قام مجهولون من اليهود المتطرفين العنصريين بحرق مسجد الجبعة في محافظة بيت لحم يوم الاربعاء 25 شباط 2015، وقام مجهولون عنصريون يهود ايضا بحرق غرفة في مبنى كنيسة واقعة على جبل الزيتون يوم 26 شباط 2015، واعتدى مستوطنون ارهابيون على قرية المغيّر في محافظة رام الله اذ حرقوا عدة سيارات، وكتبوا شعارات عنصرية على جدران احد المنازل وذلك يوم 5 آذار 2015، وقبلها بيوم واحد، أي يوم 4 آذار 2015 حاول مستوطنون اقتحام مسجد النبي يونس في حلحول.
هذه صورة مقتضبة عن اعتداءات المستوطنين المتطرفين على المواطن الفلسطيني وممتلكاته واماكن عبادته، اذ أن هذه الاعتداءات متواصلة باستمرار، ولكن بأساليب عدة منها حرق أشجار الزيتون، أو قطعها، ومنع المواطن الفلسطيني من فلاحة أرضه القريبة من أي مستوطنة، ومصادرة أراض واقامة بيوت متحركة جاهزة عليها.
هذه الاعتداءات بشتى أنواعها متواصلة منذ سنوات، وترتفع وتيرتها بين فترة واخرى حسب الاجواء والمعطيات المتوفرة، وهذه الاجواء اليوم هي خصبة ومساندة لهؤلاء العنصريين باقتراف هذه الجرائم الوحشية السافرة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، اجواء اليوم هي اجواء انتخابات، والاحزاب اليمينية المتطرفة التي تخوض الانتخابات تبارك مثل هذه الاعتداءات لانها بحاجة الى اصوات المستوطنين واليمين الاسرائيلي، ولذلك فان مسلسل الاعتداءات على ابناء شعبنا سيتواصل الى حين تشكيل حكومة اسرائيلية الجديدة، وكذلك الى فترة زمنية تصل الى شهر تقريبا الى ما بعد اجراء الانتخابات الاسرائيلية.
القادة المتطرفون معروفون للشرطة
في اوائل شهر شباط المنصرم اكتشفت الشرطة الاسرائيلية مخبأ لادوات قد تستخدم في القتال في مستوطنة يتسهار ضد الجيش الاسرائيلي والفلسطينيين. وكانت مواجهات قد اندلعت قبل عام بين الجيش الاسرائيلي والمستوطنين في هذه المنطقة مما أجبر الجيش على الاستيلاء على بناية وتحويلها الى مركز لرجال الأمن لمواجهة أخطار المستقبل.
وفي نفس الفترة حاول حاخام مستوطنة عوفرة استفزاز المواطنين المصلين في الحرم القدسي الشريف، فقامت الشرطة بابعاد هذا الحاخام يوئيل ايليتسور عن ساحات الحرم اذ أنه يقوم شهريا بزيارة واقتحام الحرم القدسي الشريف.
أي أن الشرطة الاسرائيلية تعرف حق المعرفة وجود "خلايا" استيطانية ارهابية، لا تتحدى الفلسطينيين وتستفزهم فقط، بل هي مستعدة لمواجهة الامن الاسرائيلي لفرض آرائهم ومواقفهم على الحكومة الحالية. وهنا لا بدّ من التساؤل: لماذا لا تتخذ السلطات الاسرائيلية المعنية اجراءات وقائية تمنع هؤلاء المتطرفين من القيام بهذه الاعمال الاستفزازية التي تسيء الى اسرائيل أيضاً؟
الاجراءات التي تتخذ بحق هؤلاء المتطرفين هي شكلية فقط لانها لا تعتقل أياً منهم لفترة طويلة، بل تحقق معهم لعدة ساعات وتطلق سراحهم. وخلايا أو عناصر مجموعة ما تسمى بـ "تدفيع الثمن" معروفون لدى الشرطة، ولكن بعض الاحزاب السياسية توفر الدعم لهم، وتغطي على أفعالهم مع ان هناك ادعاء بأن الجميع تحت القانون، ولكن هناك استثناءات كثيرة فيما يتعلق بالمستوطنين والعنصريين منهم.
دوافع مشجعة
لا شك أن هناك دوافع تشجيع للقيام بهذه الاعمال من قبل هؤلاء المتطرفين ومن أهمها:-
1. ليست هناك اجراءات حاسمة لمنع ارتكاب مثل هذه الاعتداءات على المواطنين الفلسطينيين، رغم أن الحكومة ادعت في وقت سابق أنها بصدد سن قانون يعرض هؤلاء المعتدين للسجن الفعلي.
2. هناك تعاطف من الشرطة مع هؤلاء المعتدين في حال القاء القبض عليهم، اذ غالباً ما يطلق سراحهم بعد استجوابهم. وتقوم الشرطة الاسرائيلية فيما بعد باغلاق الملف.. وقالت مؤسسات حقوقية اسرائيلية ان 95 بالمائة من الشكاوي المقدمة من الفلسطينيين ضد هؤلاء المتطرفين تهمل، ولا تتابع، وتغلق ملفاتها.
3. ردود الفعل العالمية باهتة جدا، اذ أن الاعلام الاسرائيلي والشرطة الاسرائيلية والمسؤولون السياسيون يدينون هذه الاعتداءات، فيظن العالم ان هؤلاء المعتدين يحصلون على العقاب، وأي عقاب!
4. هناك قادة سياسيون اسرائيليون، سواء داخل الحكم او خارجه، يوفرون التغطية لهذه الاعمال العدوانية، لا بل يشجعونها.
5. الحكومة الاسرائيلية تتجنب اتخاذ اجراءات حاسمة خوفا من غضب المستوطنين، والقيام بفعاليات مناهضة للحكومة، أي بصريح العبارة: "الحكومة تخاف من المستوطنين".
6. هذه الاعتداءات البربرية تدعم بصورة مباشرة مخططات اسرائيل في ترحيل شعبنا أو في ترهيبه، وكذلك في التهرب من أي استحقاق مطلوب من اسرائيل لتحقيق سلام دائم وعادل في المنطقة.. والحكومة الاسرائيلية تدعي دائماً انها لا تستطيع التنازل عن الارض لان ذلك مكلفاً وخطيراً، وغيرها من الذرائع.
هناك دوافع تشجيع عديدة، ولكن السؤال الذي يجب طرحه وبكل صراحة: اليس بمقدور الحكومة الاسرائيلية لجم هؤلاء العنصريين ووضع حد لاعتداءاتهم؟ والجواب: نعم بمقدورها ذلك، ولكنها لا تفعل لسبب واحد، وهو أن هذه الاعتداءات تصب في النهاية بمصلحة الحكومة وتخدم مخططاتها الخطيرة والمخفية ضد شعبنا الفلسطيني.