الكشف عن مخططات لبناء مدينة تحت الارض
هدفها استفزاز المقدسيين واطلاق بالون اختبار
بين فينة واخرى، يتم الكشف عن معلومات تتعلق بالاطماع الاسرائيلية في الحرم القدسي الشريف، وخاصة فيما حوله وما تحته. وكشفت مؤخراً وسائل الاعلام الاسرائيلية ذاتها ان هناك مشروعا ضخما يتم تنفيذه بصورة هادئة بدعم جمعية إلعاد الاستيطانية وباشراف وبدعم سلطة الآثار الاسرائيلية. والمشروع يتضمن بناء مدينة كاملة تحت الحرم القدسي الشريف، وتحت البلدة القديمة انطلاقاً من بلدة سلوان.
وحسب هذه المعلومات فان نفقاً طويلاً سيتم بناؤه او يجري بناؤه طوله سبعمائة متر بعرض 7,5 متر وارتفاع حوالي 4 أمتار، وهذا النفق مدعوم بالاسمنت المقوى وكذلك بانارة قوية على مدار الساعة، وبعد ذلك يتفرع هذا النفق الى انفاق اقل عرضا كل منها يتجه نحو غرف أو أسواق أو ساحة، ويبدأ النفق من سلوان.
البروفيسور رافي غرينبرغ، العالم بالآثار، ومؤسس مركز "عيمق شافيه" كشف وتحدث عن هذا المشروع. والاكثر غرابة ان هناك تعتيماً كاملاً على ما يجري تحت الحرم القدسي الشريف من حفريات وبناء كنس ومدن وشوارع وانفاق، وكلها يتم الكشف عنها بعد تسريب بعض المعلومات عنها بعد ان يكون المشروع قد بدأ تنفيذه. ويحظر على الاعلام الاسرائيلي والاجنبي من دخول النفق الذي له باب حديدي ضخم في منطقة سلوان.
ولا ننسى ان عدة حفريات جارية حول الحرم من اجل ايجاد ولو أي اثبات بسيط من اجل السيطرة عليه، ولكن هذه الحفريات تستغل للسيطرة على الحرم نفسه. ولا ننسى ايضا انه في محادثات كامب ديفيد الثانية بين رئيس وزراء اسرائيل آنذاك ايهود باراك والرئيس الخالد ياسر عرفات، طرح الجانب الاسرائيلي فكرة السيادة على الحرم، على ارضه، ولكن السماء وما تحته للجانب الاسرائيلي مما يؤكد انه كانت توجد مشاريع تنفذ من اجل السيطرة على القدس، ليس على ما هي عليه، بل على ما تحتها واجوائها. وخير مثال آخر ان لجنة التنظيم والبناء الاسرائيلية لا تسمح بنسبة كبيرة من البناء مقارنة مع مساحة الارض، ولا تسمح ببناء طوابق سوى لاربعة او خمسة على الاكثر في حين ان هناك ابنية في المستوطنات المقامة حول القدس وعلى اراضي اصحابها المصادرة، او المستولى عليها بشتى الطرق، يصل ارتفاعها الى اكثر من 15 طابقاً.
تعمل اسرائيل على الهيمنة والسيطرة على القدس من خلال محاصرتها جواً وكذلك تحت الارض وهذا يشمل ايضا الحرم القدسي الشريف.
رد الفعل العربي والاسلامي
رد الفعل العربي او الاسلامي هو فاتر. واذا تحرك بعض القادة من العالمين العربي أو الاسلامي، فانه لا يتخذ أي اجراء بل يكتفي ببيان بسيط جدا يدين مثل هذه التصرفات الاسرائيلية.
وما دام قادة الامتين العربية والاسلامية لا يفعلون شيئاً، فان المجتمع الدولي لا يُلام اذا قصر تجاه القضية الفلسطينية بصورة عامة، وقضية القدس بصورة خاصة.
العرب لم يفعلوا أي شيء للضغط على اسرائيل من اجل وقف الاقتحامات اليومية للمسجد الاقصى من قبل مستوطنين متطرفين متشددين وعنصريين، وحتى ان بيانات تتعلق بهذه الاقتحامات لم تصدر سوى تلك البيانات الخجولة جدا جدا.
تواصل الاعتداءات اليومية
الاعتداءات اليومية على الحرم القدسي الشريف مستمرة ومتواصلة، وهناك "تمادي" كبير فمؤخراً قامت الشرطة الاسرائيلية بتسيير مركبة شرطية داخل ساحات الحرم، وهذه هي المرة الاولى التي تدخل فيها مركبة اسرائيلية، وهذه ستكون مقدمة لدخول عربات عسكرية مستقبلا.
مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين ادان ذلك العمل، وطالب بضرورة وقف هذا الاجراء المتمادي على سيادة الحرم، ولكن لم نسمع رد فعل قوي، من العالم العربي.
والاقتحامات اليومية مستمرة، والحفريات مستمرة.. وفي بعض الاحيان يتم الكشف عنها.
استفزاز وبالون اختبار
الكشف عن وجود مشاريع ومخططات بناء تحت القدس عبر وسائل الوسائل الاعلامية هي بمثابة استفزاز لمشاعر ابناء القدس جميعا، وكذلك من اجل توتير الاجواء ووقوع صدامات كي تتخذ اسرائيل منها ذريعة لمواصلة اجراءاتها القمعية ضد ابناء القدس.
وهناك هدف آخر من وراء تسريب معلومات عن هذه المشاريع، وهي معلومات بسيطة أو مقتضبة جدا، هو اطلاق بالون اختبار لمعرفة ردود الفعل للجماهير الفلسطينية، ورد الفعل العربي او الاسلامي الرسمي، وهذه الردود هي فاترة خجولة، لذلك تعطي الضوء الاخضر للاستمرار في تنفيذ هذه المشاريع من دون أي مانع لها.
التساؤل الاخير الذي يجب طرحه: الى متى سيبقى العرب ساكتين عن هذه الاعتداءات على الحرم القدسي الشريف.. ألم يحن الوقت للتحرك ولو سياسيا على الساحة الدولية.. الجميع يتحدثون عن الاستيطان ويدينونه.. ولكن لا نسمع عن ادانات لما تتعرض له القدس من اجراءات ومشاريع هيمنة وسيطرة وتهويد ما تبقى من اراضي القدس العربية!