* فتح تخوض الانتخابات لإعادة الحياة المفقودة إلى شعبنا من خلال التعمير والبناء والتطوير
* نسلم بالديمقراطية والنزاهة والشفافية ونحترم إرادة الشعب
* نؤمن بأن الوطن يتسع للجميع ولا نؤمن بفكرة إنكار الأخر
القاهرة- خاص بـ"البيادر السياسي":ـ حاوره من غزة/ محمد المدهون
تتجري الاستعدادات لإجراء الانتخابات المحلية في محافظات الوطن الشمالية والجنوبية في شهر أكتوبر/ تشرين أول القادم، حيث تشتد المنافسة بين الفصيلين الكبيرين "فتح" و"حماس" في هذه الانتخابات، والتي تعتبر عودة للعملية الديمقراطية بعد تعطيل طويل. ويأمل من خلالها البعض أن تكون بداية الطريق لاستكمال مسيرة الديمقراطية وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية.. حركة فتح تعول على هذه الانتخابات الكثير كما باقي الفصائل، فما هي استعدادات الحركة لخوض هذه الانتخابات؟ وكيف تم اختيار مرشحي الحركة؟ وهل قادتها واثقون بالفوز؟ .. "البيادر السياسي" استضافت القيادي الفتحاوي الدكتور جهاد الحرازين أستاذ القانون العام والنظم السياسية، وأجرت معه الحوار التالي.
حكم رشيد
* تجري الاستعدادات لإجراء الانتخابات البلدية في محافظات الوطن.. ما مدى استعداد حركة فتح لخوض هذه الانتخابات؟
- حركة فتح فصيل وطني سياسي استطاع أن يحمل على كاهله آمال وآلام المواطن الفلسطيني ليسجل أروع صفحات النضال والتضحية والبطولة في تاريخ النضال الفلسطيني، فهي الحركة صاحبة الحلم، وصانعة المستقبل، تحوز على رضى الشارع الفلسطيني باعتبارها القادرة على تحقيق طموحات هذا الشعب، وكبقية الانتخابات الأخرى، فإن حركة فتح تقدم على هذه الانتخابات لتجسد حالة المفهوم الديمقراطي الحقيقي الذي يدعو لأن يكون هناك حكم رشيد يؤدي إلى مواكبة احتياجات الوطن والمواطن، وخاصة أن الواقع الفلسطيني المدمر نتيجة سياسات الاحتلال العنصرية والتدميرية المتواصلة، وسوء إدارة البعض الذي جلب دماراً هائلاً على قطاع غزة، مما خلق معاناة كبيرة تطلبت أن يكون هناك دور لحركة فتح التي دائماً وأبداً وعلى مر التاريخ كانت المنقذ لشعبنا الفلسطيني، والقادرة على تخفيف معاناته، وتضميد جراحه، والرقي به إلى مصاف الشعوب المتقدمة والراقية. لذلك حركة فتح تكمل استعداداتها الكاملة لخوض هذه الانتخابات لإعادة الحياة المفقودة إلى شعبنا الفلسطيني من خلال التعمير والبناء والتطوير وتخفيف المعاناة.
قائمة فتح
* جرى الحديث عن قائمة فتحاوية واحدة لخوض هذه الانتخابات.. كيف يتم اختيار قائمة فتح ؟ وما هي المعايير التي اتبعتها الحركة في ذلك؟
- حيث أن حركة فتح ستخوض هذه الانتخابات بقائمة واحدة يكون شغلها الشاغل تقديم الخدمات للمواطن، فقد اعتمدت الحركة في اختيار لهذه القائمة على مجموعة من الكفاءات المهنية والعلمية القادرة على إدارة شؤون المحليات، وتحقيق تقدم ملموس للوصول إلى مرحلة الحكم المحلي الرشيد الذي يوازن بين مصلحة الوطن والمواطن، ويحقق حالة من الاكتفاء في تقديم الخدمات، بما يسهل من تخفيف الأعباء على كاهل المواطنين، وهذا الأمر لن يكون لحركة فتح بمفردها، بل يجب أن يكون هناك تعاون كامل ما بين القائمة وأبناء الشعب الفلسطيني حتى يتم الوصول إلى تقديم أفضل الخدمات المطلوبة للمواطن .
نحترم إرادة الشعب
في ظل وجود منافس قوي كحركة حماس.. هل أنتم واثقون بالفوز في هذه الانتخابات؟
- نحن نسلم بالديمقراطية وبالشفافية والنزاهة وأياً كان من سيأتي عبر صندوق الانتخاب، نحن نحترم إرادة الشعب الفلسطيني وتطلعاته، لذلك ندرك بأن شعبنا الفلسطيني كان لديه من التجربة ما يستطيع من خلالها الحكم على القائمة الأكثر قدرة على الإيفاء بمتطلباته، وأعتقد بأن المعاناة التي عاشها شعبنا الفلسطيني منحته القدرة على التمييز ما بين ما هو الأفضل لقيادته، سواء على صعيد المحليات أو الصعيد العام، فهذا الأمر يعود للشعب الفلسطيني .
الوطن للجميع
* هل تفاجأتم بموافقة حركة حماس على الدخول في انتخابات؟
- لم نتفاجأ من موافقة حركة حماس على الدخول والمشاركة في هذه الانتخابات، علماً بأن حركة حماس قاطعت هذه الانتخابات عام 2010 وعام 2013 ورفضت المشاركة بها في الضفة، ومنعت إجراءها في غزة، حيث صادرت حق أبناء الشعب الفلسطيني في اختيار ممثليه في المحليات. أما هذه المرة فتأتي مشاركة حركة حماس في الإطار العادي المكفول للجميع بالقانون، ولكن حالة التخوف تأتي من خلال التصريحات المتواصلة من قبل بعض قيادات حماس، والتي بدأت بالتشكيك بسجل الناخبين تارة، وتارة أخرى بمحاولة منع إجراء الانتخابات، بالإضافة إلى وضع مجموعة من الاشتراطات مقابل السماح بإجراء الانتخابات.. هذا الأمر الذي يأتي في سياق المناكفة ومحاولة الابتزاز السياسي، وهو المرفوض جملة وتفصيلاً، حيث لا يمكن لنا أن نخضع لمثل هذه التروهات التي تخرج من هنا أو هناك لأننا نقبل على هذه الانتخابات بصدر مفتوح يتسع للجميع، لأننا نؤمن بأن الوطن يتسع للجميع، ولا نؤمن بفكرة إنكار الآخر، فكلنا نتمنى أن نصل إلى إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والتي هي معطلة بفيتو من قبل حركة حماس .
ترتيب البيت الفتحاوي
* ترتيب البيت الفتحاوي هو مطلب كل فتحاوي أصيل، ماذا أنتم فاعلون على هذا الصعيد؟
- حركة فتح لديها من المؤسسات القائمة، والنظم واللوائح الضابطة والناظمة لعمل أبناء الحركة والالتزام بمؤسساتها وأطرها، لذلك كل من هو فتحاوي، هو ابن لهذه الحركة العظيمة. وأعتقد أن الكل الفتحاوي يقف صفاً واحداً للانتصار للوطن والمواطن بعيداً عن أي خلافات تذكر، لأن فتح كبيرة بتاريخها وبقياداتها وبأطرها ومؤسساتها وأبنائها وشعبها الفلسطيني، هؤلاء الفتحاويون الذين ينتفضون في كل وقت للدفاع عن الوطن والمواطن دون النظر إلى أي أمور أخرى، فهي فتح التي عودتنا أن نكبر على الصغائر، وأن لا نلتفت للخلف، بل دائماً نعمل لكي نرقى بالوطن والمواطن، ونحافظ على استمرارية القضية والهوية الوطنية .
ومن هنا فإن كل أبناء فتح مطالبون بأن يقفوا صفاً واحداً متراصين للانتصار للوطن، ولإنهاء السنوات العجاف التي مرت على أبناء شعبنا الفلسطيني، فكما كانت فتح صانعة القرار، وأول الرصاص وأول الحجارة، فهي صاحبة الكلمة العليا دوماً لرفع راية فلسطين عالية خفاقة في كافة المنابر .