عندما يكون بحاجة اليك، يتصل بك عشرات المرات في اليوم الواحد محاولا التأكيد على انه صديق وفي، وانه مستعد لعمل أي شيء، ولكن اذا تحسنت الامور معه ماليا يخفف اتصالاته، واذا تولى منصبا رفيعا "بالواسطة" وعبر "المحسوبية" تراه لا يعرفك، حتى انه لا يَرُد على اتصالاتك انت به.
هؤلاء هم الانتهازيون، والمتسلقون، ولن يتغيروا أو تتبدل هذه الصفة المنسوبة اليهم حتى لو كانوا رجال دين، أو أصحاب مناصب رسمية أو غير رسمية رفيعة.
هناك صفة أخرى توجه اليهم، انهم "من دون أصل"، فهم أناس ضعاف النفوس يظنون أن المنصب قد يحميهم الى أبد الآبدين.
كم من انتهازي وصل الى منصب رفيع، وما ان ابعد عنه اصبح مواطناً ذليلا مرفوضاً ومعزولا في هذا المجتمع، لأن من كان حوله باعهم أثناء توليه المنصب، وباعوه عندما أصبح لا شيء، وحقاً يستحق ان يُزبل، ويستحق أن يُهمل والا يُحترم، لان الاحترام هو لمن لديه أصل، ويكون "أصيلاً" في تعامله مع الآخرين.
و"الاصيل" بلغتنا يعني انه صاحب اخلاق رفيعة، وانه وفي لصديقه ولاهله ولوطنه. ومن كان من دون أصل ووصل منصباً رفيعا، فان هذا المنصب أهين بتسليمه اياه.
وفي مجتمعنا كم من متسلق وانتهازي ومن دون اصل وصلوا الى مناصب رفيعة.. وكم من مواطن مجهول تحلى بالاصالة والاخلاق الرفيعة.
أقول لهؤلاء الانتهازيين ان التاريخ لن يرحم، وكذلك المجتمع قبل لن يرحم.. واذا رحل عن هذا العالم، فان كثيرين لن يترحموا عليه لأنه كان سيئاً ومن دون أصل.. وكان "نموذجاً" للفساد بعينه!
(أبو نكد)