السماح ببناء محطتي كهرباء وتحلية مياه في قطاع غزة
اقامة خط غاز اسرائيلي الى اوروبا عبر تركيا
المفاوضات التركية الاسرائيلية للتوصل الى اتفاق يعيد العلاقات ما بين البلدين الى ما كانت عليه قبل نهاية ايار 2010، أي قبل الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية بقيادة سفينة مرمرة، وسقوط عدد من الشهداء الاتراك في هذا الحادث، ما زالت مستمرة، وقد تم التوصل تقريباً الى الاتفاق بعد أن تنازل كل جانب عن مطالبه.
أهم بنود الاتفاق
ينص الاتفاق الجديد على عدة بنود ومن أهمها:-
1. تسمح اسرائيل لتركيا باقامة محطة لتحلية المياه في قطاع غزة.
2. تسمح اسرائيل لتركيا بمساعدة قطاع غزة على اقامة محطة كهرباء كبيرة قادرة على تزويد كل القطاع بالتيار الكهربائي الذي يحتاجه.
3. السماح لتركيا بادخال بضائع تركية الى القطاع عبر معبر كرم ابو سالم.
4. تلتزم تركيا بعدم السماح لحركة حماس بأي نشاط عسكري على اراضيها، واغلاق أي مكاتب لذراع حماس العسكري، لكن يسمح لحماس باقامة مكتب اعلامي لها في انقرة أو في استانبول.
5. اقامة خط انبوب للغاز الاسرائيلي يمر عبر الاراضي التركية الى دول اوروبا.
6. عودة التعاون العسكري بين البلدين كما كان قبل ايار 2010، وهذا يعني عودة المناورات العسكرية المشتركة مع حلف الناتو أو مع الجيش الاميركي.
7. تقديم تعويض لاهالي شهداء اسطول الحرية يصل قيمته الى عشرة ملايين دولار.
8. اسقاط الدعاوى القضائية التركية المرفوعة ضد قادة عسكريين اسرائيليين!
ما هي التنازلات المقدمة
هناك تنازلات قدمت من كل جانب للتوصل الى هذا الاتفاق، لشعور الدولتين ان المصالحة أمر مهم الآن. وقد تمثل التنازل التركي عن عدة أمور واهمها:-
1. رفع الحصار المفروض على القطاع.
2. اقامة ميناء بحري في القطاع سواء اكان عائما أو ثابتا.
3. رفض اغلاق مكاتب حماس، وقبلت بعدم السماح للحركة بأي نشاط عسكري ضد اسرائيل من اراضيها.
4. مبلغ التعويض الذي كان مطلوبا لاهالي شهداء اسطول الحرية هو عشرون مليون دولار، وتم القبول بعشرة ملايين دولار فقط.
أما تنازلات الطرف الاسرائيلي فقد كانت على النحو الآتي:-
1. قبول فتح مكتب او مكاتب اعلامية لحركة حماس في تركيا.
2. تخفيف الحصار على القطاع من خلال السماح بدخول البضائع التركية الى القطاع من دون قيود.
3. السماح باقامة محطتي كهرباء وتحلية مياه بتمويل وتنفيذ تركي بالتنسيق مع الجانب الاسرائيلي.
4. اقامة خط انبوب غاز عبر الاراضي التركية بعد ان كانت اسرائيل تفكر بأن يمر هذا الانوب عبر قبرص ومن ثم اليونان، ولكن هذا مكلف كثيراً.
توضيح الموقف الاسرائيلي لروسيا ومصر
لقد اجرت اسرائيل اتصالات مع القيادتين الروسية والمصرية لتوضيح الاتفاق، وللتأكيد على ان اسرائيل لم تغير مواقفها وعلاقاتها مع هاتين الدولتين.
وخلال زيارة رئيس وزراء اسرائيل الى موسكو اوائل شهر حزيران 2016، ولقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عرض فكرة اقامة خط للغاز عبر تركيا، ولم يقدم بوتين أي اعتراض على ذلك. واما الاتصالات مع مصر جاءت للتأكيد على ان السماح باقامة محطتي تحلية مياه أو كهرباء لن يعزز من الوجود التركي في القطاع، بل هو لصالح أبناء القطاع، وان اسرائيل لم تنه الحصار كاملا على القطاع.
سياسة بينية
وكذلك اوضحت اسرائيل لكل من قبرص واليونان ان هذا الاتفاق لن يمس بالعلاقات القوية القائمة بين البلدين. وما تم الاتفاق عليه مع هاتين الدولتين سيبقى ثابتا، وان اسرائيل معنية بسياسة "متزنة"، (بينية)، أي أنها لن تكون العلاقات مع تركيا على حساب قبرص واليونان، وكذلك العلاقات مع قبرص واليونان لن تكون على حساب تركيا. وان هذه الخطوة هدفها اولا واخيرا تعزيز علاقاتها مع الدول الاقليمية!
أهداف الاتفاق
هناك عدة أهداف تركية واسرائيلية للتوصل الى هذا الاتفاق ومن أهمها:-
· تعزيز العلاقات المشتركة للتأثير على الموقف الاميركي في المنطقة.
· التعاون معا للمساهمة في اسقاط الدولة السورية بقيادة الرئيس الشرعي الدكتور بشار الاسد. وهذا التعاون هدفه اسرائيليا هو الحفاظ على الجولان تحت الاحتلال الى أبد الآبدين، وضرب حزب الله على الساحة السورية لانه اذا سقطت الدولة السورية فان ذلك يعد ضربة لحزب الله. وتهدف تركيا من التعاون هو تقديم اسرائيل الدعم لمقاتلي المعارضة، وخاصة جبهة النصرة، المتواجدين في منطقة الجولان، وتقديم الدعم السياسي لتركيا على الساحة الدولية كي يتم اسقاط الدولة السورية.
اعلان الاتفاق بعد نهاية شهر رمضان
لقد تم الاتفاق على الاعلان عن التوصل الى هذا الاتفاق والتوقيع عليه بعد انتهاء شهر رمضان، لان تركيا لا تريد اعلانه خلال شهر رمضان الفضيل. وقد واقفت اسرائيل على ذلك لانها تريد أيضاً وقتا من اجل اقناع أعضاء الائتلاف الحكومي على المصادقة عليه.
هذا الاتفاق لن يغير من الوضع في منطقة الشرق الاوسط، لان العلاقات التركية الاسرائيلية من مختلف النواحي مستمرة، وهذا الاتفاق يأتي من اجل الحفاظ على ماء الوجه لكل من الجانبين بعد ان تسلق كل منهما شجرة، وارادا النزول عنها. وهذا الاتفاق هو للتأكيد على ان عملية عودة العلاقات السياسية كانت شاقة واحتاجت الى سنوات، وهذا يخدم الحكومة التركية امام شعبها وامام العالم العربي لان تركيا حاولت ان تتسلق القضية الفلسطينية وتهيمن عليها، ولكنها لم تستطع ذلك كاملا لان الاهداف التركية كانت مكشوفة، ولذك لم تتحقق!