هل تجري انتخابات مبكرة في اسرائيل؟ ومتى يكون ذلك؟ وهل الخلافات السياسية الحالية بين الاحزاب، وداخلها قد تساهم في ذلك؟ هناك أسئلة عديدة مطروحة على الساحة الداخلية الاسرائيلية حتى ان بعض المراقبين توقعوا أن تجري الانتخابات في شهر ايار القادم.. ولكن هل هناك من عقبات أمام تفديم الانتخابات؟
اقرار الميزانية
بعد اقرار الميزانية للعام القادم من قبل الحكومة الاسرائيلية، فان عقبة اساسية امام الائتلاف الحكومي ازيلت، وبالتالي فان هذا يعني أن الائتلاف سيتواصل حتى بدء الاعداد للميزانية القادمة، أي حتى شهر أيلول القادم، وهذا يعني استقراره لعام على الاقل.. وكانت الميزانية أحد أسباب الخلاف داخل الائتلاف، وعلى ضوئها رأينا التصريحات المهددة بالانسحاب من الحكومة، ولكن ذلك لم يتم، بل بالعكس فقد أقرت الحكومة ذلك، وتمت المصادقة على الميزانية في الكنيست بقراءتها الاولى.. وهذا يعني أنه ستتم المصادقة عليها بالقراءتين الثانية والثالثة الأخيرة، وبالتالي فلا زوبعة حول الميزانية، ولا خلاف عليها بعد اقرارها.
المواضيع المتفق عليها عديدة
الائتلاف الحالي هو ائتلاف يميني متطرف برئاسة نتنياهو، وهناك قواسم مشتركة تم الاتفاق عليها ومن أهمها:-
1. لا تنازل عن القدس كعاصمة موحدة ابدية لدولة اسرائيل.
2. لا توقف عن البناء الاستيطاني سواء في القدس أو في الضفة الغربية.
3. لا قبول لحق العودة للاجئين الفلسطينيين.
4. لا تنازل عن مستوطنات الضفة، فهي قائمة للأبد ولا تفكيك لها!
5. لا لقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية، بل لتشكيل كيان "ممسوخ" تحت السيادة الأمنية الاسرائيلية.
6. لا تنازل عن منطقة غور الأردن، لان تلك المنطقة مهمة وحيوية للأمن الاسرائيلي.
7. التأكيد على أن اسرائيل دولة لليهود فقط.. وان قوميتها هي يهودية، واللغة العبرية هي لغتها الرسمية!
8. عدم الافراج عن أي من الأسرى الفلسطينيين، أي لا اقرار لصفقات تبادل مع أي جهة فلسطينية.
مواضيع الخلاف قليلة
ليست هناك مواضيع خلاف كثيرة سوى على بعض القضايا التي يمكن تأجيل البت فيها لتجنب الخلافات، ومن بينها تطبيق القانون على مستوطنات الضفة الغربية، وهذا قد يؤجل اقراره، علماً أن القانون مطبق فعلياً هناك ولا حاجة الى اقرار قانون حول ذلك.
وقد تكون هناك خلافات حول مواضيع دينية، ولكن هذه المواضيع لن تؤدي الى المس بالائتلاف الحالي.
ولكن هناك خلافات داخل الحزب الواحد.. فاذا نظرنا الى وضع الليكود، فان هناك تمردا سياسياً على زعيمه نتنياهو القادر على احتواء هذا التمرد والقضاء عليه، وهناك امكانية لانقسامه، ولكن ليس الآن بل بعد الاعلان عن موعد الانتخابات الجديدة.
حزب الليكود بيتنا قد لا يبقى على ما هو عليه اذ أن حزب اسرائيل بيتنا قد ينسحب من هذا التكتل السياسي، اضافة الى أن هناك انسحاب من الحزب مثل موشيه كحلون الذي قرر الابتعاد عن السياسة واخذ فترة من الراحة، ولم يشارك في الانتخابات الاخيرة. اما جدعون ساعر، أحد المقربين الى نتنياهو، فقد اعتزل السياسة مؤخرا وترك وزارة الداخلية والكنيست.. وهذا اضعف الليكود الى حد ما.
هناك صراع داخل حزب الليكود اذ ان اليمين يفرض سطوته، لذلك فان نتنياهو يعمل على اعادة ترتيب البيت الليكودي من خلال التخلص من اقطاب اليمين المتطرف مثل موشيه فيغلين، أو في التحالف مع قوى جديدة مثل حزب الحركة برئاسة تسيبي ليفني، وزيرة العدل حاليا، التي تميل للعودة الى حزب الليكود مجدداً.
دوافع الاستقرار الأخرى
هناك عدة عوامل ودوافع تثبت الائتلاف الحكومي الحالي ومن أهمها:-
1. تخوف الاحزاب الحالية من نتائج الانتخابات القادمة اذ أن الاحزاب مثل البيت اليهودي، وكذلك هناك مستقبل بزعامة يائير لابيد، والليكود لن تحصل على مقاعد في الكنيست القادمة مثل عدد مقاعدها الحالية، أي أن قادة الاحزاب يميلون للبقاء في مناصبهم أكبر مدة ممكنة.
2. ليست هناك "اموال" لدى الدولة لصرفها على انتخابات مبكرة جديدة، لأن الانتخابات مكلفة جدا.
3. ليس هناك من خلاف سياسي كبير حول اتفاق قد يبرم مع الفلسطينيين، فالافق السياسي مغلق، ولا حاجة الى ضرب هذا الائتلاف.
4. بعض الاحزاب التي هي خارج الحكومة معنية بعدم تقديم موعد الانتخابات لانها قد تخسر مقاعد في الكنيست الجديدة.
وانطلاقاً مما ذكر، فان الحكومة الاسرائيلية الحالية ثابتة ومستقرة لعام كامل على الاقل.. والتلويح باجراء انتخابات مبكرة يستخدمه نتنياهو ليوقف أي تصريحات مستفزة، ولوضع حد لتجاوزات بعض الوزراء والاحزاب.. ويتم التلويح به فقط عندما تكون هناك شبه مبادرة سلمية وذلك من اجل عرقلتها، وعدم نجاحها، أي بهدف افشالها بالقول ان الوضع الداخلي في اسرائيل لا يسمح بقبول هذه المبادرة أو تلك.
لا انتخابات مبكرة
واستناداً الى ما ذكر سابقاً، فان امكانية اجراء انتخابات مبكرة في اسرائيل هي ضئيلة، وكل قادة الاحزاب يرغبون في استمرار الوضع على ما هو عليه الآن. وما يقال عن تقديم الانتخابات هو مجرد تكهنات واحلام في الفترة الحالية.