البيان الختامي نسخة عن بيانات القمم السابقة
ولكن بصيغة أكثر ضعفاً...
عُقدت القمة العربية رقم 27 في سلسلة القمم العربية التي نظمت منذ تأسيس الجامعة العربية قبل 72 عاماً، أي منذ عام 1945، وذلك في العاصمة الموريتانية نواكشوط يوم الاثنين الموافق 27/6/2016 بحضور ستة قادة عرب فقط، وغياب القادة الرئيسيين، واستمرت القمة لمدة 5 ساعات على الاكثر. واعلن الامين العام الجديد للجامعة العربية احمد أبو الغيط ان هذه القمة هي "قمة الامل"، ولكن النتائج اكدت انها قمة "قمة الفشل" العربي، وقمة الضعف والتخاذل العربيين اللذين تعيشهما الامة العربية منذ اكثر من خمس سنوات. والاثبات على انها قمة الفشل من خلال الامور التالية التي تمت واتخذت قبل وخلال وبعد عقد هذه القمة.
· تأخرت القمة عن عقدها حوالي ثلاثة شهور، لان المغرب رفض استضافتها لانه لم يرغب في احتضان قمة فاشلة، وفي ظل ظروف عربية صعبة، وانقسام كبير. ولم يرد المغرب الدخول في الانقسامات الواقعة، واراد ان ينأى بنفسه عن كل التعقيدات والمشاكل العربية. وتم اختيار موريتانيا لاستضافة القمة حسب الاحرف الابجدية للدول المستضيفة للقمم العربية.
· بذلت موريتانيا جهودا كبيرة، واستطاعت خلال ثلاثة شهور الاعداد الجيد لهذه القمة رغم الوضع الاقتصادي السيء، ورغم ما تعانيه من عجز مالي وظروف صعبة. وهذا الضعف ادى الى تدخل كل الدول العربية في صياغة البيان الختامي للقمة، مما جعل هذا البيان خليطا من المواقف المتناقضة، لان البيان كان يهدف الى ارضاء الجميع!
· وجه القادة العرب أو ممثلوهم "اهانة غير مباشرة" الى القيادة الموريتانية، وذلك من خلال رفض الاقامة في فنادق نواكشوط بحجة انها غير مناسبة لمكانتهم، فاقاموا في فنادق الرباط، وتوجهوا صباح الاثنين الى نواكشوط، وشاركوا في القمة، وتناولوا طعام الغذاء، ومن ثم عادوا الى اوطانهم عبر الرباط أيضاً. وقد أكد صحفيون أجانب ان فنادق موريتانيا نظيفة، جيدة، وخدماتها محترمة، ولكن يبدو ان القادة العرب خافوا على امنهم الشخصي لان الشعب الموريتاني وطني، وقد يقابلهم بالسخرية لمواقفهم الاستسالمية!
· طلب العراق اضافة صيغة تنتقد احتلال الجيش التركي لاراضٍ عراقية في شمال العراق، فرفضت العديد من الدول وضع هذه الصيغة وشطبت.
· طلبت عدة دول وضع صيغة تعتبر "حزب الله" منظمة ارهابية، لكن دولاً عديدة رفضت ذلك، وهددت بعدم حضور القمة وفي المقدمة لبنان.
· حضر القمة رئيس دولة تشاد، ادريس ديبي، بصفته رئيس الاتحاد الافريقي، وهو الذي اتصل برئيس اسرائيل بنيامين نتنياهو خلال زيارته لدول حوض النيل ولقائه مع سبعة افارقة، ووعده باقامة علاقات مع اسرائيل في اقرب وقت ممكن، وكذلك دعم الطلب الاسرائيلي بالحصول على عضوية مراقب في الاتحاد الافريقي.
· هذه القمة لم تتناول الامتداد الاسرائيلي في افريقيا، ولم تتخذ أي قرار لمواجهة ذلك، لان هناك دولا عربية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل، ولكنها على اتصال وتعاون وتنسيق معها منذ سنوات، وخاصة في منطقة الخليج العربي.
· حسب مراجعة للبيان الختامي، فان كل البنود والقضايا التي طرحت ونوقشت (طبعاً بسرعة البرق)، لم تكن جديدة عن القمم السابقة اذ قيل ان 13 قضية تم بحثها هي نفسها التي بحثت في القمم السابقة، مع نفس الموقف.
· لم يكن هناك قرار جدي واحد من اجل معالجة الضعف العربي، بل ان البيان الختامي كرس الضعف والانقسام.
· لم يتضمن بيان القمة أي قرار فعلي وجدي لدعم القضية الفلسطينية، بل كانت هناك ادانات للممارسات الاسرائيلية، ومناشدات لوقف هذه الاجراءات.
وجاء البيان داعما للمبادرة الفرنسية والمبادرة العربية، وهناك فرق بين المبادرتين حسب التقييم الفلسطيني، فالمبادرة الفرنسية تهدف الى عقد مؤتمر دولي لانهاء الاحتلال او تحديد سقف زمني لذلك، أي بمعنى آخر تهدف الى تدويل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي، وهذا ما ترفضه اسرائيل، في حين أن احياء المبادرة العربية يعني بذل مساع اقليمية عربية لحلها.. وهناك توجه عربي بقيادة بعض دول الخليج الى الجلوس على طاولة المفاوضات مع اسرائيل من اجل بحث كيفية تطبيق هذه المبادرة، علما ان اسرائيل تصر على التطبيع قبل أي التزام آخر ولن تلتزم بالانسحاب من الاراضي الفلسطينية المحتلة.
وهذا البيان يمكن تفسيره بعدم تأييد العرب للجانب الفلسطيني في التوجه الى مجلس الامن، لانهم يدعمون مبادرتين، ولا يدعمون التوجه الى مجلس الامن.
انطلاقاً مما قد ذكر سابقا، فان هذه القمة لم تختلف عن القمم العربية السابقة التي كانت فاشلة اذ ان القادة العرب هم انفسهم الذين يلتقون لا يلتزمون بأي قرار من قراراتهم. والنكتة الكبيرة انهم ناشدوا بضرورة الالتزام بدعم "صندوق القدس"، هذا الصندوق الذي هو شماعة ودعاية اعلامية ليس اكثر من ذلك. فالقادة العرب الذين شاركوا في المقمة يحتاجون الى حل مشاكلهم الداخلية قبل أي شيء آخر.
وهنا ملاحظة لا بدّ من ذكرها ان احد الاعضاء المؤسسين للجامعة وهي سورية خارجة عن الجامعة بسبب قرار جائر بتعليق عضويتها.. وهذا التعليق جاء دعما من دول "عربية" تدعم الارهاب في سورية، ولا تريد الا الدمار لوطننا العربي من خلال دعم خطط تقسيمه وتفتيه.. ونار الارهاب لا بدّ انها ستمتد الى دول هؤلاء "القادة" العرب اسما، واعداء الامة العربية فعلاً!