يخوضون معركة ضروس مع هذا المحتل، الذي لا يفهم الا لغة التحدي، وانتم اهله، واذكركم بالاخوين البلبول ومالك القاضي، ونبارك لعياد الهريمي على انتصاره الذي لا يقل اهمية عن انتصاري، وانتصار الآخرين، راجيا منكم ان تقفوا مع اهلهم في معركتهم هذه، حتى ينتصر الجوع على ترسانة المحتل، باذن الله.
ولا ننسى الاسرى المرضى الذين يعانون من الاهمال الطبي المتعمد والاسرى الاداريين، واسرى الصفقات الذي حول الاحتلال اسرهم الى اعدامات، ولا أنسى الذين ما زالوا رافضي الركوع في زنازين العزل الانفرادي، وحرمانهم الزيارات، وتقليص الخدمات الذين ما زالوا مضربين نصرة للاسرى، هؤلاء الذين سطروا أسمى ملاحم التاريخ، واطهرها من اشبال وفتيات وقادة وشيوخ، وعلى رأسهم أميننا العام الرفيق احمد سعدات، وقادة منظمة فرع السجون الذي يريد الاحتلال تفكيكهم، وتذويب انتصارهم، ولكنهم كل لحظة ينتصرون.
وحتماً سينتصرون..
أخوكم الاسير بلال كايد
من سجن مستشفى الرملة"
هذا هو النص الكامل لرسالة الاسير المناضل بلال كايد التي وجهها الى شعبنا الفلسطيني بعد ايام فقط من وقف اضرابه عن الطعام، وبعد أن حقق مطالبه بالافراج عنه، وعدم تمديد اعتقاله الاداري الذي ينتهي بعد ثلاثة شهور.
هذه الرسالة تعطي صورة عن المعاناة في السجون الاسرائيلية، وبضرورة تكاتف الجهود لنصرة الاسرى المضربين عن الطعام، والذين يقاومون قرارات الاحتلال الجائرة بحقهم من خلال الامعاء الخاوية، وهي ابلغ رسالة يمكن ايصالها للقارىء والمسؤول، والاهل، وكل أبناء الشعب الفلسطيني، وكل المؤسسات التي تعنى بشؤون الاسرى. اذ ان ما جاء في هذه الرسالة هو ملخص للحالات العديدة التي يعيشها اسرانا في ظروف احتلالية قمعية. وهي تؤكد عدم التوقف عن مساندة الاسرى وضرورة استمرار الوقوف الى جانبهم، ويجب ان تتواصل الحملات التضامنية مع جميع الاسرى من دون استثناء، وخاصة المضربين عن الطعام لاكثر من 50 يوماً وهما محمد البلبول ومالك القاضي اللذين تدهورت صحتهما، وتم نقلهما الى مركز "ولفنسون" الطبي في تل ابيب لتلقي العلاج، والاثنان في حالة قلقة وخطيرة جدا.
ويذكر ان بلال كايد خاض اضرابا مفتوحا ومريرا عن الطعام احتجاجا على اعتقاله اداريا، واستمر الاضراب اكثر من ستين يوما. وقد اضطرت ادارة السجون الى الاتفاق معه على الافراج عنه بعد ثلاثة شهور، مقابل ايقاف اضرابه عن الطعام. وهذا الاتفاق اعتبر بمثابة انتصارا له، وكان اسرى آخرون قد خاضوا هذه المعركة ضد السجان الاسرائيلي، وتم اطلاق سراحهم، ولكن سلطات الاحتلال عاودت اعتقالهم تحت ذرائع وحجج اخرى.
وهناك عدد كبير من الاسرى يخوضون الاضراب المفتوح عن الطعام مطالبين باطلاق سراحهم، وخاصة اولئك المعتقلين اداريا لعدم ثبوت أي ادانة لهم، ولا وجود أي ادلة ضدهم سوى "الملف السري" الذي هو سيف مسلط على المعتقلين الذين يثبتون براءتهم. فيخرج هذا الملف السري من الجارور، ويتواصل الاعتقال لان هذا الملف لا يراه احد سوى القاضي الذي يصدق رجال الامن، ويصدر اوامره، على ضوئه!
في سجن عوفر
فرض غرامات على عشرات الاطفال
فرضت سلطات الاحتلال الاسرائيلي، وخلال شهر تموز 2016، غرامات مالية باهظة على 34 طفلا قاصرا يقبعون في سجن "عوفر" وصل مجموعها الى 33 الف شاقل. وترافقت هذه الغرامات مع احكام صدرت ضد 14 من الاسرى القاصرين تراوحت بين شهر وسبعة عشر سهرا سجنا فعليا. وعدد القاصرين الجدد الذين ادخلوا الى قسم الاشبال في هذا السجن "عوفر" خلال نفس الشهر (تموز 2016) وصل الى 34 شبلا دون سن 18 عاما، ومن بينهم 10 اطفال دون سن الـ 16 عاما. و24 شبلا من بين هؤلاء تم اعتقالهم من منازلهم، واثنان من الطريق، وثلاثة على الحواجز العسكرية، واربعة بعد استدعائهم لمراكز التحقيق.
وخلال شهر تموز 2016 تم تحويل ثلاثة قاصرين للاعتقال الاداري وهم: لؤي نيروخ، احمد عبد الله نمر، وقصي معلا.
في سجن الشارون
41 اسيرة بينهن 12 دون 18 عاما
استنادا لهيئة شؤون الاسرى والمحررين، فان هناك 41 اسيرة تقبع حاليا في سجن "الشارون" بينهن 12 قاصرة تقل اعمارهن عن 18 عاما.
وذكرت الهيئة ان الاوضاع الحياتية والمعيشية والصحية في السجن لا زالت تسوء بفعل السياسات الاسرائيلية الانتقامية الممنهجة، وان الاسيرات المتواجدات في هذا السجن هن: لينا الجربوني، بنان مفارجة، ياسمين زرو تميمي، ياسمين شعبان، هدية عرينات، نتالي شوخة، تسنيم حلبي، سندس عبيد، جميلة جابر، منار شويكي، ساجدة حسن، مرح بكير، نورهان عواد، ملك سليمان، لما البكري، استبرق نور، نيفين علقم، هنادي راشد، فلسطين نجم، انسام شواهنة، مريم صوافطة، اعتدال برقان، عبير التميمي، علياء عباسي، اسراء جعابيص، مارسيل سلايمة، لارا طرايرة، خديجة فقيه، عبلة العدم، شروق دويات، امل احمد، دنيا واكد، عائشة جمهور، صفاء فرعون، مارلين حريزات، شيرين عيساوي، سماح دويك، ايمان كنجو، شاتيلا عواد، هنية ناصر، سلسبيل شلالدة.
طالبت الهيئة الكل الفلسطيني بالتوحد خلف كل قضايا الاسرى والاسيرات، خصوصا في ظل الهجمات المتزايدة في الفترة الاخيرة عليهم في كافة السجون، وان المرحلة المقبلة بحاجة الى مزيد من الجهد لدعم وتعزيز صمود الاسرى، وافشال الهجمة ومخططات الشاباك والحكومة في قتل الاسرى وتفريغهم من محتواهم.
مئات المعتقلين خلال شهر آب المنصرم
كشفت مؤسسات تعنى بشؤون الاسرى ان قوات الاحتلال اعتقلت خلال شهر اب الماضي، 516 مواطنا من محافظات الضفة وغزة، بينهم 73 طفلا، وعشر أسيرات بينهن فتاتان قاصرتان.
ووثقت المؤسسات 143 حالة اعتقال في مدينة القدس، تليها محافظة الخليل بـ 100 حالة، وبيت لحم 57، وجنين 51، ومحافظة رام الله والبيرة 37، ونابلس 35، ومحافظة طولكرم 34، وقلقيلية 18، علاوة على تسعة من طوباس، وخمسة من اريحا، واربعة من سلفيت.
ووصل عدد الاسرى في سجون الاحتلال الى 7000، بينهم 56 اسيرة، منهن 13 فتاة قاصر، بينما وصل عدد الاطفال الى نحو 340، في سجني مجدو وعوفر، فيما صدر 159 امر اعتقال اداري بينها 52 امرا جديدا.
وتفيد تقارير تلك المؤسسات ان سياسة ملاحقة الفلسطينيين واعتقالهم على خلفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديدا منشورات "الفيس بوك"، تتزايد باستمرار، لا سيما في القدس، وباستهداف فئتي الاطفال والشباب، حيث وصلت عدد حالات الاعتقال على هذه الخلفية الى اكثر من 200 حالة.
وقالت التقارير: قبل عدة اشهر، اقتحمت القوات الخاصة الاسرائيلية منزل الطفلة تمارا ابو لبن في القدس المحتلة، التي تبلغ من العمر (15 عاما) واعتقلتها، واوقفت والدها على ذمة التحقيق واحيل للمحاكمة، واستمر اعتقال ابو لبن لخمسة ايام، ثم احيلت للحبس المنزلي وغرمت بمبلغ اربعة الاف دولار، وصدر بحقها قرار بالحرمان من استخدام الانترنت مدى الحياة، وذلك على خلفية منشور دونته وكتبت فيه كلمة "سامحوني".
25 زميلا صحفيا في سجون الاحتلال
تعتقل سلطات الاحتلال الاسرائيلي، في سجونها 25 صحفيا بذرائع مختلفة، بينهم سبعة قيد الاعتقال الاداري.
واوضح نادي الاسير الفلسطيني ان الاحتلال يعتقل صحفيين اداريا بادعاء "الملف السري"، ولا يقدم لهم لوائح اتهام ولا يخضعهم للمحاكمة، ومنهم الاسير مالك القاضي، طالب الاعلام في جامعة القدس، والمضرب عن الطعام احتجاجا على اعتقاله الاداري لليوم (49) على التوالي، وهو محتجز في مستشفى "ولفسون" الاسرائيلي بحالة خطيرة.
اضافة الى الاسير الصحفي نضال ابو عكر، والذي اعاد الاحتلال اعتقاله اداريا في التاسع من اب الماضي. علما انه كان قد امضى (13) عاما في سجون الاحتلال، بينها تسعة اعوام ادارية، خاض فيها اضرابات فردية عن الطعام.
كما ويعتقل الاحتلال اداريا الاسرى: حسن الصفدي، ومحمد حسن قدومي، وعمر نزال، وعلي العويوي واديب الاطرش، ويمدد اوامر الاعتقال الادارية الصادرة بحقهم تعسفيا.
واشار نادي الاسير الى ان الاحتلال يعتقل ايضا (18) صحفيا بين محكومين وموقوفين، واقدمهم الاسير محمود موسى عيسى والمحكوم بالسجن المؤبد، والذي مضى على اعتقاله (22) عاما.
المطلوب مواكبة قضايا أسرانا باستمرار
تساؤل يُطرح باستمرار: ما هو المطلوب جماهيريا ورسميا ودوليا؟ والجواب واضح وهو ضرورة مواكبة احداث السجون ومعاناة أسرانا فيها باستمرار، والا تكون الحملات التضامنية موسمية. المطلوب ان يتم الضغط على الاحتلال لاطلاق سراح اسرانا، وبضرورة احترام القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية بخصوص الاسرى، وبضرورة الغاء الاعتقال الاداري الذي يستخدم للنيل من المناضلين.
ومن المهم جدا ان تكون المسافة بين السلطة والشعب من جهة وبين كل اسير واحدة، فكل الاسرى مناضلون ويجب عدم اهمال أي منهم.. فالاسير هو مناضل من اجل الوطن، وليس من اجل فصيل او اشخاص، لذلك يجب ان يكون التضامن مع الجميع من دون استثناء. ويجب ان تكون قضية الاسرى هي قضية رئيسية لا ننساها او نتغاضى عنها ولو للحظة واحدة.