نتائج عكسية متوقعة هي لصالح المقاومة
أوقعت الغارات الجوية الاسرائيلية على القطاع أكثر من ألف شهيد والآلاف من الجرحى المصابين، وغالبيتهم من المدنيين العزل سواء أكانوا أطفالاً أم نساءً أم كهولاً، واستهدفت الطائرات الاسرائيلية وعن قصد المدنيين من خلال تدمير منازل على سكانها وقاطنيها، وارتكبت المجازر البشعة الفظيعة، كما استهدفت البنى التحتية للقطاع وخاصة تدمير خطوط كهرباء، ويوم الثلاثاء 29/7/2014، ثاني أيام عيد الفطر، قصفت خزان الوقود لمحطة توليد الكهرباء، مما قطع التيار الكهربائي عن كامل القطاع. والتساؤل الكبير الذي يطرحه كثيرون لماذا هذا الكم الكبير من المواطنين مستهدفين، هل الاطفال هم مقاومون، وخاصة الأطفال الذين كانوا يلعبون على شاطىء البحر، أو الذين كانوا يلعبون في أحد المتنزهات؟
هناك أهداف وعوامل وراء استهداف اسرائيل المدنيين والمنازل والمساجد والمدارس والمستشفيات في هذه الحرب المجنونة التي بدأت بشنها يوم الاثنين الموافق 7 تموز 2014 بالادعاء أنها تأتي لضرب القوة الصاروخية للمقاومة، ومن ثم تغيرت الأهداف لتضيف اليها القضاء على الأنفاق بعد أن شنت اسرائيل وفي اليوم الثاني لحربها اجتياحاً برياً محدوداً لم يستطع تحقيق أهدافه كما اعترف بذلك الاعلام الاسرائيلي ومصادر عديدة.
فشل القصف الجوي
من اولى أهداف استهداف المدنيين هو فشل القصف الجوي في معرفة أماكن ومواقع منصات الصواريخ التي تنهال يومياً على المدن الاسرائيلية المختلفة من تل ابيب الى حيفا، الى القدس ناهيك عن البلدات المحيطة أو القريبة من قطاع غزة.
وتدعي اسرائيل أن منصات الصواريخ هي مثبتة أو مخبأة تحت هذه المنازل والمواقع التي يتم صفها. وهذا ادعاء باطل لانه لو كان هذا الامر صحيحا، لما تواصلت عملية قصف المدن داخل اسرائيل وحتى بعد مرور 25 يوما على بدء شن هذه الحرب الظالمة البشعة.
وهذا الفشل الذريع لاستهداف قوة المقاومة أدى الى تغيير بنك الأهداف لتستهدف منازل قادة سياسيين ومدنيين، وقد ابادت الطائرات الاسرائيلية عائلات بأكملها عائلة النجار (14 شهيداً)، عائلة القيادي في الجبهة الديمقراطية وضاح أبو عامر وزوجته وابنائه الخمسة يوم الثلاثاء 29/7/2014، ثاني أيام عيد الفطر، وقتلت عائلة البطش حوالي 18 شهيداً. وقصفت حنطوراً (عربة يجرها حمار) يقوده فلسطيني ومعه طفل لأنها "ظنت" أن الحنطور منصة اطلاق صواريخ!
بنك المعلومات "فاشل"!
وهذا القصف للمدنيين العزل يؤشر الى ان بنك المعلومات حول هذه المنصات كان خاطئاً، وان اسرائيل لا تمتلك المعلومات الصحيحة عن المقاومة بشتى فصائلها وكتائبها. ولذلك بدأت بالقصف شبه العشوائي لايقاع اكبر عدد من الضحايا الشهداء لتضغط على المقاومة لوقف اطلاق النار حسب الشروط الاسرائيلية، إلا أن المقاومة رفضت ذلك، وهي تضع شرطها الوحيد وهو انهاء الحصار للقطاع مع وقف اطلاق النار.
حتى ان بنك المعلومات حول الانفاق خالٍ من المعلومات الصحيحة، ولذلك فان الجيش يحاول البحث عن هذه الانفاق، ويقول انه دمر العشرات منها في حين ان مصادر عديدة تقول ان هناك الآلاف منها، ولا تعرف اسرائيل شيئاً عنها اذ ان رجال المقاومة يفاجئون الجيش الاسرائيلي من الخلف، وتدور معارك وجهاً لوجه وتلحق بالجيش الاسرائيلي الخسائرالبشرية القادمة. وهناك انفاق تصل الى العمق الاسرائيلي إذ أن معركة ناحال عوز الذي سقط فيها حوالي عشرة جنود كانت نتيجة خروج مقاومين من نفق ومفاجأة القوات الاسرائيلية.. وجرت المعركة في منطقة تبعد مئات الأمتار عن حدود القطاع داخل الاراضي الاسرائيلية. وهذا يعني ان اسرائيل تتخبط في هذه الحرب، اذ أن المعلومات المتوفرة لديها هي غير تلك التي هي على ارض الواقع وفي الميدان!
ورغم ادراك اسرائيل ومعرفة هذه الحقائق الا انها شنت هذه الحرب، وكان الهدف الاساسي هو ضرب المدنيين لتحقيق عدة مآرب وأهداف.
أهداف ضرب المدنيين
ومن أهم هذه الأهداف في قتل هذا العدد الكبير من المدنيين:-
· الانتقام من أبناء القطاع لالتفافهم حول المقاومة، وتوفير الدعم والحماية لها.
· محاولة التأثير نفسياً على المقاومين عندما تقع هذه الخسائر الكبيرة المؤلمة من خسائر بشرية قد تصل الى اكثر من عشرة آلاف شهيد ومصاب، وتدمير الآلاف من المنازل والمدارس والمساجد والمستشفيات.
· محاولة خلق نوع من الانقسام بين المواطنين والمقاومة، إذ أن هذا الاجرام الاسرائيلي يهدف الى تحريض المواطنين لرفض ما تسببه لهم من آلام ومعاناة.
· يمكن لاي من عمليات القصف العشوائي قد تصيب أحد الأنفاق أو احدى منصات الصواريخ، أي تكون "ضربة من غير رامٍ"؟
نتائج عكسية
منذ عشرات السنوات، كانت اسرائيل تضرب وتؤذي المدنيين من أجل التأثير نفسياً على المقاومة، وكان هذا يحدث في جنوب لبنان وفي كل مكان. ولكن تكون لهذه الأعمال الاجرامية نتائج عكسية اذ أن قتل واصابة الآلاف من المواطنين، والقضاء على عائلات بأكملها، واصابة عدد كبير من الاطفال هذا يؤدي الى غضب شعبي عارم، ويحرض على الانتقام، ولا يستطيع احد الانتقام الا عبر الانضمام للمقاومة، وخاصة اولئك الذين فقدوا والديهم واعز الاقارب.. وبالتالي يكون الالتحاق بالمقاومة بقوة، واذا استشهد فرضا عدد من المقاومين، فانه يحل مكانهم أضعاف هؤلاء المستشهدين والمصابين ، وبالتالي تقوى المقاومة ولا تضعف من ناحية عدد رجالها، ومن ناحية قوتها العسكرية.
المجتمع الدولي ظالم
بالطبع ان المجتمع الدولي ظالم، فهو يشاهد ويرى المجازر التي ترتكبها اسرائيل بأبناء شعبنا الفلسطيني ولا يتحرك.. وقد ادان العالم واستنكر وتحرك عندما قتل ثلاثة مستوطنين في ظروف اختطاف غامضة حتى الآن، لكنه لم يتحرك لادانة ما يتعرض له ابناء القطاع.. وهذا الظلم الدولي يساهم في التوجه الشعبي نحو التطرف والتشدد، وادخال المنطقة في صراع مدمر.
عدم حل قضية شعب فلسطين بانهاء الاحتلال الاسرائيلي لاراضيه، يولد ويخلق ويسبب العديد من المشاكل: الم يدرك قادة هذا المجتمع الدولي ذلك؟ أم أنهم يريدون الفوضى التي قد تصيب بلدانهم في المستقبل القريب اذا واصلوا دعم الارهاب وساندوا الاجرام في العالم..