مشاركة جميع القوى الوطنية والاسلامية فيها
القدس وحدها غائبة عن هذا الاستحقاق الديمقراطي
قرر مجلس الوزراء الفلسطيني في جلسة عقدها قبل عدة اسابيع، وبرئاسة الدكتور رامي حمد الله اجراء انتخابات للمجالس المحلية (البلدية والقروية) يوم 8 تشرين اول القادم. وقد لاقى هذا القرار ترحيبا كبيرا في اوساط الشعب الفلسطيني من فصائل وقوى واحزاب ومجالس مختلفة، لان ممارسة الديمقراطية، وخاصة في التنافس على تقديم خدمات لابناء الشعب الفلسطيني، هو امر مهم وحيوي وضروري.
كان من المتوقع ان تعلن حركة حماس مقاطعتها لهذه الانتخابات كما هي العادة في انتخابات سابقة، الا انها فاجأت عديدين، وقررت المشاركة فيها، في حين ان حركة الجهاد الاسلامي لم تقرر بعد نهائيا سواء المشاركة او عدمها في هذه الانتخابات.
تخوف من "هزيمة" لفتح
اوساط عديدة مقربة من حركة فتح ابدت تخوفها من نتائج هذه الانتخابات لعدة اسباب ومن أهمها:
· "فتح" ضعيفة على الساحة الداخلية نتيجة الانقسامات داخلها، وعدم لملمة الاوراق، وجمع الشمل.
· لم تجر انتخابات اولية لاختيار المناسب في الاشخاص للعديد من المناصب. وهذا قد يؤدي الى صراع وتنافس بين ابناء الحركة.
· هناك وجود لحركة "دحلان" التي قد تساهم في اضعاف الحركة في هذه الانتخابات، نظراً لتواجد قوائم فتحاوية عديدة في مدينة واحدة.
· الوضع السياسي العام المجمد قد ينعكس سلبا على "فتح" التي ما زالت تدعم خيار التفاوض والحل السلمي، والمقاومة السلمية الشعبية.
· هناك عدد كبير من الاشخاص انضموا للحركة خلال السنوات القليلة القادمة للاستفادة من هذا الانتماء، مع انهم لا يؤمنون بالحركة ولا بمبادئها. وهؤلاء يشكلون ضعفا لنفس الحركة.
وانطلاقاً من الاسباب المذكورة اعلاه، فان هناك من يدعو الى الاستعداد الجيد للانتخابات المحلية لانها ستكون "بروفة" وصورة صادقة عن نتائج الانتخابات التشريعية التي حان استحقاقها منذ ست سنوات كاملة.
لماذا مشاركة "حماس"
قررت "حماس" المشاركة في هذه الانتخابات، وطالبت بان تكون نزيهة وشفافة. واكدت ان الانتخابات امر ضروري لمصلحة الجميع، اذ ان صندوق الاقتراع هو الحكم الاول والاخير.
مصادر عديدة اكدت ان مشاركة حركة "حماس" في هذه الانتخابات جاءت لدوافع عدة ومن أهمها:-
1. شعور الحركة بانها يجب ان تؤيد الانتخابات لاظهار أنها لا تخاف منها ومستعدة لها، وهي بالتالي تؤيد لاي اجراء ديمقراطي نزيه وشفاف يعبّر عن اختيار الشعب لممثليه، وخاصة في مجالس تقدم الخدمات لابناء هذا الشعب.
2. الشعور بأن حركة "فتح" ضعيفة، وبالتالي فان الحركة قد تحقق انتصارات قد تقودها الى ترؤس العديد من المجالس البلدية في مناطق الضفة الغربية.
3. ستكون هذه الانتخابات بمثابة الاختبار الجدي لمدى نزاهتها، وشفافيتها. واختبار لتعامل السلطة الوطنية، وكذلك سلطات الاحتلال الاسرائيلي مع نتائجها، وخاصة مع الفائزين في قوائم الحركة. هل سيكون التعامل كما جرى مع اعضاء المجلس التشريعي من ابناء الحركة في انتخابات عام 2006 أم ماذا؟
4. قد تكون هذه الانتخابات بمثابة الاختبار الفعال لمعرفة مدى شعبية الحركة داخل الضفة الغربية، أي في مناطق نفوذ السلطة الوطنية الفلسطينية.
5. اظهار ان الحركة معنية ايضا باجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في اسرع وقت! وانها سترحب بذلك منتظرة قرار الرئيس عباس تحديد الموعد لهذه الانتخابات السياسية المهمة.
تعاون مع لجنة الانتخابات المركزية
أعلنت حماس استعدادها للتعامل الفعال مع لجنة الانتخابات المركزية لانجاح هذه الانتخابات. وبالفعل قام رئيس اللجنة الدكتور حنا ناصر بزيارة رسمية الى القطاع حيث التقى كبار المسؤولين هناك، واطلع على الوضع العام، وعلى الاجراءات والاستعدادات، لانجاح هذه الانتخابات وقد اعرب ناصر عن سروره لمشاركة كل القوى الوطنية والاسلامية في هذه الانتخابات مؤكدا حرص لجنة الانتخابات المركزية على ان تجري في افضل صورة، وان تكون نزيهة وشفافة يشهد لها كثيرون!
القدس وحدها غائبة
عن هذه الانتخابات
جميع المدن والبلدات والقرى في الضفة الغربية وقطاع غزة ستكون حاضرة في هذه الانتخابات لاختيار مجالسها المحلية ما عدا مدينة القدس العربية التي قامت اسرائيل بضمها بعد حرب حزيران 1967، وابعدت اعضاء مجلس امانتها (بلديتها)، واصبحت البلدية الاسرائيلية في القدس هي البديل عن مجلس الامانة ولن تسمح اسرائيل بانتخاب مجلس امانة للقدس، الا اذا تم ذلك بشكل صوري رمزي لا يقدم أي شيء، وبصورة تعيين وليس اكثر من ذلك.
أما البلدات المحيطة بالقدس، او القرى التابعة لها، فان الانتخابات ستجري فيها لان اسرائيل اصلا لا تتدخل في هذه المناطق وغير معنية بخدماتها او ما يجري فيها مع انها مصنفة مناطق "ب" أو "جـ".
خلاصة القول ان انتخابات المجالس المحلية قد حدد موعدها، وقد بدأت الاتصالات والحملات الانتخابية في اوساط المدن بصورة هادئة. وقد تتسع دائرتها عندما تقدم القوائم وتقر من قبل لجنة الانتخابات.
لا بدّ من الاشارة الى ان هذه الانتخابات قد تتعرقل وتتعثر عمليتها، ولكن مهما جرى من تأجيل لاسباب طارئة، فانها قادمة لان غالبية القوى متفقة على اجرائها من دون تأجيل أو مماطلة.