وجهت رسائل واضحة المعالم
بأن سورية قوية وستنتصر قريباً على الارهاب
زيارة الرئيس الدكتور بشار الأسد لروسيا ولقاؤه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكدت عمق ومتانة وصلابة العلاقة الروسية السورية، واكدت أن الرئيس بشار الاسد يمتاز بالجرأة والشجاعة والحنكة والحكمة، ويعتمد على شعبه اذ انه قام بهذه الزيارة في الوقت الذي تواجه فيه سورية أعتى أنواع الارهاب المدعوم من مجتمع دولي فاسد لا تهمه الانسانية، ولا يحسب أي حساب لحقوق الانسان، هذه الحقوق التي ينتهكها متى شاء، ويدافع عنها اذا كانت شماعة يستطيع من خلالها الحصول على مكاسب خاصة.
هذه الزيارة المفاجئة اذهلت اعداء سورية، ووجهت عدة رسائل ومن أهمها:-
1. العلاقة الروسية السورية قوية جدا، ولا يمكن لاحد من اعداء سورية المساس بها أو خدشها، اذ ان عدة دول ومن بينها السعودية وقطر، حاولت جاهدة عرض اغراءات كبيرة وخيالية لروسيا مقابل التخلي عن سورية الدولة، وعن الرئيس بشار الأسد، لكن روسيا اكدت لقادة هذه الدول ان لديها "مبادىء واخلاق"، وانها وفية لاصدقائها وحلفائها، ولن تتركهم لوحدهم في حالة الضيق والازمات.
2. تعتبر روسيا الرئيس السوري بشار الاسد الرئيس الشرعي لسورية، وتستقبله كزعيم دولة، وتجري مفاوضات ومحادثات معه، ضاربة عرض الحائط كل التصريحات المناوئة للرئيس الاسد شخصياً، ومؤكدة للعالم كله ان لا حل في سورية الا بمشاركة الرئيس الأسد.
3. تصميم روسيا على مواجهة الارهاب، وهي جادة في ذلك، وهي تدرك ان الارهاب في سورية والعراق يشكل خطراً على العالم كله، وليس على سورية وحدها، ولذلك تدرك ان القضاء على الارهاب هي عملية صعبة ليست مستحيلة، وتتطلب تضافر الجهود لذلك وان روسيا تعمل الى جانب قوات الجيش العربي السوري في سحق الارهاب، والقضاء على الارهابيين الذين يخططون للقيام باعتداءات على دول عديدة في العالم في حالة تحقيق اي نجاح في مخططاتهم الخطيرة جدا.. وان لا قضاء على الارهاب الا بالتعاون مع الحليف السوري، وهذا ما يتم حالياً!
4. استمرار تقديم الدعم الروسي العسكري والانساني لسورية، بعد أن تمادى قادة دول عديدة في دعمهم للارهاب، وتزويد الارهابيين بالمال والعتاد، وذلك من اجل تدمير منطقة الشرق الأوسط.
5. احترام روسيا للشرعية الدولية اذ ان مساعدتها لسورية لم تأت من دون الحصول على طلب رسمي من الحكومة الشرعية في سورية، وهي بذلك تحترم سيادة الاراضي السورية، وتعمل ضمن الأنظمة الدولية، في حين أن التحالف الاميركي ضد داعش هو تحالف "وهمي" وليس قانونياً أو شرعياً، يهدف الى "تكبير" "وتعظيم" داعش عندما يدعي قادة التحالف ان القضاء عليه يحتاج الى ثلاثين سنة، وهذا صحيح، لانه ليست هناك اية جدية في محاربة هذا التنظيم واخواته من المجموعات الارهابية التي لا تقل خطورة عنه. كما ان روسيا تؤمن كما هو ايمان سورية وكل شريف، انه ليس هناك ارهاباً معتدلاً وارهاباً متطرفاً.. فالارهاب واحد، ويجب التعامل مع كل انواعه ودرجاته وتسمياته. وهذا ما تفعله روسيا في استهدافها لمواقع ومقرات القيادة للعديد من التنظيمات العاملة على الارض السورية.
6. تعتبر روسيا سورية حليفا لها، وهي مركز نفوذها ومصالحها في منطقة الشرق الأوسط، ولذلك فان سورية مهمة لروسيا، وستبقى كذلك لان العلاقة مبنية على اخلاق ومبادىء وتعاون مشترك في العديد من الميادين، وهي علاقة ممتدة لسنوات طوال، وليست وليدة الاحداث الحالية، ولم تأت روسيا لدعم سورية منتهزة للوضع، بل دفاعاً عن أمنها القومي، ومصالحها ونفوذها في منطقة الشرق الأوسط.
7. يوجه بوتين من خلال استقباله للرئيس الأسد رسالة مفادها أن روسيا دولة عظمى مستقلة في قراراتها، وتعرف مصلحتها، ومصلحة العالم، وتتفهم الشرق الأوسط ومشاكله اكثرمن الادارة الاميركية. وان روسيا ليست دولة ضعيفة، بل هي دولة عظمى لا تسمح لاميركا وحلفائها باللعب بدول العالم وشعوبها كما يشاؤون، فهناك حدود وقوانين. اي ان روسيا اثبتت انها دولة قادرة على وقف انهيار المجتمع الدولي، وقادرة على تصحيح ما يجري في العالم من انتاك لسيادة الدول، وفرض املاءات على الشعوب. واختيار الانظمة التي تحكم بامرتها.. ومن خلال سورية اكدت روسيا انها قطب قوي وند للسياسة الاميركية الشرسة العرجاء التي تكيل بأكثر من مكيالين في نظرتها للقضايا الدولية. وان الوقت حان لتتوقف اميركا عن سياسة العداء للدول التي لا تسير في ركبها، وعليها احترام هذه الدول وقادتها لانهم شرفاء وشجعان واقوياء.
8. اعطت الزيارة اشارة واضحة المعالم الى ان الدولة السورية بقيادة الرئيس الاسد قوية استطاعت بكل نجاح ان تتصدى لمؤامرة كونية على مدار أكثر من 55 شهرا (حوالي 5 سنوات) رغم تزويد الارهاب بما يحتاج اليه من عناصر ارهابية ومرتزقة رخيصة ومال وسلاح متطور، وهذه القوة نابعة من تماسك الشعب السوري وتصديه للمؤامرة، ودفاعه عن دولته، والتفافه حول قيادته الشرعية، وكذلك دفاعه الشرس عن وحدته الوطنية، ورفضه للفتنة والتقسيم. هذا الصمود البطولي منح روسيا ثقة اكبر في الدولة السورية، واحتراماً اكبر لما تقدمه من جهود وتضحيات للتصدي للارهاب وسحقه والقضاء عليه، وان سورية لم تكن ولن تكون لقمة سائغة لا للسعوديين ولا القطريين ولا للاتراك، ولا لاي عدو من اعداء سورية. وان القيادة السورية كانت حكيمة وهادئة في ادارة المعارك البطولية للجيش العربي السوري، وفي مواجهة العداء الكبير المتآمر عليها من قبل من راهنوا على اقامة شرق أوسط جديد مفتت ومجزأ وضعيف.
ان سورية اسقطت المؤامرة، وافشلت مخططات الاعداء، لذلك فان الحليف الروسي يكن لهذه الدولة كل اجلال واحترام، لانها لم تتنازل عن مبادئها ولم تغيّر من مواقفها، ولن تتخلى عن اصدقائها وخاصة روسيا وايران والصين.
لقد كانت زيارة الرئيس الاسد لروسيا مهمة وذات دلالئل عظيمة ورسائل قوية لاعداء سورية، واربكت الاعداء واذهلتهم لان الرئيس الاسد ليس رئيساً عادياً بل رئيساً حكيماً وقوياً احب وطنه، ودافع عنه وتمسك بمبادئه واستطاع ان يحقق انجازات.. وان الزيارة ستشكل تغيّراً كبيراً لصالح سورية ليس فقط على المدى القريب، بل على المدى البعيد ايضاً. وهي تؤكد ايضا ان الشعب السوري سينتصر قريباً على الارهاب.