دور مشبوه لجنبلاط في دعم الارهاب
بمبادرة ودعوة لجنة المبادرة العربية الدرزية، عقد اجتماع في يركا يوم الاثنين 29/6/2015 بمشاركة قوى وطنية معروفية (درزية)، من بينها لجنة المبادرة العربية الدرزية، واللجنة المعروفية للدفاع عن الارض والمسكن، وحضر الاجتماع العديد من الشخصيات الدينية والوطنية الدرزية وذلك على خلفية المستجدات على الساحة السورية، خاصة في منطقة جبل العرب، والجولان السوري وباقي القطر العربي السوري. تم في هذا الاجتماع تقييم الوضع هناك، ووضع خطة عمل تستدعيها الظروف والمستجدات والمعطيات لتقديم كل ما هو ممكن من دعم لسورية الموحدة والمناضلة والمقاومة للحرب الكونية التي تحاول النيل من وحدتها وشعبها وقيادتها، وتشكيل آلية عمل لتوحيد وتقوية الجهود لتحقيق الاهداف التي تم الاتفاق عليها في هذا الاجتماع.
وافتتح وادار الاجتماع غالب سيف، رئيس لجنة المبادرة العربية الدرزية، الذي شرح الاسباب التي دعت الى عقد هذا الاجتماع المهم والضروري، وهو اجتماع تشاوري هدفه الاساسي الخروج برؤيا واضحة.
وقدم محمد نفاع مسودة لبيان في صلبه الدعوة لرفض المخطط الاستعماري الصهيوني المدعوم من الرجعية العربية والاسلامية لتفتيت القطر العربي السوري الى دويلات عرقية ومذهبية هزيلة ومجرورة. واصر على رفض المخطط الاستعماري لاقامة دويلة درزية هزيلة ومجرورة، الامر الذي رفضه المناضل السوري سلطان باشا الاطرش. ولن يقبل به اي عاقل أو وطني مخلص.
وقرأ الشيخ سليم داهش معدي ورقة عمل جاء في صلبها الدعوة لتوجيه الاسهم والنشاط لوقف الدعم الاسرائيلي للتكفيريين والارهابيين. وساهم في النقاش الجاد والمستفيض كل من الشيخ ابو علي يوسف سويد، سلمان مرزوق، نايف سليم، نمر نمر، سامر سويد، عصم عطا الله، رياض عطاالله، جهاد سعد، عماد فلاح، محمد عامر، نكد نكد، الشيخ توفيق سربوخ، والنائب عبدالله أبو معروف. وقد تم اتخاذ القرارات الآتية:-
· أجمع الحضور على ان الوضع الطارىء والصراع المرير في سورية عامة، وجبل العرب خاصة، مستمران مما يقضي وبكل وضوح وجوب مضاعفة الجهود والنشاطات التي تدعم أهلنا وباقي الشعب السوري. والتأكيد على الموقف الذي أعلنه مشايخ العقل في جبل العرب، والمرجعيات الوطنية والداعي الى وحدة الشعب السوري، ووحدة الجغرافيا والسياسة السورية، وتقديم كل الدعم للجيش والقيادة السورية التي قاومت ورفضت التدخل الاجنبي بكل أشكاله في سورية، والدعوة لتطبيق قرارات الامم المتحدة المتعلقة بمحاربة الارهاب وادانة داعميه، ووجوب وقف كل اشكال الدعم التي يحصل عليها، وخاصة من اسرائيل.
· وأكد المجتمعون رفض مخططات التجزئة، والتي احداها اسقاطاتها الهزيلة في المحاولات المستمرة لاقامة لما يسمى بالدولة الدرزية التي حصلت في هذه الفترة على حقنة قوية من الدعم، والذي صب بكامله في دعم المشروع التكفيري الوهابي الصهيو-اميركي.
· شدد المجتمعون على الدعوة لتكثيف النشاطات الهادفة الى وقف دعم التنظيمات التكفيرية الارهابية في سورية، وخاصة الدعم الاسرائيلي بالاساس، واجراء هذه النشاطات في تل ابيب والقدس بشكل خاص، ودعوة الجميع ومن دون أي استثناء الى تبني هذه المواقف والمشاركة في هذه النشاطات.
· دعوة باقي الاطر الوطنية للانضمام الى هذه المواقف والنشاطات وكل أنواع الدعم الممكن توفيرها للاهل في سورية، والتركيز في هذا الظرف على وجوب توحيد كافة القوى حولها والمشاركة فيها.
وصرح غالب سيف بعد عقد هذا الاجتماع لوسائل الاعلام قائلاً: "جاء هذا الاجتماع بناءً على الأوضاع المستجدة والنشاطات المشبوهة لاناس حاولوا اقناع الجمهور الدرزي ان اسرائيل هي جهة مساعدة للوطنيين السوريين، ولجبل العرب، ولذلك رأينا من المناسب توحيد كلمة الوطنيين المعروفين من منطلق وطني، للتصدي لمحاولات التشويه واقناع الجمهور وكأن اسرائيل ممكن أن تكون جهة مساعدة للعرب الدروز في جبل العرب والجولان السوري! وجاء هذا الاجتماع أيضاً ليضع النقاط على الحروف، ويدعو الجمهور الى عدم الثقة بهذا التوجه، ولا بمن يسعى الى تبييض صورة اسرائيل على حساب المس بالموقف الوطني للمعروفين في سورية!
دور مشبوه لوليد جنبلاط
قام وليد جنبلاط، زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني بمبادرة مؤخراً لمنع حدوث الفتنة بين سكان السويداء وسكان درعا، دعا فيها الدروز الى عدم الانجرار وراء الدولة السورية. وزار العاصمة الاردنية عمان واجتمع الى مسؤولين سعوديين واميركيين وبحث معهم ايجاد اطار يحمي الدروز في جبل العرب، ويمنع حدوث اقتتال أو صدام عسكري مع المسلحين (الذي يصفهم هو بأنهم ثوار). وقد تم الاتفاق مبدئياً على عدة أمور وهي:-
· اقامة ما يشبه الكنتون الدرزي في منطقة جبل العرب على ان يتم دعمه وامداده بكل ما يلزم من دعم مدني من خلال ممر يمتد من الاردن بمحاذاة خط الهدنة مع اسرائيل في الجولان المحتل.
· تبرع السعودية بمبلغ مالي ضخم لتمويل تزويد المنطقة بكل ما تحتاج اليه من دعم.
· تعهد الطرف الاميركي بتأمين هذه المنطقة عسكريا لا سيما عبر سلاح الجو، وتزويدها بأسلحة متطورة.
· على اسرائيل ان تأخذ دورها في هذه المهمة (لم يحدد هذا الدور).
ومقابل ذلك طمأن جنبلاط المسلحين الارهابيين (الثوار حسب مقاسه الحاقد) بأن الدروز في جبل العرب لن يقاتلوهم، ولن يقفوا الى جانب النظام (الدولة الشرعية)، اذا التزم المسلحون بعدم الدخول الى مناطقهم.
وكان مسؤولون اسرائيليون، وفي مقدمتهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قد طمأن قيادات الدروز في اسرائيل – وكذلك جنبلاط بصورة غير مباشرة – بأن اسرائيل عملت وتعمل على حماية الدروز في الجانب السوري من الحدود من دون ان تتدخل مباشرة.
أما وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعلون، فقد أعلن ان اسرائيل وجهت رسالة الى جبهة النصرة وغيرها من التنظيمات المسلحة بأنها ستوقف تقديم مساعدات "انسانية" لها وخاصة معالجة جرحاها، اذا قامت هذه المجموعات والتنظيمات بالاعتداء على الدروز في سورية، علماً ان هذه المجموعات أعدمت أكثر من 20 درزياً في قرية قلب اللوزة في محافظة ادلب قبل اقل من اسبوعين.
جنبلاط يقوم بدور مشبوه، في حين أن القوى الوطنية الدرزية التي تعيش تحت الاحتلال تقف موقفا وطنيا مشرفا، مما يعني ان جنبلاط ينحرف عن خط او توجه ابيه كمال الوطني، ويسير في ركب المؤامرة على سورية والوطن العربي كله، فهو يؤيد هذا الارهاب الذي قد يطاله في المستقبل.