اعلان وقف اطلاق النار يعني سيطرة الجيش على الميدان
لا شك أن الانجازات الميدانية النوعية التي يحققها الجيش العربي السوري في تصديه للارهاب وتنظيماته المختلفة أذهلت الكثيرين سواء اكانوا اعداء أم أصدقاء. وهذا الذهول ناتج عن "النفس الطويل" الذي يتبعه، والخطط العسكرية التي يصنعها وينفذها. وهذا بالطبع ادى الى محاصرة تنظيم داعش، وكذلك تنظيم جبهة النصرة واخوانه من التنظيمات الارهابية الاخرى تحت مسميات والقاب عدة، وهذه الانجازات أدت الى القول ان سورية استطاعت تخطي مرحلة كبيرة من تصديها للارهاب، وان هذه التنظيمات هي في مرحلة التبدد والرحيل.
يعتمد الجيش العربي السوري في عملياته النوعية على معلومات استخبارية حول الارهابيين، واستطاع ويستطيع جمع الكثير عنهم، وهذه المعلومات تؤدي الى توجيه ضربات موجعة اليهم. حتى ان المواطنين العاديين الحريصين على الوطن سورية لم يترددوا في تزويد الجيش بالمعلومات الدقيقة، لانهم يريدون التخلص من الارهاب في اقرب وقت، والعودة الى الاستقرار الذي كانت تتمتع به سورية لسنوات طوال قبل بدء المؤامرة الكونية عليها منذ 15/3/2011.
ويجب ايضا الاعتراف بأن حلفاء الجيش السوري الذين يقدمون له المساعدة لهم دور كبير في تحقيق الانجازات الميدانية، وهم سند قوي للجيش، وهم يقاتلون الارهاب لانه لا يشكل خطرا فقط على سورية، بل على كل المنطقة.. والامر المذهل في ان التنسيق مع الجيش السوري في هذه المعارك ليس بالسهل بل هو ناتج عن خطط ومشاورات مشتركة.
معركة حلب
لقد بدأت معركة حلب، وهي تحتاج الى وقت لان الجيش العربي السوري مع حلفائه يتبعون سياسة النفس الطويل، وخطوة تلو أخرى.. وها هو يحرر ما حول حلب من بلدات وقرى ومزارع في ارياف حلب الشمالي والغربي والشرقي والجنوبي بخطوات ثابتة، واستطاع ايضا اغلاق طرق الامداد للارهابيين في المدينة.
الدخول الى مدينة حلب قد يتم في القريب العاجل، اذ ان الارهابيين يواجهون صعوبات كبيرة، وخير دليل على ذلك انهم يطلقون قذائف بصورة عشوائية على احياء سكنية تعبيرا عن اليأس الذي يعيشونه في هذه الايام، ولكن الجيش السوري يتحرك، ويصل الى مصدر اطلاق القذائف ويقوم بدك هذه المواقع جواً وبرا.
وتحرير حلب من الارهاب له دلالاته ومعانيه الكبيرة، ورسائل عديدة اهمها ان سورية قوية وتعمل ضمن حدودها واراضيها، ولا تأبه لأي تهديد تركي، ولا لاي ضخ لمجموعات ارهابية، فهي معنية باغلاق منابع الامدادات البشرية والعسكرية. وبعد حلب ستكون المهمة على الجيش في مواصلة معاركه لتحرير منطقة الجزيرة، مع انه بدأها في التوازي مع عملياته العسكرية حول حلب.
سياسة ناجعة
في السابق ومع بداية المؤامرة كان الجيش العربي السوري يضرب الارهابيين في العديد من المناطق، وكانوا يفرون ثم يعودون، اذ كانت معارك كر وفر، ولكن السياسة الحالية تغيّرت اذ يقوم الجيش السوري بتنظيف كل بقعة من الارض من الارهابيين ويسيطر عليها ولا يسمح بتاتا للارهابيين بالعودة اليها.. وهو بهذه السياسة يكنس المناطق من الارهابيين ويجعلها نظيفة، ويتصدى لاية محاولة لهم للقيام بأي هجوم مضاد.
ولا بدّ من الاشارة الى ان الجيش السوري وحلفاءه يعدون كمائن للارهابيين، ويتم قتل العشرات منهم واحيانا المئات في عملية واحدة.
حاولت تركيا قبل وقوع "الانقلاب" الفاشل ان توفر الدعم للارهابيين، فضخت الالاف منهم الى ارياف حلب، ولكن الجيش العربي السوري وحلفاءه استطاعوا التصدي لهذه المجموعات الارهابية التي كانت مزودة بأسلحة متطورة ودبابات، وتم القضاء على جزء كبير منها، وفر الاخرون الى مناطق اخرى لا بدّ ان تصطادهم نار الجيش السوري خلال تقدمه نحو حلب، ونحو كل المناطق المحيطة بها.
ذكاء عسكري
لقد امتاز الجيش السوري وحلفاؤه بالذكاء العسكري اذ انه تمت الموافقة على وقف اطلاق النار مع المجموعات "المعارضة"، ولكن هذا الوقف لا يطبق على التنظيمات الارهابية. وهذه الخطوة الذكية فصلت بين المجموعات نفسها. واعطي المجال لنفسه كي يرتاح في منطقة ويدك معاقل الارهابيين غير الملتزمين بوقف اطلاق النار. وبادر هو نفسه الى اعلان وقف اطلاق النار لمدة محدودة قام بتحديدها مرات عدة مؤكدا بذلك انه يسيطر على الوضع كاملا، وان موضوع وقف اطلاق النار هو بيده، وهو يحدد ما يريد وهو صاحب الكلمة الفصل.
الذكاء العسكري كان في وضع الخطط وكذلك في تعامله مع نفسية الارهابيين، وادخالهم في حالة يأس واكتئاب، وهذا انعكس في قيامهم بعمليات انتحارية انتقاما لهزائمهم في الميدان.
هذا الذكاء في التعامل مع الارهابيين يؤكد ان مرحلة نهاية الارهاب في سورية قد بدأت، علما انها لن تكون قصيرة، بل كل الامل في ان تكون كذلك حتى تتوقف المعاناة، ويعود الاستقرار الى هذا الجزء الغالي من الوطن العربي.
r.a.d.
1.7.2 trial version. Copyright telerik © 2002-2007. To remove this message, please
.