للمرأة دورها البارز في الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية
أجرى اللقاء الأديب الشاعر يوسف شحادة
أجرت البيادر لقاء مع عضو المكتب الحركي لإتحاد الكتاب الفلسطينيين، مؤسسة منتدى الأديبات الفلسطينيات، رئيسة قسم الآداب وزارة الثقافة / مكتب جنين/ الشاعرة والأديبة آمال غزال
في كل أنحاء المعمورة يصرخ الأدب معلنًا أُفقه الحضاري على أرضك يا بيت المقدس، تتنفس الزهور في خاطرة الوجدان ليستفيق على شمس الأمل الخفَّاق في علم الدولة، فطالما شاركت ومازالت المرأة جنبًا إلى جنب مع الرجل بل لها السبق في المشاعر والأحاسيس الجيَّاشة...
* الأديبة أمل غزال عندما تقفين في لوحة الوجدان أمام بريق القبة الذهبية في القدس الشريفة تتصفحين تشاريح التراث بعبقه ماذا تقولين لها؟
- أقول:
لماذا أتيت إليك ؟!
لماذا لم آت إليك كل يوم؟!
كي أرقص في محراب آلامك
وألمس خصلات شعرك الذهبي
وخيوط القنب في وحدة نهارك
كي أحتضن ليلك وسماءك
وأصلي للإله
وأقول أيضا:
دعني أبحث عن حقيبتي وأشيائي
عن طفلي وأشلائي
وراء العاصفة
وفي سويداء قلب عاصمتي
فلا تسقني حنظلا من أردان الحقيقة
دعني ألمس وجعها في جسد العتمة
ولجمالها ونقشها أقول:
هي معجزة القباب
يفاعة التكوين في رئة السحاب
مليكة الهضاب
أميرة منقوشة بلا حناء
* ماذا تعني لك المرأة الفلسطينية؟؟
- المرأة الفلسطينية هي الأم، الزوجة، الأخت، الابنة، الأسيرة، وهي أيضا التي قدمت روحها وناضلت من أجل الدفاع عن وطنها، واستطاعت أن تتميز في جميع المجالات، وكان لها دور بطولي كبير في العمل العسكري والسياسي والاجتماعي والفكري، ففي نضالها ضد الاحتلال، وممارساته القهرية التي شكلت وما زالت تحديا لهويتها وانتمائها لقضايا وطنها وشعبها، وهناك دراسات وأبحاث أرخت روايات وتجارب نضالية للمرأة الفلسطينية في مقاومة الاحتلال. وعلى صعيد آخر تحديها بمواجهة العبء الاجتماعي والموروث الثقافي الذي يحثكم إلى عادات تقليدية وفهم رجعي في ظل مجتمع ذكوري، وما ترتب علية من قمع لإبداعات المرأة وحريتها الفكرية، وحرمانها من أبسط الحقوق الإنسانية في بعض الحالات، ولن ننسى التحدي الاقتصادي، فهناك أسر كثيرة المعيل الوحيد لها المرأة التي تعمل ليل نهار لتأمين احتياجات أسرتها، أيضا هي المرأة العاملة نجدها في كافة ميادين العمل ومعتركاته، فنجدها تشغل مناصب هامة وحساسة في الدولة في المجلس الوطني الفلسطيني وفي مجلس الوزراء، في السفارات والسلك الدبلوماسي، في المجلس التشريعي، في الأحزاب السياسية، في المجالس المحلية والبلدية وغيرها من المؤسسات الحكومية والأهلية والتعليمية، وبذا نستطيع القول أن المرأة الفلسطينية شاركت عبر التاريخ النضالي الفلسطيني فكانت جنباً إلى جنب مع الرجل في الهم الوطني من أجل الحرية وحق تقرير المصير ، ولكن لا زال أمام المرأة الفلسطينية الكثير من العمل والجهد لكي تؤكد ذاتها وحقها في المشاركة الكاملة في صنع القرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي، فهي لا زالت أمام التحدي الأكبر للمشروع الفلسطيني ككل، والمتشكل في وجود الاحتلال الإسرائيلي.
أضيف همًّا وطنياً كبيراً وعميقاً لهمومها متمثلاً في الانقسام الفلسطيني- الفلسطيني الذي تدفع ثمنه المرأة الفلسطينية، وخلاصة القول: المرأة الفلسطينية أخذت تخطو خطوات ثابتة لتأخذ دورها اللائق في كافة المجالات الحياتية التي وجدت بالقلم المعول الذي تحفر به لتثبت ذاتها وتحقق آمالها للوصول لحلمها وهذا حق طبيعي لها.
* انك بإحساسك المرهف تشاهدين وتعيشين الجرح الفلسطيني من شرم الشيخ إلى سعسع، بماذا تعبرين عن ذلك؟
لست سياسية لأتحدث كالسياسيين، لكني سأتحدث بحسي الوطني والإنساني، وباسم أصغر فرد في هذا الشعب المرابط الصامد فوق أرضه، فماذا عساني أقول لجرح مكشوف للعبث الخارجي، وفي ظل غياب عربي. ومما زاد "الطين بلة"، وبلية اقتتال الأخوة (الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني) الذي أعتبرة وصمة عار على جبين القضية أودى بها إلى منحى غير مدروس أثر على التفاعل المحلي والقومي والخارجي المركزي، فيا أنتم، يا من تحترفون السياسة، وتتحدثون عبر وسائل الإعلام، وتجلسون في حلقات مستديرة، وتتقنون حرب المناصب والكراسي، أخرجوا من حرب الفصائل والأحزاب الضيقة، لا تنظروا لفلسطين الأم بعين طائر محلق في السماء لنملة على الأرض، يا أنتم رفقا بمصالح المواطن الذي سئم ومازال من هذه الصراعات التي أغرقته بالجوع والفقر والموت، رفقا بملايين اللاجئين الذين مازالت مفاتيح العودة بواباتهم لاسترجاع بيوتهم وأراضيهم، رفقا بالأسرى، بالشهداء، وبالأمهات الثكلى، يكفينا تراشق بالكلمات والمواقف المخجلة ولنتشبث بنعل قضيتنا لا برأسها فقط.
فاهنأ يا عدوي واسترح
نم قرير العين واستبح
منذ اليوم قد وجهت بندقيتي
ولن أصطاد بها إلا داخل حديقتي
* برأيك ما هو الدور الملقى على عاتق المرأة في إحياء الذاكرة الإرثية الأدبية قي فلسطين؟؟
- العلاقة الأزلية بين الأرض والإنسان وما يترتب عليها من حماية وجودة على هذه الأرض والحفاظ عليها واجب يقع على عاتق أبناء المجتمع كاملا، ويحتاج تضافر جهد شعبي ووطني مدروس ومُمَنهج، ولكن عن دور المرأة في هذا الجانب المهم، فقد تميزت المرأة في هذا الجانب المهم، لنرى دورها البارز في الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية التي عمد الاحتلال الإسرائيلي إلى القضاء على هذه الهوية، لذا أصبح من أولويات المرأة التي دأبت وبطرق متأصلة مستمدة من الواقع المعاش فنجدها حاضرة في الحكاية الشعبية والتأريخ الشفوي بالأدب وبالشعر الشعبي والزجل، بالفن التعبيري والتشكيلي، بالحرف بالحياكة والتطريز الفلسطيني، بالرواية وغيرها من مجالات الإبداع الأدبي والفني، لترصف بذالك الطريق أمام الأجيال الجديدة، منهجا وأسلوب حياة، فتربي أبناءها على حب الأرض والتمسك بها، وتنشئهم على وقع أشعار درويش وسميح القاسم رحمهما الله شاعرا الثورة الفلسطينية، التي ما زالت كلماتهم تؤجج فينا فتيل الثورة والمقاومة، علنا نخلق جيلاً واعياً قادراً على حمل راية المقاومة والوعي الأدبي والفكري، ويكفينا أننا ما زلنا نعيش على ذكريات أيام غابرة نتغنى بإرثنا الثقافي، فنستذكر مثقفينا ومفكرينا الراحلين في كل مناسباتنا في ظل غياب المؤسسة الرسمية التي لم تبلور الى الآن إستراتيجبة ثقافية وطنية قادرة على النهوض بالواقع الثقافي الذي تحكمه التقسيمات والأحزاب السياسية والحزبية.
وهنا أقول للمرأة :
سألتها بعد أن أتعبها المخاض
وهي تلد طفلها من رحم الأرض
وأدمى الفأس كفيها
ترود الأهازيج
ترسلها للهواء
ليبزغ القمح من شقوق الهواء الطليق
* أنت تكتبين قصيدة النثر والبعض يتهم قصيدة النثر بأنها مجرد خواطر شخصية ولا ترقي لمستوي القصيدة العمودية فما تعليقك؟؟
- اعتبر بعض النقاد في جلسة خاصة بقصيدة النثر في ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي الذي عقد عام 2007(أن قصيدة النثر من مراحل تطور القصيدة الشعرية العربية فقد عرف الشعر العربي القصيدة العمودية ثم قصيدة التفعيلة والشعر الحر وبعدها كان لابد أن تأتي قصيدة النثر)، فقصيدة النثر بعد أن تحررت من الأوزان، قد أصبحت نمطا جديدا له ما يميزه عن أنواع الشعر الأخرى. فقد احتلت حيزا كبيرا في الساحة الأدبية عربيا وعالميا بسبب الحراك الذي أحدثته، وتنامي الجدل حولها منذ ولادتها إلى يومنا هذا، ولا شك فإن مبعث هذا الجدل قد جاء من ثورتها وتمردها على الأوزان الشعرية، حيث أعلن هذا التمرد ولادة نمط شعري جديد يسعى إلى توظيف التدفقات الشعرية، ويطلق العنان للجمل الغزيرة بالشعرية ويحررها من قيود الوزن. وبشهادة الكثير من الأدباء هناك نصوص وجدانية وإنسانية رائعة، وفي مقابل ذلك أجازت نصوصا خالية من الشعرية، وانتشار قصيدة النثر وتجاوزها المسافات والحدود لتقترب من مركز ومحور الشعور والتجاوب للمتلقي الذي وجد فيها تعبيرا عن هواجسه التي غيب كثيرا منها الشعر الكلاسيكي بسبب المحددات التي فرضها الوزن، ولولا توفر قصيدة النثر على ما يلامس حاجات شعرائها ومتلقيها لما صمدت هذه المدة الطويلة أمام محاولات إقصائها وإزاحتها من ساحة الشعر، كما انه ومن الناحية الفنية فتوفر كل عوامل النظم الشعري في قصيدة النثر (عدا الوزن) والتعويض عنه بجمالية الكلمات والإيقاع الداخلي ساهم في مساعدة المتلقي على إغفال الوزن والتفلت من ضغوطاته، وبالتالي انسيابية القصيدة بتواتر سهل وموسيقى متناغمة مع صور شعرية تلامس الحاجة الوجدانية وتمنح المتلقي أجنحة تساعده على التحليق في فضاء واسع خالي من الحواجز.
السيرة الذاتية
الاسم : آمال إسماعيل غزال
تاريخ الميلاد:27/8/1968م
مكان الولادة: سلفيت
الحالة الاجتماعية: متزوجة
العنوان: جنين- حي المراح
إيميل: am_daqrouq@yahoo.com
مكان العمل:
المؤهلات العلمية
دبلوم برمجة وتحليل نظم / كلية الروضة للعلوم المهنية
بكالوريوس تنمية اجتماعية / جامعة القدس المفتوحة
الخبرات العملية والمهارات
1- عضو مكتب حركي لإتحاد الكتاب الفلسطينيين
2- مؤسسة منتدى الأديبات الفلسطينيات - جنين
3- مدرسة حاسوب / شركة جنين للكمبيوتر
4- مدرسة حاسوب / جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني
5- منسقة مشروع أدب الأطفال / تربية قباطية
6- ورشات في فنون الحكاية الشعبية
7- ورشات في الاتصال وتواصل
8- هيئة إدارية / دائرة الشباب والمتطوعين
9- عضوه هيئة إدارية / الجمعية النسائية التراثية
10- عضو في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية
المشاركات :
*مهرجان شعر الحرية العربي - تونس 6/ 2013
*مهرجان جمعية دار القلم الحر للإبداع والنشر – مصر 11/2013
* العديد من المشاركات الوطنية والمحلية.