المحرر ورئيس التحرير: جاك خزمو
لم تهدأ الأوضاع منذ احتلال اسرائيل لاراضينا العربية المحتلة في حرب حزيران 1967، وتواصلت حالة الحرب والتوتر منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا.. وكانت الاوضاع تتصاعد توتراً أحياناً، وتهدأ في احيان أخرى، ولكن لم يتحقق السلام الشامل والدائم والعادل حتى الآن، وبقينا جميعا نعاني وندفع الثمن لسياسة اسرائيلية قائمة على الاستيطان والتوسع، لتجاهل كل القرارات والمواثيق والمعاهدات الدولية والشرعية.
منذ 47 عاماً والمنطقة تغلي، وقد واجهت اسرائيل حرب استنزاف على الجبهة المصرية، جبهة السويس، وخاضت حرباً في تشرين الاول عام 1973، ولولا الدعم الاميركي لمنيت بهزيمة كبيرة فيها. وتم التوصل الى اتفاقيات كامب ديفيد عام 1979، إذ تم انهاء حالة الحرب بين مصر واسرائيل، ولكن الاحتلال الاسرائيلي بقي جاثماً على الاراضي الفلسطينية والسورية. وخاضت اسرائيل حرباً ضد منظمة التحرير اسمتها الحرب على لبنان، وهي الحرب الاولى، تبعتها حرب ثانية في العام 2006، واضطرت اسرائيل من قبل ذلك وفي ايار عام 2000 للانسحاب من جنوب لبنان بعد احتلال دام 18 عاماً.
لقد خاض الشعب الفلسطيني انتفاضتين عام 1987 وعام 2000، ودفع ثمناً باهظاً من اجل الدفاع عن حقوقه المشروعة. وشهدنا هبات شعبية في الضفة والقطاع وداخل اسرائيل تطالب بازالة الاحتلال الاسرائيلي. وشنت اسرائيل ثلاثة حروب على القطاع، وها هي الحرب الثالثة قائمة ومستمرة وبأبشع صورها تهدف الى ابادة شعب ومصادرة مطالبه العادلة..
الاستيطان تواصل، وحتى بعد توقيع اتفاقيات اوسلو، وحاولت اسرائيل أن تعطي هذا الاستيطان صفة شرعية. دللت المستوطنين ومنحتهم امتيازات عديدة ومغرية، واصبحوا الى حد كبير فوق القانون.
وقعت صدامات بين هؤلاء المستوطنين المعتدين على اراضينا وابناء شعبنا، واعاثوا في المنطقة فسادا وتوترا من خلال اعتداءاتهم المتعددة على الحجر والبشر والشجر.. ومؤخراً ارتكبوا جريمة بشعة بحق الفتى المقدسي الشهيد محمد ابو خضير، وبدأ المسؤولون الاسرائيليون يتساءلون بعد وقوع الهبة الشعبية في القدس وداخل الخط الاخضر احتجاجاً على هذه الجريمة البشعة: ما هي اسباب هذه الهبة الشعبية المناوئة باسرائيل. واعترف الاسرائيليون بأن هناك احتقاناً في المجتمع العربي سواء في الضفة او في القدس او داخل الخط الاخضر سببه الظلم وتعامل اسرائيل السيء جدا مع العرب، واعتبارهم درجة عاشرة، ورفض مبدأ المساواة، واستمرار سياسة التمييز العنصري ضد شعبنا سواء في القدس أو داخل الخط الاخضر. اضافة الى سياسة القمع ضد شعبنا الفلسطيني في الضفة.
لقد منحت القيادة الفلسطينية فرصة ذهبية لتحقيق سلام نهائي وشامل إلا أن اسرائيل وضعت الشروط التعجيزية وتهربت حتى من اتفاقيات اوسلو، وواصلت سياسة الاستيطان والاحتلال والتمييز العنصري الواضح.
إذا أراد أحدهم أن يحل القضية الفلسطينية فعليه أن يفكر أولاً بالداء، الا وهو الاحتلال الذي يؤدي الى الظلم والقهر، وينتج عنه الاستيطان الذي يسير بركبه مستوطنون "زعران" سيشكلون خطراً على اسرائيل أيضاً في المدى البعيد من خلال عربدتهم وتغاضيهم عن كل القوانين الاسرائيلية والاخلاقية أيضاً.
الاحتلال هو سبب سياسة الاذلال والاعتقال وهو سبب معاناة شعبنا الفلسطيني اليومية، وهو مكلف لاسرائيل ايضا، ويُبقي اسرائيل في حالة الخوف والكراهية، ويشكل خطراً عليها مستقبلاً.. والاحتلال سبب البلاء الذي نشهده ونعيشه منذ 47 عاماً، وهو سبب كل الحروب.
لقد قبلنا بحل الدولتين، ولكن هذا الحل أصبح من المستحيل تطبيقه نتيجة سياسة حكومات اسرائيل وممارساتها على ارض الواقع.. وسيحل مكان هذا الحل أو الخيار هو خيار الدولة الواحدة ثنائية القومية، وهذا الخيار مرفوض اسرائيلياً لانه يحبط ويسقط مطالب قادة اسرائيل بأن تكون دولتهم "يهودية"!
يعرف قادة اسرائيل، وقادة العالم كلهم، ان الداء الذي نعاني منه هو الاحتلال الاسرائيلي لاراضينا العربية، واذا تم انهاء الاحتلال فحوالي 90 بالمائة من مشاكل وخلافات العالم مع اسرائيل تنتهي، لكن قادة اسرائيل لا يريدون ازالة احتلالهم للاراضي العربية، ولا يريدون الاعترف بالدولة الفلسطينية على حدود 4 حزيران 1967.. أي انهم يريدون بقاء الاحتلال للأبد، وان يحكمونا كما يريدون، وان نكون تحت امرتهم وقيادتهم في اطار كيان صغير مقطع الاوصال، سلطته مجرد ادارة مدنية في خدمة الاجندة الاسرائيلية.
إذا أرادت اسرائيل الهدوء والطمأنينة والسلم والاستقرار، فعليها انهاء احتلالها فورا، اما اذا اصرت على بقاء الاحتلال فلن تتوقع السلام الدائم، ولا الهدوء ولا الاستقرار، فستواجه المشاكل، ومعها شعبنا الفلسطيني.
على قادة اسرائيل أن يدركوا ويفهموا ان الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله ضد الاحتلال، وان هذا الاحتلال هو نقمة عليها ومكلف للجميع لان النضال الفلسطيني لن يتوقف.
اذا اراد قادة اسرائيل السلام، فمدخله واضح وضوح الشمس، وهو تطبيق قرارات الشرعية الدولية بانهاء الاحتلال والاستيطان، واذا استمروا في سياستهم العدوانية الاحتلالية فان المنطقة لن تهدأ وستواجه المزيد من الحروب والهبات الشعبية والانتفاضات، ولربما أيضاً الويلات المفاجئة!
r.a.d.
1.7.2 trial version. Copyright telerik © 2002-2007. To remove this message, please
.