الأسباب: الانتصارات الميدانية اليومية على الارهاب
ضمن اطار الحملة او الحرب النفسية على سورية، قيام بعض المراقبين السياسيين المحسوبين على القوى العالمية المتآمرة على الشرق الاوسط بأسره، وليس سورية وحدها، بالتشكيك بالموقف الروسي، والادعاء بأن موقف روسيا ليس ثابتا، وهو قابل للتغيير.
واضافة الى ذلك فان اكثر من 50 موظفا في وزارة الخارجية الاميركية يقدمون وثيقة الى رئيسهم، وزير الخارجية جون كيري، يطالبون فيها بقيام الجيش الاميركي بالهجوم على الجيش السوري للمساعدة في اسقاط الدولة السورية بقيادة الرئيس الاسد. وهذه الوثيقة تأتي ايضا ضمن الحرب النفسية على سورية بان هناك اصواتا تنادي بشن حرب اميركية على سورية، وان الوضع ليس سليما أو مطمئنا للشعب السوري ولمن يقف الى جانبه، علما ان تنفيذ مطالب هذه الوثيقة يعني بدء مجابهة عسكرية مكشوفة بين روسيا واميركا، وهذا الامر مستبعد جدا، والوثيقة هي "نفسية" اكثر مما هي جدية.
وخبرثالث مفاده ان وفدا من كردستان العراق زار اسرائيل مؤخراً من اجل ترتيب امور "المعارضة السورية" في المناطق الحدودية الاسرائيلية السورية، وهذا الخبر يهدف الى دق اسفين الخلاف بين الاكراد والدولة السورية، ويأتي ضمن الحرب النفسية على سورية. وانطلاقا مما ذكر فان هذه الحرب النفسية تشتد وطأتها في الفترة الاخيرة لعدة اسباب واهمها ان المؤامرة على سورية فشلت، وان المرحلة النهائية للقضاء على "الارهاب" قد بدأت مع انها تحتاج الى مزيد من الوقت، ومزيد من المعاناة، والصبر والمواجهة.
بوتين حسم الموقف السوري
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حسم الموقف الروسي تجاه سورية، وقال ان روسيا تواجه الارهاب وتتصدى له، وان سقوط الدولة السورية يعني انهيار كبير وفوضى عارمة في الشرق الاوسط، أي انه معني باستقرار المنطقة، وعدم الانجرار نحو فوضى مدمرة للشرق الاوسط ومؤثرة سلبا على العالم.
ومهما صدرت من تقارير صحفية، وخاصة من وسائل اعلامية تشكك بالموقف الروسي، فان روسيا لا تدافع عن سورية فحسب، بل تدافع عن مصالحها القومية.. فهي تدافع عن وجودها في الشرق الاوسط، وتدافع عن تواجدها في مياه البحر الابيض المتوسط، وتدافع عن امنها القومي لمنع الارهابيين من العودة الى روسيا، وتدافع عن "غازها" وتعلم ان قطر تريد اسقاط سورية لتمديد خط انبوب غاز الى اوروبا عبر سورية، أي لمنافسة روسيا.
وزير الدفاع الروسي في دمشق
وحسمت الموقف الروسي بانه مع سورية ضد الارهاب هي زيارة وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو لدمشق، ولقائه مع الرئيس بشار الاسد، وكذلك قيام الوزير بتفقد القاعدة البحرية الروسية في سورية، ومنظومة صواريخ "إس 300" الدفاعية الجوية.
وقبل ذلك شارك شويغو في اجتماع مهم عقد في طهران ضم وزراء دفاع ايران والعراق وسورية. وتدارس وزراء الدفاع الاربعة خطة عمل موحدة، وتعزيز التنسيق العسكري المشترك لضرب الارهاب والقضاء عليه.
أسباب تصعيد الحرب النفسية
هناك عدة أسباب صعدت الحرب النفسية على سورية ومن أهمها:-
1. انتصارات الجيش العربي السوري في العديد من المناطق، والحاق أكبر الخسائر في صفوف الارهابيين، وهذا ما تؤكده، مصادر "معارضة"، وموالية للائتلاف أو التحالف المتآمر على سورية.
2. استمرار الدعم العسكري الروسي للجيش العربي السوري من خلال شن غارات فعالة ومدمرة للعديد من مواقع وقيادات الارهابيين.
3. تحقيق قوات سورية الديمقراطية انجازات ميدانية، ورغم دعمها من قبل اميركا، فان هذه القوات ترفض الانفصال عن سورية، وهي ضد التقسيم.. وهذه القوات تثير غضب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
4. اقتراب القوات السورية من منطقة الرقة، وان تحريرها قد اقترب جدا، وهذا يعني القضاء على معقل تنظيم "داعش" الرئيسي.
5. تقدم الجيش السوري في ارياف حلب الشمالية والجنوبية والشرقية، وتحقيق انتصارات والسيطرة على جزء كبير من هذه المنطقة ومحاصرة قوى الارهاب في تلك المناطق.
6. قيام الطيران الروسي والسوري بتوجيه ضربات جوية مؤلمة لقوات ما يسمى بجبهة النصرة التي هي على قائمة المنظمات الارهابية الدولية، وضرب كل التنظيمات الموالية لها، والتي تحمل اسماء جديدة او مصطنعة من اجل تسويقها كقوى "معارضة معتدلة"، وهي في الواقع ليست كذلك.
7. التعاون العسكري المشترك بين الدول الاربع المواجهة للارهاب، روسيا، سورية، العراق، ايران اضافة الى مجاهدي حزب الله، وتمثل هذا التعاون في لقاء وزراء الدفاع لهذه الدول في طهران مؤخراً.
8. انحسار تواجد "داعش"، وجبهة النصرة على الاراضي السورية والعراقية. وان طرد عناصرهم من سورية والعراق باتت قريبة، وان هروبهم الى تركيا او الى ليبيا واليمن يشكل عبئا ثقيلا على الدول المتآمرة على سورية والعراق.
لن تكون الاولى ولا الأخيرة
هذه الحرب النفسية مستمرة منذ بدء المؤامرة الكونية على سورية يوم 15/3/2011، أي قبل اكثر من خمس سنوات.. ولكنها تهدأ في بعض الاحيان، وخاصة بعد أن تعرّت ادواتها ووسائلها الاعلامية. وبالتالي بدأ البحث عن طرق اخرى من خلال تسريب اخبار ملفقة، ومن خلال اصدار وثائق وكأن هذه الوثائق ستؤثر على الموقف السوري.
هذه الحرب النفسية، وخاصة حملتها الاخيرة، ستتواصل ما دام هناك انجاز في الميدان.. وستشتد وتتصاعد وتيرتها كلما كانت هناك انتصارات مهمة في الميدان.. وهذه الحملة مكشوفة لكل السوريين ولن تؤثر على طفل صغير من هذا الشعب السوري الجبار!