اسرائيل ليست عدوا وهناك استعداد لاقامة سلام معها
انتخاب عبد الهادي بحرة رئيساً لما يسمى بـ "الائتلاف الوطني السوري" في اجتماع للمعارضين "السوريين" المرتمين في أحضان الغرب، والمراهنين على دعم اميركا وحلفائها لهم اضافة الى بعض الأنظمة العربية المنفذة للسياسة الاميركية في الشرق الأوسط.. يؤكد هذا الانتخاب أن هذا الائتلاف لا يساوي شيئاً على ارض الواقع، وهو مجرد جسم غريب يتغذى من الدعم الغربي له. والرئيس الجديد المنتخب من بضع عشرات من معارضين، لا يحملون الجنسية السورية، وتخلوا عنها عندما انتموا الى الغرب وليس لهم أي انتماء لسورية الأرض والشعب، هو اميركي الجنسية مهندس درس في اميركا، أي أنه اميركي الصنع، وسعودي الهوى والولاء، تماما كما هو سلفة احمد الجربا الذي تم تنصيبه رئيسا على هذا الائتلاف.
هؤلاء الذين يدعون بأنهم معارضون يكشفون يوما بعد يوم عن علاقاتهم الوطيدة مع اميركا وحلفائها، وفي مقدمتهم اسرائيل. وهذه حقيقة وليست اتهاماً، وهي معلومات صادقة وواضحة، مما تؤكد تورط اسرائيل في المؤامرة التي تتعرض لها سورية منذ حوالي 40 شهراً. وهناك اثباتات ووقائع على هذا التورط عبر كشف المزيد من الفضائح حول هذه العلاقة بين هؤلاء "المعارضين المرتزقة" واسرائيل.
اهتمام الاعلام الاسرائيلي بهم
هناك اهتمام اعلامي اسرائيلي بهؤلاء "المعارضين"، إذ انها تنقل أخبارهم بصورة بارزة، وأي خبر عنهم تعتبره حدثاً مهماً، ورحبت اسرائيل، كما رحب اميركا وفرنسا، بانتخاب البحرة.
واضافة للاهتمام بنقل ونشر اخبارهم، تقوم وسائل الاعلام العبرية باجراء اتصالات معهم للحصول على اخبار خاصة، أو باجراء مقابلات تنشرها في وسائلها المختلفة. كما ان مندوبين عن وسائل الاعلام الاسرائيلية يشاركون في تغطية مؤتمراتهم واجتماعاتهم دون أي عائق للصحفيين الاسرائيليين في القيام بذلك، ويجب عدم نسيان أن عدداً من الصحفيين الاسرائيليين وصلوا الى جنوب تركيا، وكتبوا تقارير من الشمال السوري عما تسمى بـ "الثورة" التي هي حقيقة مؤامرة.
واستطاعت وسائل الاعلام الاسرائيلية من كشف وتعرية ماذا يريد هؤلاء المرتزقة، وأهم شيء هو دعم اسرائيل لهم، وكذلك دعم موقفهم المطالب بدور اميركي اكثر فاعلية لدعمهم ومساندتهم وعدم مساندة "الذين يشوهون حراكهم "المشروع اميركياً وغربياً".
التنازل عن الجولان
المدعو كمال اللبواني لم يتردد في طلب مساعدة اسرائيل، وقال أنه مستعد للتفاوض مع اسرائيل حول الجولان، والتنازل عنها مقابل اسقاط الرئيس المنتخب الدكتور بشار الاسد، ومستعد لاقامة سلام معها.
أما المدعو امير عابدي، رئيس العلاقات الخارجية في حزب اليسار الكردي فقال لوسائل الاعلام الاسرائيلية ان اسرائيل ليست عدوهم بل عدوهم "هو الرئيس بشار الأسد ومعاونوه". وانه ليست لدى حزبه أية مشكلة مع اسرائيل وفي تعزيز العلاقات معها، ومن مهامه العديدة اقامة سلام معها. واعلن عدم خوفه من اتصالاته ومقابلاته الصحفية مع اسرائيل لأن الأعضاء الآخرين يعرفون ذلك، أو انهم على نفس العلاقة إن لم تكن افضل من علاقاته.
برقيات تهنئة
رئيس هذا الحزب المدعو محسوم فيصل بكر سيمو لم يتردد في توجيه برقية تهنئة للرئيس الاسرائيلي العاشر لدولة اسرائيل الذي انتخب مؤخراً روبين ريفلين.. قال فيها أيضاً "أن اسرائيل ليست عدونا بل الرئيس بشار الأسد ومعاونيه، وان حزبه يطلب من حكومة اسرائيل وشعبها الوقوف الى جانبهم أكثر من السابق".
وهناك رسائل تهنئة شفوية وصلت الى الرئيس الاسرائيلي من قبل "معارضين" آخرين لم يكشف النقاب عن أسمائهم.. وهذه البرقيات تؤكد أن هذا الائتلاف وغيره من الاجسام المشبوهة لها علاقة مع اسرائيل، وهذه الاجسام تستجدي الدعم الاميركي عبر الوسيط الاسرائيلي.
المساعدة في تهريب عائلة
وتم مؤخراً وعبر وسائل الاعلام العبرية الكشف عن قيام "المعارضة" بمساعدة منظمة اميركية تسمي نفسها منظمة غير حكومية، وهي خيرية موالية لاسرائيل، في تهريب عائلة يهودية تعيش في دمشق الى الخارج. وتوفير تذاكر لهذه العائلة للسفر الى اسرائيل.
وذكرت وسائل الاعلام العبرية أن هناك منظمة اميركية برئاسة جال لاسكي أو لوسكي (Lusky) توزع ما تتوفر لديها من مساعدات انسانية تجمعها في اسرائيل للنازحين السوريين في الاردن وجنوب تركيا، وعبر هذه المساعدات تقيم علاقات مع عناصر في هذه المجموعات "المعارضة" التي تعيش في الخارج.
مساعدات انسانية
وتحت يافطة المساعدات الانسانية تتواجد اسرائيل في قلب هؤلاء أعداء سورية، وقد حصلت على شكر من قادة هذه الأجسام "المعارضة" لقيام اسرائيل بتقديم العلاج للجرحى المسلحين، وتم تقديم العلاج للمئات منهم، وهذا العلاج تم التعتيم على أسماء من تلقوه انطلاقاً من "نواحٍ وأسباب أمنية" وحماية لحياتهم.. كما تقول المصادر الاسرائيلية.
وتقوم اسرائيل بالتطبيل والتزمير لمساعداتها "جدا الانسانية" في سورية في الوقت الذي تقتل فيه أبناء الشعب الفلسطيني بدم بارد سواء في الضفة أو القطاع مما يؤكد أن هذه المساعدات الانسانية في سورية عليها آلاف علامات الشك والريبة من أهدافها التي أصبحت مكشوفة للجميع.
ولا بدّ أن تكشف وسائل الاعلام العبرية والعالمية المزيد من الفضائح حول "العلاقات" المشبوهة لهؤلاء "المعارضين" الذين باعوا أنفسهم في خدمة من هم أعداء سورية، فهم لا يعملون الا لضرب وتدمير سورية عبر مشاركتهم الفعالة في هذه المؤامرة الكبيرة على سورية، والتي هي في مراحلها النهائية، إذا أن سورية، شعباً وجيشاً وقيادة، الحقوا الهزيمة بالارهاب وعناصره، وبالتالي افشلوا هذه المؤامرة القذرة، ولا بدّ لسورية أن تخرج من هذا الوضع التآمري في الوقت القريب.