أحد الصحفيين الشبان حضر احتفالاً في قلب القدس، وقام باعداد تقرير عنه. وذكر فيه ان من حضره شخصيات عديدة وذكر أسماءها. وتبين فيما بعد أن بعض أسماء الشخصيات المذكورة والحاضرة في الاحتفال قد توفاها الله قبل سنوات، مما أثار غضب الذين اقاموا الاحتفال، وكذلك اهالي الشخصيات الراحلة.
هذا التقرير يؤكد احد أمرين: إما ان الصحفي كتب التقرير على مزاجه ولا يعرف اسماء الذين شاركوا في الاحتفال، أو ان هناك من زوده بالمعلومات غير الصحيحة لايقاعه وايذائه أو لغرض في نفس يعقوب، وفي كلتي الحالتين، فان هذا الصحفي ملام لان عليه التأكد من صحة المعلومات المتوفرة والآتية اليه قبل كتابة أي تقرير.
هذه صورة واقعية عن عدم صحة الاخبار التي نتلقاها عبر قنوات فضائية عديدة، اذ انها تغني كما يحلو لها، وتنشر اخبارا وتتفادى اخرى، لان ذلك يخدم صاحب المحطة.
ان اصول مهنة الصحافة هي الصدق، ومن "يكذب" أو "يُضلل" فهو ليس صحفياً، بل هو عبء على هذه المهنة، واحد الساعين لتشويه صورتها وسمعتها. ونعلم ان قول الحقيقة أو الكشف عنها ليس بالامر السهل، وقد يدفع ثمنا باهظ لذلك.
لقد تعودنا في البيادر أن نقول الحقيقة فقط، وان نقف الى جانب قضايا امتنا العربية. فالصدق نهجنا الدائم والثابت ولن نتنازل عنه.. وبئس اولئك الصحفيين الذين لا يلتزمون بنهج الصدق، ويركضون وراء حفنة من الدولارات.
(المحرر)