عدة عوامل تساعده للعودة الى كرسي القيادة
تساؤل يطرحه عدد كبير من المراقبين: هل سيفوز حزب الليكود في الانتخابات القادمة؟ وهل سيعود بنيامين نتنياهو مجدداً الى كرسي رئاسة الوزراء في دولة اسرائيل؟
هذه الأسئلة تم طرحها بعد أن اظهرت استطلاعات الرأي العام في اسرائيل أن أكثر من 50 بالمائة من مواطنيها يفضلون عدم عودة نتنياهو للحكم؟ كما أظهرت استطلاعات الرأي العام حول النتائج المتوقعة للانتخابات ان حزب الليكود قد لا يحصل على أكثر المقاعد، أو لن يكون الحزب الرابح الأول، اذ أن حزب "المعسكر الصهيوني" بقيادة اسحاق هيرتصوغ وتسيبي ليفني قد يحصل على مقاعد أكثر أو أقل.. طبعاً استطلاعات الرأي متقلبة ومتغيرة لأنها مرتبطة بالاحداث السياسية، ولكن حتى لو حصل حزب المعسكر الصهيوني على مقاعد أكثر، فانه لن يشكل الحكومة لأن اليمين الاسرائيلي هو الذي سيحصل على أكثر الاصوات، وأكثر من ستين عضو،ا سيطلب من رئيس الدولة روبين ريفلين عند التشاور بعد انتهاء الانتخابات تكليف نتنياهو مجدداً، لأن آراء نتنياهو تتفق بشكل عام مع جميع أعضاء المعسكر اليميني، كذلك فان المتدينين لن يرشحوا هرتصوغ لرئاسة الحكومة لأنهم قالوا ذلك علناً نظراً لان اليسار الاسرائيلي، وفي نظرهم، هو خصم سياسي وديني لهم، يحاول مصادرة العديد من الامتيازات التي منحت لهم على حساب المواطنين غير المتدينين.
واضافة الى ما ذكر فان هناك عدة عوامل تقف الى جانب الليكود، أي لرئيس الحزب، لتشكيل الحكومة.
معسكر اليسار في تنافر داخلي
العامل الأول الذي يصب لصالح نتنياهو هو عدم وحدة المعسكر اليساري في اسرائيل، اذ أن هناك تناقضات كبيرة، والتحالفات بينهم هي ضعيفة وهزيلة جدا، وقد تفرط.. وهناك مناقشات حول من يتولى هذه الحقيبة الوزارية أو تلك، لذلك فان هذا المعسكر ليس قوياً في تحالفاته، وكذلك فانه لن يحصل على أكثرية المقاعد في الكنيست، ولو حصل ذلك، فسيكون ذلك بسبب مقاعد الكتلة العربية أو الكتل العربية الفائزة (12- 14 مقعداً كما هو متوقع).
الكتلة العربية خارج اللعبة السياسية
أما العامل الثاني، فهو أن المعسكر اليساري هو صهيوني، ولذلك فان من الصعب أن يشكل هرتصوغ حكومة تعتمد على دعم الكتلة العربية، لأن المعسكر الصهيوني بشكل عام لا يقبل بتواجد عرب داخل الحكومة، وكذلك هناك أحزاب يسارية مثل "هناك مستقبل" لن تقبل باعتماد الحكومة على العرب في الكنيست.. أي أن الكتلة العربية ستكون خارج اللعبة السياسية الاسرائيلية الحاسمة.
ليبرمان ليس مع هرتصوغ
حزب اسرائيل بيتنا بقيادة الوزير افيغدور ليبرمان أعلن أنه لن يشارك في حكومة يشكلها هرتصوغ، وبالتالي فهو بصورة مباشرة يدعم حزب الليكود، رغم كل الخلافات الشخصية والسياسية العامة معه.. وكذلك يريد ليبرمان أن يؤمن لنفسه ولحزبه دعماً حكومياً في التحالف الحكومي الجديد لمواجهة الاتهامات حول تورط أعضاء الحزب في قضايا فساد خطيرة.
الخصومة مع اوباما
الصراع الشخصي بين نتنياهو والرئيس الاميركي باراك اوباما يوفر عامل دعم ومساندة لنتنياهو، اذ أن الجمهور الاسرائيلي يرى أن نتنياهو زعيماً قوياً يتحدى ويواجه اوباما في سياساته التي قد تؤذي اسرائيل. كما أن اصرار نتنياهو على قبول الدعوة لالقاء كلمة أمام مجلسي الشيوخ والنواب الاميركيين في جلسة مشتركة لهما اوائل شهر آذار القادم، يدعم من شعبية نتنياهو، ويحسن من مواقفه... ويحصل على دعم جماهيري لمواجهة الاتفاق المتوقع بين دول الغرب وايران حول الملف النووي الايراني.
العلاقة مع الشرق الأقصى
تواجه اسرائيل شبه عزلة اوروبية بسبب سياسة الاستيطان والخلاف مع ادارة اوباما، ولكن نتنياهو يتجه نحو الشرق الأقصى بتعزيز علاقاته مع دول تلك المنطقة وخاصة مع الصين والهند. وها هو وزير الدفاع الاسرائيلي يتوجه الى الهند في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها منذ قيام دولة اسرائيل. كما ان اسرائيل تعزز علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع دول تلك المنطقة، وهذا التوجه الاسرائيلي قد يكون عاملاً مساعداً اضافياً لانجازات نتنياهو، التي قد تساهم في فوزه.
العلاقة السرية مع دول عربية
كما ان نتنياهو يفتخر بأنه اقام علاقات تفاهم (سرية) مع العديد من الدول العربية الخليجية، وهي تقف الى جانبه – حسب ادعائه – في مواجهة الملف النووي الايراني. وقد اشار الى هذه العلاقات مرات عديدة في خطاباته. ولذلك فان مثل هذه الخطوة قد تسجل نقاطاً لصالحه.
حتماً عائد الى كرسي رئاسة الحكومة
واستناداً لكل ما ذكر، فان نتنياهو عائد الى كرسي رئيس الحكومة الاسرائيلية القادمة، وهذا أمر مؤكد، الا اذا حصلت معجزة، وحصولها مستبعد كثيراً.. ولذلك فان السياسة الاسرائيلية القادمة لن تتغير الا نحو الأسوأ، لان نتنياهو سيجنح أكثر وأكثر نحو التطرف. حتى يرضي تحالفاته مع الأحزاب اليمينية التي اوصلته للحكم مجدداً لولاية رابعة!