اجتمع وفدا حركتي "حماس" و"فتح" في الدوحة أكثر من مرة من اجل التوصل الى اتفاق مصالحة بين الحركتين. وانطلقت هذه المبادرة قبل فترة قصيرة بعقد اجتماعات بين قادة من الصف الثاني من الحركتين في تركيا، وبعدها انتقلت الى الدوحة ليمنح امير قطر تميم بن حمد بن خليفة رعايته لها.
حسب ما قيل وتناقلته وكالات الانباء، فان حركة "حماس" قبلت بالشروط الفتحاوية التالية:
1. تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة رامي الحمد الله تضم أعضاء من الفصائل الفلسطينية جميعا.
2. تكون المناصب السيادية في الحكومة لحركة فتح، في حين أن المناصب الخدماتية تكون لحركة حماس ولابنائها من القطاع.
3. اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني خلال ستة شهور من تاريخ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.
4. عقد اجتماع للمجلس التشريعي للمصادقة على حكومة الوحدة الوطنية.
5. اعطاء الصلاحية الكاملة للحكومة الجديدة لادارة شؤون القطاع والضفة ايضا.
6. تفعيل الاطار القيادي لمنظمة التحرير من أجل وضع الهيكلية الجديدة لهذا الجسم المهم.
7. ان يقوم حرس الرئاسة بادارة والاشراف على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي.
أما حركة "فتح" فقد قبلت بان يتم ضم الموظفين التي عينتهم حماس قبل عام 2007، الى موظفي السلطة، ودفع الرواتب لهم، وخاصة رواتب الاشهر الماضية بعد تشكيل لجنة خاصة بذلك.
هذه الاخبار عن التوصل الى شبه اتفاق اثلجت صدور العديد من أبناء الشعب الفلسطيني، ولكن لم تتوفر الثقة بأن المصالحة قاب قوسين أو أقل من ذلك بكثير.
فقدان الثقة بهذه الجهود
لكن الشارع الفلسطيني لم يتحرك ولم يتفاعل لان العديد من الاتفاقات تم التوصل اليها، ولكنها كانت اتفاقات مجرد حبر على ورق لانها لم تطبق، ولذلك ما يعزز عدم الثقة في هذه المفاوضات:-
· عدم الرغبة الجادة من الطرفين لايجاد حل سياسي وصريح وسريع. وان هناك من يعتبر الانقسام مكسبا له!
· ستكون هناك ضغوطات على السلطة الوطنية بعدم تطبيق الاتفاق، اذ ان العديد من الدول المانحة للسلطة الوطنية تعتبر حركة حماس "ارهابية"، حسب تصنيف اميركا واتباعها في العالم.
· نهجا الحركتين مختلفان، ومن الصعب "الآن" ان يلتقيا لانهما خطان متوازيان وثابتان.
· إنْ تم الاتفاق، فان اسرائيل تستطيع عرقلته، من خلال اجراءات ضد السلطة الوطنية، او من خلال منع اجراء انتخابات عامة!
لماذا قبلت حماس بالشروط الفتحاوية
"حماس" تساهلت، وقبلت بالشروط الفتحاوية لانها، كما قالت وادعت، تضحي من اجل تحقيق الوحدة الوطنية، ولكن في الواقع هناك أسباب اخرى ومهمة يمكن حصرها بالآتي:
1. شعور حماس بان حركة "فتح" ضعيفة الآن في الضفة، ومن الممكن فوزها الساحق في الانتخابات، اي انها تسعى لتعزيز دورها في الضفة الغربية.
2. العبء المالي سيخفف عنها عندما تقوم حكومة الوحدة الوطنية بتغطية رواتب 30 ألف عامل قامت "حماس" بتعيينهم بعد حزيران 2007!
3. هناك نصيحة تركية وقطرية بضرورة اظهار أن حركة "حماس" تريد المصالحة، وبالتالي اتهام "فتح" بالعرقلة بعد قبول حماس بكل الشروط الفتحاوية.
4. الانتخابات ستأتي بقيادة جديدة، وخاصة ان الرئيس عباس وعد بعدم ترشيخ نفسه!
شكوك بنجاح هذه المفاوضات
هناك شكوك في أن المفاوضات الجارية الآن ستنجح في تحقيق المصالحة. واسباب مثل هذه الشكوك واضحة للجميع:-
· التنسيق الامني الفلسطيني الاسرائيلي مستمر رغم قول "فتح" ان اجتماع وفد أمني من السلطة مع رئيس الادارة المدنية جاء لابلاغ اسرائيل بنية السلطة تخفيف أو تجميد هذا التنسيق، اي ان اجتماعاً عقد بينما المفاوضات جارية في الدوحة، أي غياب وجود جدية في التوصل الى مصالحة.
· قيام حركة "حماس" باستدعاء قادة وكوادر فتح والفصائل الاخرى في القطاع لاستجوابهم حول نشاطاتهم.
· تصريحات متبادلة من الحركتين بان المفاوضات لن تؤدي الى اتفاق، واذا تم الاتفاق، فانه لم يطبق لسبب رئيسي وهو الاختلاف حول آلية التطبيق.
تفاؤل أم تشاؤم
هناك تصريحات تعبّر عن تفاؤل في أن هذه المفاوضات جدية، وليس هناك من "مزح"، وان الحركتين بحاجة الى هذا الاتفاق، وكل من الحركتين تخسر الدعم الشعبي، لذلك لا بدّ من اللجوء الى الوحدة الوطنية. ومقابل ذلك هناك تصريحات متشائمة جدا، اذ تقول أن هذه المفاوضات هي لاظهار ان الحركتين معنيتان بالمصالحة وذلك من اجل تهدئة خواطر ابناء الشعب الفلسطيني الذين ملوا وزهقوا من هذا الانقسام.
ويقول المتشائمون ان هناك جهات خارجية تلعب دورا بل العديد من الادوار الفاعلة لمنع تحقيق المصالحة. وهذه الجهات لها نفوذ على كل من الحركتين!
لكن أبناء الشعب الفلسطيني، وفي غالبيتهم، يتمنون تحقيق المصالحة وانهاء الانقسام، ويقولون ان عقد لقاءات بين الحركتين افضل من عدمها. وان استمرار المفاوضات قد يؤدي في النهاية الى اتفاق.. ولذلك لا بد من استمرار وتواصل الجهود لتحقيق المصالحة، لتفادي الوصول الى مرحلة اليأس!
r.a.d.
1.7.2 trial version. Copyright telerik © 2002-2007. To remove this message, please
.