ما المطلوب للقضاء وسحق الارهابيين في العالم
قبل أربع سنوات بالتمام والكمال، بدأت المؤامرة على سورية، وانطلقت من مدينة درعا. وكانت المؤامرة تحمل يافطة الاصلاح السياسي، وتطالب بالديمقراطية والتعددية الحزبية، وشطب المادة 8 من الدستور السوري.
الدولة السورية أعلنت ان ما يجري في سورية هو مؤامرة وليس حراكاً شعبياً، ولا ربيعا، وان الهدف الاول والاخير منها هو ضرب سورية، الحصن القوي لجبهة المقاومة والممانعة، الا ان غالبية العالم لم يصدقوا ذلك، وسايرت القيادة ابناء الشعب السوري في مطالبه العادلة، وقد تم سن قوانين جديدة، قانون للاعلام، قانون للانتخابات، دستور جديد، وترأس نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، وبناء على تكليف من الرئيس، مؤتمر حوار وطني في شهر تموز. وقد قامت الدولة السورية بالعمل على مسارين اثنين: الاول تحقيق الاصلاح ومطالب الشعب العادلة، والثاني: التصدي للارهاب. ولكن الهجمة على سورية كانت قوية، وكانت أكثر من اعصار دولي، ورغم ذلك صمدت سورية، وها هي تواجه الارهاب بكل قوة، وبدأ العالم يدرك أن ما كانت تقوله القيادة هو صحيح، وما كان يروج له بعض القادة العرب، واسيادهم القادة الغربيون هو خاطىء واكاذيب واضحة.
خلال السنوات الاربع الماضية تم دعم الارهاب بالسلاح والمال، وتم وصف الارهابيين بأنهم ثوار علماً أن المجتمع الدولي اعتبر جبهة النصرة، تنظيما ارهابيا، ولكن الدعم له تواصل، ليولد تنظيم جديد اسمه "داعش"، والعديد من التنظيمات الارهابية التي هدفها الاول والاخير خدمة مصالح الغرب، واضعاف المنطقة، وادخال العالم الاسلامي في صراع ديني بشع، والاساءة الى الدين الاسلامي نفسه.
عوامل الصمود في وجه الارهاب
لقد ساهمت عوامل عديدة في صمود سورية في وجه الارهاب ومن أهمها:-
1. التفاف الشعب السوري حول قيادته، ورفضه لاملاءات الخارج بالمطالبة بتنحي الرئيس الدكتور بشار الأسد.
2. الوعي الكبير الذي تحلى به الشعب السوري من خلال دفاعه عن الوحدة الوطنية، ورفضه لمحاولة التجزئة والتقسيم.
3. تماسك أركان الدولة السورية، ورصوا صفوفهم، ولم تستطع المؤامرة اختراق أي مسؤول كبير، وتحويله الى معارض.
4. وقفة الجيش العربي السوري الباسل حول قيادته، وفي تصديه للمؤامرة، وفي دفاعه عن سيادة الأرض، وأمن وأمان المواطن. فهو جيش قوي وعقائدي ويمتلك خبرة واسعة في القتال، وازدادت هذه الخبرة مع تواصل المواجهات مع الارهابيين على مدار أربع سنوات كاملة.
5. وقوف الأصدقاء مثل روسيا، وايران والصين، والهند والبرازيل، وجنوب افريقيا.. الخ الى جانب الدولة السورية، ورفض المؤامرة على سورية. أي أن سورية لم تكن معزولة، بل كانت منفتحة على العديد من دول العالم.
6. ما جرى في الازمة الليبية كان درساً لدول العالم التي أيقنت وعلمت ان ليبيا دمرت وتحولت الى قاعدة للارهاب، ولذلك لن يُسمح للغرب ولاعداء سورية من اتباع نفس النموذج الليبي.
7. مواقف بعض الدول العربية المعادية لسورية مثل قطر والسعودية وصرف أموال باهظة على الارهاب لاسقاط الرئيس بشار الاسد أوضحت المؤامرة أكثر وأكثر، حتى ان الدول العربية قامت بتجميد عضوية سورية في مجلس الجامعة العربية.
8. مواقف تركيا المعادية لسورية اذ ان قادتها تحولوا الى اعداء بعد أن كانوا اصدقاء لان القيادة السورية رفضت مطالبهم وشروطهم في ادخال حركة الاخوان المسلمين الى الحكم؟
9. تعاطف شعوب العالم مع سورية اذ أن هذه الشعوب أدركت تعرض سورية لمؤامرة.
10. موقف العالم المسيحي، وخاصة الفاتيكان ضد الارهاب وضد العنف الممارس ضد الشعب السوري، والمطالبة بوضع حد له.
4 سنوات من الصمود في سورية وغيرها
لقد صمدت سورية أربع سنوات كاملة، وتستطيع الصمود أكثر وأكثر. وخلال هذه السنوات كشفت سورية وجود ارهاب في المنطقة، وعرّت دول المجتمع الدولي التي كانت تمول هذا الارهاب وتدعمه من أجل تدمير سورية.
لقد عانى الشعب السوري كثيراً، اذ انه شرد، ودمرت منازله لكنه أكد صموده عندما شارك في عملية الاقتراع لاعادة انتخاب الرئيس بشار الأسد.
الارهاب في سورية امتد الى العراق، وها هو العالم كله يتصدى للارهاب، وخاصة ارهاب تنظيم "داعش" ولكن بمستويات وبطرق متنوعة ومتفاوتة.
عالمنا العربي يواجه "الارهاب" منذ أكثر من أربع سنوات. هذا الارهاب امتطى حصان مطالب الديمقراطية والاصلاح.. وهو صناعة "غربية" لضرب الأمتين العربية والاسلامية. ولو اراد العالم التصدي الفعلي للارهاب، فانه يستطيع ذلك، لكن دولا عديدة تستخدمه للحصول على مآرب وأهداف ومكاسب، وشعوب المنطقة تدفع الثمن. ولولا الصمود السوري، لسيطر الارهاب على المنطقة كلها، ولكانت المعاناة أكبر مما هي عليه الآن.
لقد بدأت السنة الخامسة في مواجهة الارهاب... وحتماً ستكون هذه السنة الحاسمة في القضاء عليه، لأن من يدعم الارهاب سيكتوي بناره عاجلاً أم آجلاً فهو لا يعرض أمن وسلام المنطقة للخطر، بل يعرض العالم كله للخطر، وهذا ما يجب أن يفهمه قادة العالم، وعليهم أن يجففوا منابع الدعم للارهاب.. وان يعتذروا عن أخطائهم الكبيرة في صناعة عدو ارهابي بشع للعالم كله، وان يعتذروا فعليا من خلال احترام وحدة وسيادة سورية، وفي وقف تدخلهم بالامور الداخلية لعالمنا العربي.