حملة انهاء الوجود المسيحي في بعض البلدان العربية تشتد، وبخاصة في الموصل في العراق وقبلها في سورية ومصر .. حملة شعواء تستهدف اقتلاع كل مسيحيي الشرق نهائياً، وكأنهم وباء يريدون اجتثاثه .. الحملة تشتد ولا تجد من يوقفها، ومن يسارع الى الدفاع عن هؤلاء المسيحيين الذين يتعرضون الى كل أنواع المآسي والتعذيب والقتل والطرد من موطنهم على مرأى ومسمع العالم بأجمعه ولا أحد يحرك ساكناً..
وللأسف فان العديد من الدول الأجنبية تساهم في تهجير المسيحيين من أراضيهم ووطنهم، فقد فتحت بعض البلدان باب الهجرة لهؤلاء المسيحيين الى أراضيها، فهل هذا هو الحل الأمثل للمجازر التي ترتكب ضد المسيحيين في الشرق والتي تستهدف الوجود المسيحي فيه ؟! وقد كان من الأولى أن يدافعوا عنهم وعن وجودهم بدل تهجيرهم ، والأنكى ان أميركا وبعض هذه الدول، وللأسف منها دول عربية، هم من يدعمون الحركات الاسلامية المتطرفة كـ "داعش" وغيرها من أجل تحقيق أهدافهم ومصالحهم في الشرق الأوسط عن طريق تدمير الدول العربية الواحدة تلو الأخرى. وان كانوا حقيقة معنيين بمسيحيي الشرق ووجودهم، فلماذا لم يسارعوا بارسال قوات لحمايتهم كما فعلوا عندما دمروا ليبيا وسورية والعراق بحجة حماية المدنيين وفرض الديمقراطية المزعومة في تلك الدول.
لنعد الى مسيحيي الموصل ومسيحيي سورية في المناطق التي تستولي عليها "داعش" وما يعانونه من ويلات، وقد أصبح القتل وحشياً وعلنياً وأمام الجميع من دون خجل أو حياء، حرب ابادة لهم.. وجرائم وحشية، واغتصاب وسبي للنساء حتى الطفلات منهن، وتنكيل واستيلاء على ممتلكاتهم وأموالهم، وأهون الويلات: ادفعوا الجزية أو ارحلوا..
العائلات المسيحية في الموصل اضطرت الى تركها والهروب خوفاً على حياة أفرادها من نير "الدولة الاسلامية"، وارتبط اسم "داعش" لديهم بالقتل والتشريد والاضطهاد والتدمير والسبي.. ليست هذه هي الحملة الأولى على مسيحيي العراق وانما هي الثانية، فقد سبقتها حملة في العام 2003 بعد احتلال العراق والتي امتدت الى هذا العام، ولكنها كانت بصورة أبطأ وأقل وطأة مما يحدث في الحملة الثانية التي تشنها "داعش" عليهم.. رجال دين وراهبات وأفراد اختطفوا وقتلوا على يد الجماعات الاسلامية المتشددة منذ الحملة الأولى، وكنائس حرقت ودمرت على من فيها .. والآن "داعش " تقولها وبكل صراحة " يجب محو الوجود المسيحي من المشرق العربي" وحولت الموصل الى بركان دم لجرائمها ضد المسيحيين الذين تجز رقابهم بكل وحشية وحقد .
باسم الله يقتلون.. وهل يرضى الله العلي القدير الرحيم أن يقتل انسان بريء؟! ومتى كان الله يرضى عن مثل تلك الجرائم الوحشية التي ترتكب باسمه.. انهم يسيئون لدينهم ولرب العباد بإرهابهم هذا ووحشيتهم تلك..
وأخيراً أين العالم مما يجري ؟!! وهل يعقل أن لا يكون هناك من يستطيع كسر شوكة " داعش" وجرائمها؟ وأين المسيحيون في هذا العالم؟ ولماذا لا يسارعون للدفاع عن اخوتهم من القتل والتشريد و... وعلى الأقل بالاستنكار والمظاهرات والمسيرات لإجبار العالم على التحرك للدفاع عن المسيحيين، والتي لم نشاهدها الا نادراً، وحتى معظم بيانات الاستنكار التي صدرت فإنها خجولة.
ان الصمت على ما يجري للمسيحيين يجعل "داعش" تواصل وحشيتها ضدهم، تماما كما هو الصمت على اسرائيل، وهي تقتل أطفال قطاع غزة ونسائه وشيوخه وتدمر بنيته التحتية، بل وليس الصمت فقط وانما تبرير لاسرائيل وحشيتها وجرائمها..
فالى متى سيظل هذا الظلم وهذه الجرائم؟ ومن سيدافع عن مسيحيي الشرق وعن أطفال فلسطين، ولكننا نقول لهم ان الله يُمْهل ولا يُهمل..
r.a.d.
1.7.2 trial version. Copyright telerik © 2002-2007. To remove this message, please
.