اجراءات وممارسات اسرائيلية
لاغلاق اي منفذ نحو الحل السياسي
توجه القيادة الاسرائيلية الاتهامات المبالغة فيها ضد السلطة الوطنية بأنها تشجع "الارهاب"، ولا تقوم بأي عمل لوقف الاعتداءات على الاسرائيليين سواء في الضفة الغربية أو القدس.
وجاء الرد واضحاً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس اذ قال انه مستعد لتحقيق السلام، وانه يسعى الى ذلك، ولكن الاجراءات الاسرائيلية على ارض الواقع هي التي تمنع التوصل الى اتفاق، وتشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق اتفاق نهائي وشامل. واكد الرئيس عباس ان القيادة الفلسطينية مجبرة على تحمل مسؤولياتها تجاه ابناء شعبها، فهي ترعاهم وخاصة المعتقلين منهم، لأنهم يدافعون عن الوطن، او الذين يستشهدون. وهذا واجب عليها، وليس منّة منها. فهي موجودة للدفاع وحماية المواطن.
اما فيما يتعلق بعدم قيامها بتحمل مسؤولياتها، ومنع الاعتداءات على الاسرائيليين، فقد جاء الرد من مدير المخابرات العامة الفلسطينية اللواء ماجد فرج الذي اعلن في مقابلة صحفية مع موقع اميركي ان المخابرات العامة استطاعت افشال مائتي اعتداء على الاسرائيليين منذ اندلاع الهبة الشعبية ضد الاحتلال في اوائل شهر تشرين الاول وحتى الآن، أي أن التنسيق الامني جاد ومستمر، وان السلطة الوطنية تقوم بواجباتها والتزاماتها تجاه الاتفاقات الموقعة مع اسرائيل.
اتهامات باطلة ولسد الأفق السياسي
هذه الاتهامات التي وجهتها اسرائيل الى القيادة الفلسطينية هدفها تأكيد انسداد الافق السياسي، وتحميل مسؤوليته للجانب الفلسطيني، اذ أن حكومة اسرائيل الحالية هي يمينية بامتياز، ولا تريد أي حل سياسي، ولا تريد مفاوضات، ولا تريد التنازل عن شبر واحد من الاراضي العربية المحتلة، هي مع التوسع، ومع ابقاء الفلسطينيين في حالة عدم استقرار..
وتهدف هذه الاتهامات الى اثارة الرأي العام العالمي ضد السلطة الوطنية وكأنها المعرقل للسلام، ولا تريد حلولا، ولا تريد اي استقرار، مع ان الفوضى تخدم اسرائيل في ابقاء احتلالها للمناطق الفلسطينية المحتلة.
دلالات دامغة
ومن الدلالات الدامغة على وضع اسرائيل عراقيل أمام أي أفق سياسي:
1. استمرار سياسة الاستيطان، اذ أنها تعلن يوميا عن عطاءات لبناء مئات الوحدات السكنية في مستوطنات القدس والضفة على حد سواء، ضاربة بعرض الحائط كل الانتقادات الموجهة اليها بخصوص الاستيطان، اذ انها قامت ولم تقعد ضد دان شابيرو، السفير الاميركي في اسرائيل، عندما انتقد الاستيطان وسياسة اسرائيل في الضفة. ولم تشفع له يهوديته، فاضطر في النهاية الى التراجع عن تصريحاته وانتقاداته!
2. استمرار سياسة مصادرة الارض لاهداف استيطانية، وقد صادرت اراض في الغور، وفي شمال الضفة وجنوبها تحت ذرائع عديدة!
3. تواصل سياسة هدم المنازل لكل من يقوم بعملية مقاومة، فليست هناك رحمة، وليست هناك أي عدالة اذ ان الاهل يدفعون ثمن نضال ابنهم ضد الاحتلال، وهذا بحد ذاته يرفع من وتيرة الهبة الجماهيرية ضد الاحتلال، ويصعد المواجهة بين الشعب الفلسطيني والاحتلال.
4. عدم العمل على لجم المتطرفين، اذ انهم يعربدون، والاجراء الوحيد ضدهم هو اعتقالهم اداريا لتفرة قصيرة، أو منع زعمائهم من دخول الضفة.. فهؤلاء المتطرفون قاموا بسلسلة اعمال اجرامية ضد الفتى الشهيد ابو خضير، وضد عائلة دوابشة، وضد الاماكن المقدسة المسيحية في القدس، وبيت جمال، واللطرون وطبريا، أي في كل مكان. لم تقم بمعاقبتهم واصدار احكام بحقهم، لانها تهاب من ردة فعل قوية، ولان الحكومة الاسرائيلية الحالية تدعمهم وتساندهم، ولا تستطيع التخلي عنهم!
5. استمرار الادلاء بتصريحات نارية استفزازية ضد الشعب الفلسطيني، والتأكيد على عدم الرغبة في اعطاء الشعب الفلسطيني دولة مستقلة، بل يجب ان يبقى تحت الاحتلال والى الابد.
6. تواصل اقتحامات متطرفين للحرم القدسي الشريف، واستفزاز ابناء القدس!
7. اتخاذ اجراءات قمعية ضد المرابطين والمرابطات في المسجد الاقصى، وذلك بابعادهم عن الحرم، او باعتقالهم، وتوجيه انذارات اليهم.
8. سن قوانين في الكنيست ضاعفت من العقوبات على الشعب الفلسطيني، حتى ان هذه القوانين سمحت باعتقال اطفال من سن 14 عاماً وما فوق!
9. دعم المستوطنين في الاستيلاء على املاك عقارات سواء في القدس او الخليل بذرائع وحجج عديدة.
10. سياسة تصفية كل من يقوم بعملية مقاومة، وكل من تشتبه به بأنه قد يقوم بعملية مقاومة.
هذه الدلالات تؤكد ان اسرائيل غير معنية بتوفير اجواء هادئة لمفاوضات جادة، بل هي معنية بتوفير اجواء استفزازية هدفها ابقاء الاحتلال، وقمع ابناء شعبنا الفلسطيني.
لكن هذه السياسة الاسرائيلية تتعرى يوما بعد يوم، ولذلك على العالم ان يتحرك والا يتفرج.. لان حل القضية الفلسطينية امر ضروري لانه سيساهم الى حد كبير في تهدئة المنطقة.
فهل يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته ويجبر اسرائيل على احترام القوانين والقرارات وانهاء الاحتلال؟ نشك في ذلك، لان اسرائيل اقوى من هذا المجتمع الدولي المزيف، ولان كل دول اوروبا والعالم تداهنها.. ولان العرب الرسميين متخاذلون.. وقد تناسوا القضية الفلسطينية!